الدكتور الريسوني: الاختلال السياسي والاجتماعي وراء صعود التطرف
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 14 يوليوز 2015
قال أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن أسباب ارتفاع مؤشرات التطرف و”الإرهاب” بالمنطقة العربية تتمثل في الاختلالات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها هذه المنطقة.
وفي مقابلة أجراها مراسل وكالة “الأناضول”، أرجع الريسوني السبب في انتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة إلى “قمع تحركات الشعوب فيها بالانقلابات والقتل والإغلاق والمنع، عكس بعض تحركات الدول التي قوبلت بالترحيب، مثل بعض شعوب دول أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا حيث خرجت من الديكتاتورية، ومن الاستبداد والقمع إلى حرية الاختيار والممارسة السياسية وبدأت الإصلاحات والتنمية والتطور”.
وأشار عالم الفقه المغربي، إلى أن “دور العلماء أصبح محدودا في محاربة الارهاب، بل أصبحوا جزء من المشكلة وليس جزء من الحل، بالإضافة الى تعرضهم للتضييق والتهميش وعمل جميع الأنظمة على تصفية مصداقيتهم ومحوها”.
ورأى “أن هناك عوامل صنعت “داعش” و”القاعدة” و”بوكو حرام” والتطرف بجميع أشكاله، إذ أن التسلط على الشعوب وعلى دينها بصفة خاصة أعطى رد فعل متطرف، والتطرف يولد التطرف، فالمنطقة العربية تعرف تطرفا في القمع والتضييق على الحريات وتطرفا في إلغاء إرادة الشعوب وتطرفاً في محاربة الاسلام والتدين خاصة على صعيد الدولة وحتى على صعيد المجتمع”.
وأضاف بأن ما أسلف ذكره، “يعطي شعورا بما يطلق عليه بالمغرب والجزائر (حكرة)، فالمواطنين يحسون أنهم محتقرون في بلدانهم وأشخاصهم وحقوقهم ودينهم، ويأتي رد فعل لا عقلاني بدون شك، ولا شرعي ولا مجدي، وهذه التنظيمات الارهابية وردود الافعال هذه كلها غير مجدية وغير شرعية ولا عقلانية”.
وقال إن “الدول الغربية تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية في انتشار الإرهاب، لأن الواقع السياسي الذي أتحدث عنه بقمعه واستبداده وفساده، أنشئ بأيد غربية وتستمر برعاية غربية وحماية غربية ومسؤولية الدول الغربية حيال الواقع السياسي الحالي بالمنطقة كبيرة جدا دون أن نعفي الوكلاء المحليين والفساد والاستبداد الذين يعيشون على وقعه”.
وأبرز أن “وضع حد لاستقطاب الجماعات المتطرفة للشباب يأتي بإعطاء حرية الشعوب وحرية القوى والتنظيمات السياسية والدينية ورموز المجتمع الحقيقيين وليس المصنوعين”.
ونبّه من أن الشباب الذين يريدون الالتحاق بداعش “ذاهبون إلى اللاعقلانية واللا الجدوى واللا الشرعية”.