د. رشيد نافع عن البام: باستدعائهم القمني افتضحت معاصرتهم وتبرأت منهم أصالتهم
حاوره: إبراهيم بيدون
هوية بريس – الثلاثاء 07 يوليوز 2015
1- ما تعليقكم على تنظيم حزب “البام” لندوته التي عقدها بالمكتبة الوطنية بالرباط واستدعى لها العلماني المتطرف سيد القمني الذي نال من مقدسات ديننا ومن ثوابت بلدنا؟
– لا يخفى على كل متابع منصف حقيقة القمني وقد انكشف أمره للقاصي والداني وصار عملة محترقة وقشة مهتوكة وعبرة منكوتة، لكن العتب واللوم على أتباع كل ناعق وأنصار كل برق لهم صاعق، وأقصد بقولي من زعموا المعاصرة وأساؤوا للأصالة، من أشعروا بالتجديد وأضمروا التبديد.
فاستدعاؤهم لذاك الغب الملحد الجهول القمني كشف مستور ما أخفي في الجب، فافتضحت معاصرتهم وتبرأت إلى الله منهم أصالتهم.
2- تابعتم النقاش وردود أفعال العلمانيين حول اعتقال فتاتين عاريتين في إنزكان، وإطلاقهم لحملة “صايتي حريتي”، وتنظيمهم لوقفات دعما لحرية المرأة في أن تلبس ما تشاء.. فكيف يرد عليهم؟
– لا أستغرب تعري هؤلاء الحقوقيين ولا حق لهم فهم يتضامنون بهذا التعري مع بني جنسهم فهذه التفاتة إنسانية منهم وإشعار منهم بقرب وصولهم إلى الخصال البهيمية في مسيرتهم نحو صقل النفس وتهذيبها، فهم لا يؤمنون بنظرية التحدي الإلهي للإنسان، فهو ولد إنسانا وأمامه تحدي المحافظة على هذه الصفة إلى أن يموت.
وهذا كلام بديع للإمام أبي حامد الغزالي في رسالته كيمياء السعادة حيث يقول: “فالواجب أن تعرف نفسك بالحقيقة حتى تدرك أي شيء أنت، لأن البهائم قد شاركتك في الأكل والشرب والجماع، وجمعت في باطنك صفات الملائكة والشياطين والبهائم، فكل يجتهد في تنمية الصفات التي ينتهي علمه إليها”.
3- كيف ترى تعامل الدولة مع سلسلة الهجمات على المقدسات والثوابت التي عرفها المغرب في الأسابيع الأخيرة، وهل من آليات تنصح بها، تكون كفيلة بكبح جماح التمرد العلماني؟
– يجب على الدعاة والعلماء والخطباء أن يعلموا بأنهم سيحاسبون على صمتهم عما يجري في سوق الحياة، لأننا في النهاية لن نحزن على جور أعدائنا، ولكن سنبكي الدمع الهتون على صمت إخواننا، وأنا أعلم أن هناك زمرة من الدعاة الصادقين يقومون بصد الهجمات ورد الشبهات لكن المؤمن قليل بنفسه كثير بإخوانه.
ولله در القائل:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه***اذا كنت أنت تبنيه وغيرك يهدم
وقال آخر:
لو كان سهما واحدا لاتقيته***ولكن سهم وثان وثالث
فالجهلة يملكون حماسة في نشر جهلهم والدفاع عن أصاقع فكرهم؛ لأنهم يؤمنون بأن الكذبة يمكن أن تحَوَّل إلى حقيقة فقط بمجرد تكرارها، وكم من الكذبات صارت في زماننا مسلمات!! كل هذا في الأخير يبقى على عاتق من عرفوا وما أرشدوا، وفقهوا وما أنذروا، وعلموا وما نهبوا.
لاحظت مع الأسف أن الشجاعة التي كان ينادي بها بعض الدعاة وطلاب العلم والعلماء محصورة في أمثلة ضيقة تتعلق بالفرد وأهل بيته وقليل منهم من يخرج إلى الدائرة الواسعة، والأعجب من ذلك أن بعضهم غير اسم الشجاعة إلى التهور لأنها خرجت من دائرة الفرد إلى نقد وتقييم ممارسات شاذة في المجتمع.
لاحظت أن ما تعلمناه في يوم من الأيام عن فقه الواقع وما كنا نسمعه من ذم لمن يعيش بعيدا عن واقعه، هو ما أراه اليوم من كثير من طلاب العلم والدعاة وبعض العلماء إلا من رحم الله.
قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ“.