فوائد من كتاب: «الأدوار السياسية للعلماء» لمصطفى الحسناوي، ودعوة لقراءته
انتقاء: إلياس الهاني
هوية بريس – الخميس 16 يوليوز 2015
الحمد لله وحده، وبعد: فهذه بعض المقتطفات منَّ الله المنّان سبحانه علي بها، لتكون قريبة لمتناول الجميع، ومتفكهًا لمن أحب العيش بين الأصحاب في رحاب كتاب مهم في الغاية، جعلنا له هاشتاجا: #مع_الحسناوي_في_كتابه_فك_الله_اسره على موقع التوصل الاجتماعي الفيسبوك، يُنشر من خلاله مقتطفات وفوائد وتغريدات وغيرها من الكتاب، للتعريف به ونثره وبث الفائدة أكثر.
وهي دعوة لجميع الإخوة لمشاركة هذا النفع على الهاشتاج المذكور، والكتاب هو: «الأدوار السياسية للعلماء محطات تاريخية في المشاركة والمعارضة واختيار الحاكم وإقالته» للصحفي والحقوقي مصطفى الحسناوي وهي دراسة وتحقيق لرسالة: «مفاكهة ذوي النبل والإجادة» لحافظ المغرب عبد الحي الكتاني رحمه الله رحمةً واسعة وغفر له، والذي قدم له الدكتور محمد بن شاكر الشريف الباحث والمفكر المصري، وكتاب «المفاكهة»: «وثيقة سياسية وتاريخية مهمة لا غنى عنها لكل باحث في هذا الشأن، حيث تعالج هذه الوثيقة موضوعا مهما من موضوعات السياسة الشرعية أو الفقه السياسي أو الفكر السياسي الإسلامي، يتعلق بعزل الحاكم في الإسلام وإقالته من مهامه، كما أن الوثيقة ليست تنظيرا في الفضاء، بل إنها تؤرخ لحدث مهم في تاريخ المغرب، يتمثل في عزل السلطان المولى عبد العزيز وتنصيب أخيه السلطان المولى عبد الحافظ مكانه» كما جاء في دراسة الأستاذ الحسناوي جزاه الله خيرًا وفيرًا مزيدًا.
• «لقد ابتلينا في عصرنا بفئة من العلمانيين تحارب الإسلام، وتحاصره بين زوايا المساجد، لا يكاد يطل حتى ترشقه السهام، وتنهال عليه القذائف».
• «كما يوجد في العلماء الصادع بالحق، والناصح الأمين، والأديب الأريب، يوجد أيضا المتملق المتسلق، الذي يتخذ منه السلطان بوقا، بل يسرجه ويمتطيه، وليس كل من كتب للحاكم ناصحا أو موجها يكون من هذا النوع، فكما يوجد من الحكام من ابتعد عنه وهجره قربى إلى الله تعالى، وفي هذا النوع ألف الإمام جلال الدين السيوطي كتابه: ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين، يوجد فيهم من رأى القرب منه وأعانته ونصحه وتوجيهه وحبه وطاعته قربة إلى الله تعالى، وفي هذا النوع ألف الإمام الشوكاني كتابه: “رفع الأساطين في حكمة الاتصال بالسلاطين”».
• «ابتلينا بفئة من الإسلاميين كالعجينة تتشكل مع كل قالب، فكان ظلمها للإسلام أكثر من ظلم الفئة الأولى لأنها له اقرب وبلسانه تتكلم وتخطب، فرأيناها عاكفة في محراب السياسة السياسوية، تتلو زبورها وتنشد ترانيمها، ولا يكاد يعرف الواحد منهم من شمولية دينه؛ أكثر مما يعرفه الإنسان العامي العادي الأمي، بل تنطلي عليه افتراءات أعداء الدين، من أن الإسلام قصر في هذا المجال(السياسة)، أو هو من المسكوت عنه في أحسن الأحوال، أو انه أجمل ولم يفصل».
• «دين الإسلام هو نظام شامل، اهتم بالإنسان قبل ولادته، ثم وضع له نظاما من رضاعه إلى قبره، ومن مهده إلى لحده؛ فعلمه كيف يدخل الخلاء لقضاء حاجته، وكيف يسير الناس إن كان حاكما في مملكته، كيف يضاجع زوجته في فراشه، وكيف يقضي بين الناس في محكمته، علمه كيف يذبح شاته وكيف يقسم تركته، رباه على الحلم والعلم والحرب والسلم».
