ليلة أمير المؤمنين

د. عادل رفوش

هوية بريس – الثلاثاء 14 يوليوز 2015

مهما عانينا في بلدنا الحبيب من شرذمة تعارض اختياراته وتناقض ثوابته وتعارض أصوله في هويته ديناً ولغةً وأخلاقاً..

نسأل الله لهم الهداية من طرق الغواية والتبعية العمياء للمذاهب الهدامة للأوطان وللأديان؛ فإننا نفرح أشد الفرح إذ نشهد هذه المشاهد العظيمة في هذا الشهر الكريم من المساجد العامرة والوجوه الخاشعة والقلوب الداعية؛ تديناً وتعبداً يضفي على حياتنا من التآلف الأُسَري والتكافل المجتمعي ما يبعث الاستبشار بعظمة هذا الدين وبكرم الله على عباده رغم كثرة تقصيرنا.

ثم تزدان هذه الليالي المباركات بمشهد أمير المؤمنين وهو يتحدى كل الأقاويل ويكذب كل الظنون التي تريد بالمغرب وهويته الانجراف نحو هاوية الانحراف؛ فيتربع جلالته بعد القيام بالصلاة لملك الملوك؛ لاستقبال العلماء وإكرام القرّاء وختم صحيح البخاري الذي فيه من الدلالة على سنية هذا البلد المالكي واتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، واعتزازه بمصادر السنة ودواوين الإسلام ورصين العلم الشرعي؛ وأن  التحاكم سيظل رغم الإكراهات لكتاب ربنا وسنة نبينا ومصادر التشريع الإلهي المطهر؛ التي عنوانها الأبرز صحيح الإمام البخاري؛ الذي ختم كتابه بباب “وضع الموازين” لبيان أن مدار الصلاح والفلاح للأفراد والشعوب والملوك هو العدل وإقامة القسط بينهم وتجنب كل أسباب الظلم ومظاهره..

وهكذا يثبت أمير المؤمنين نصره الله وأيده كما في كل مناسبة بأنه ملك خير وملك صلاح وملك ألفة؛ ملك قلوب الناس قبل أن يملك حكمهم، وأنه ماضٍ في إثبات ثوابت هذا البلد العريق في أصول الإسلام علماً وعملاً رغم كثرة التعسير في التدبير، وأصحاب التدمير في التسيير، وغلاة التفجير والتكفير والتفكير..

وها هو الصرح العلمي بالمملكة الشريفة يزدان بولادة مؤسسة جديدة ينتظم فيها عدد مهم من العلماء والعالمات الأفارقة الذين نرجو لهم التوفيق والسداد في الاضطلاع بالمهام النبيلة للمؤسسة؛ وفي طليعتها: نشر الإسلام السمح المعتدل ومقاومة فكر الغلو والتشدد.. 

كفانا الله شر ما خلق ووفقه الله لما يحب ويرضاه وجمعنا وإياكم على التقى والهدى وحسنة الدنيا والآخرة…

والحمد لله رب العالمين.