• «الرويبضة العلماني، الذي يقرا تاريخنا بنظارة شمسية غربية سوداء قاتمة، فتكون النتيجة: قراءة ضبابية متحاملة منحازة مشوهة، يكذب فيها الصادق ويخون الأمين».
• «تجد الواحد من هؤلاء قد اختزل الفكر السياسي الإسلامي، بكل أغراضه ومواضيعه في الأحكام السلطانية، وكتب وعظ ونصح السلاطين، متهما العلماء والفقهاء بالعمالة وتبرير الاستبداد والتسلط، واصفا إياهم بأدباء السلاطين وخدامهم، الذين لا تتجاوز دراستهم أكثر من تقديم خريطة طريق أو دليل عملي لممارسة الحكم وتقويته وقمع المعرضين وتصفيتهم، دراسة يغلب عليها هاجس تقوية الدولة، وفوق ذلك تعاني من لا واقعية مثيرة للعجب، وفقر نظري تحليلي مدقع».
• «لا يفوت هذا المتيم بكل ما هو غربي أن يعقد في كل مرة المقارنة بين أحد فرسان أحلامه مثل مكيافيللي وسبينوزا وجون لوك وجون جاك روسو، وما وصلت إليه الحضارة الغربية في السياسة والحكم، مع التاريخ والفكر السياسي الإسلامي الذي لم يعلم منه إلا أغلفة الكتب وعناوين المراجع، داعيا إلى اقتفاء أثر الحضارة الغربية حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع، والارتماء في ماضيها الإغريقي واليوناني، والقطع مع ماضينا ونبذه، ومحاربته والتبري منه، والتخلي عن الأصالة الموهومة، والهلوسات الفكرية، وما تحفل به من خلط في المفاهيم، وبلبلة في التفكير، قطيعة مع تراث غير مشرف، لتحقيق الحداثة والديمقراطية للحاق بركب الأسياد أصحاب العيون الزرق».
• «إن الأمثلة على غباء هؤلاء العلمانيين وحقدهم وتحاملهم وعمالتهم، لا تعد ولا تحصى، ويكفي في نسف حماقاتهم، مواقف أئمة السلف الصارمة من الأحكام الفقهية المتعلقة بالتعامل مع السلطة السياسية، التي أنكرت الدخول على السلاطين، بل وصلت لحد إسقاط الرواية عمن ترخص في الدخول عليهم».
• «مواضيع السياسة الشرعية أو الفقه السياسي أو الفكر السياسي الإسلامي، لا تقتصر على الأحكام والآداب السلطانية، أو كتب النصائح والمواعظ السياسية، التي اقتحم لجة التأليف فيها حكام وقضاة ووزراء ورجال دولة، وعلماء ربانيون صادقون، كتبوا كتبهم وأهدوها لحكام زمانهم بقصد النصح أو التوجيه أو الإنكار، أو كتبوها بتكليف من الحاكم، وهو أمر عرف حين كان الحكام يهتمون بالعلم ويقربون العلماء ويخطبون ودهم، وهي عادة لا تتعلق لا بكتب السياسة الشرعية، ولا بمن يلمزون من طرف خفي بأنهم عملاء وأبواق ومثقفي السلطة، من العلماء الناصحين، والأئمة الصادقين».
• »ارتبط المغرب دائما بالشرق، طوال حقبته الإسلامية، عكس ما يروجه أو يستنكره دعاة العلمانية والتغريب والتبعية، الذين يحاولون ربطه بالغرب بل بـ”إسرائيل”، مدعين أن المغرب طوال تاريخه كان مستقلا عن الشرق، ومفتخرين أنه استقل عن الخلافة الإسلامية ولم يخضع لها، حسب زعمهم، ولا يختلف عاقلان أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا ممن نقص دينه واختل عقله، وبدت عمالته، وتكشفت تبعيته، وطغى ذله، خاصة إذا كان ممن يفتخر بالتبعية للغرب، ولا يستنكر خضوع المغرب لأوربا وسيطرتها عليه ردحا من الزمن».
• «إن العلمانيين، وكثيرا ممن اخطئوا طريق غرس حب القومية والوطنية في المغاربة، فسلكوا لذلك مسالك مجردة عن الدين والأصالة والتاريخ، راحوا يعزلون المغرب عن جذوره، ويبحثون عن التميز والتفرد لصنع وطنية متفردة وقومية متميزة، يربطون بها أبناء هذا الوطن، لإبعادهم عن دينهم وجذورهم وتاريخهم وهموم أمتهم».
• «أصبحنا نرى ونسمع ونقرا عن دعوات لقطع العلاقة مع قضايا المسلمين بحجة أن المسلمين لا يهتمون بقضايانا، وقطع العلاقة مع العرب والعربية، والبحث عن بديل وثني إفريقي أو إغريقي أو حتى عفريتي ، لربط المغرب به، والاستعانة بالجيولوجيا والأركيلوجيا، لقطع أي صلة للمغرب بالمشرق، وتبرئته من تهمة الإسلام».
• «أصبحت بعض الأصوات العلمانية، تروج لشعارات وأفكار عنصرية غبية وسطحية، كإسلام الشرق، أفكار الشرق المستوردة، هموم الشرق التي ليس للمغرب بها حاجة، إن المغرب كان دائما مستقلا، ولم يحتج في يوم لغيره، وتسمية الشرق الأوسط بالشرق الأوسخ، والدعوة لربط علاقة مع اليهود الصهاينة، بحجة أن لا مشاكل حدودية لنا معهم».
• «لقد شكل الإسلام الدعامة الرئيسية والأساسية، التي قامت عليها الأسر الحاكمة لبلاد المغرب منذ الفتح، وكان دائما عنصر وحدة وقوة وعزة، عاش المغاربة تحت رايته وحكم شريعته، أحرارا أقوياء أعزاء، وكان للعلماء دور كبير وكلمة مسموعة في الحياة السياسية. ثم ما فتئ الوازع الديني يضعف، وسلطانه يخبو، وحكمه يتقلص ويتراجع لصالح العلمانية التي تسللت لتشريعاته، وغزت فضاءاته، تارة باسم الإصلاح، وأخرى باسم النهضة، ومرة باسم التحديث، ومرات بالإرغام والإكراه».
• «خيم ظلام العلمانية وضلالها، فتبدل حالنا إلى ذل بعد عزة، وضعف بعد قوة، وقزم دور العلماء، وأصبحوا تابعين بعد أن كانوا متبوعين، مستغلين أو مهمشين، بعد أن كانوا مكرمين محترمين».
• «قد تعاقب على حكم المغرب سلاطين من القوة والحزم والعلم، ما أخّر سقوطه تحت حكم التحالف العلماني الصليبي الإجرامي الهمجي البغيض، الذي رسخ دخوله التبعية، وأسس للعلمانية وأرسى قواعدها، وما زلنا منذ ذلك العهد نتلظى بنارها، ونتجرع مرارتها».
• «لقد كان التنافس شديدا بين عدة دول صليبية علمانية للسيطرة على المغرب، الدولة المستقلة الوحيدة في شمال إفريقيا بداية القرن التاسع عشر، حيث تميزت علاقته مع هذه الدول قبل هذه الفترة، بالندية في كثير من محطاتها، استمدها من عمقه الإسلامي وارتباطه بالخلافة والدول الإسلامية القائمة، ودور العلماء في سياسته، وقوة شخصية حكامه».
• «شكل الطب إحدى الأدوات التي سخرتها الدول الأوربية الصليبية، بهدف اختراق بلاد المسلمين، وبدا هذا التوظيف واضحا بالنسبة للمغرب، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث اجتاحته أسراب من جواسيس الأطباء ومنحلي الطب، ومنهم من تعلم العربية وتسمى بأسماء مغربية».
• «ليس في قنافذ الصليبيين أملس، وهي نفس السياسة التي لا زالت تمارسها معنا هاته القنافذ ذات الأشواك السامة، ومما يؤكد ذلك، تلك الاتفاقات السرية والعلنية المعقودة بين هاته الدول».
• «في سنة 1925، ولما عجزت اسبانيا الصليبية عن كسر شوكة المجاهد المسلم العظيم الشيخ محمد بن عبد الكريم الخطابي، تم عقد اتفاق بين الدولتين الصليبيتين الاستعماريتين، فرنسا واسبانيا، لشن حملة مشتركة، قوامها ثلاث مارشالات وأربعون جنرالا ونصف مليون جندي!!! «.
• «لم يكن للسلطان وجود إلا على عرش المغرب، لقد كان ألعوبة في يد العدو، الذي كان يسن القوانين ويخرج القرارات، لمحاربة الدين وظلم المسلمين باسم ولي أمر، لم يكن له من الأمر شيء، وكان للمقيم العام وحده الحق في تقديم المقترحات في الأمور التشريعية، وما كان السلطان ليوقع الظهير إلا بناء على رغبة المقيم العام».
• «استعملت فرنسا الصليبية الاستعمارية الدين بوسائل وأشكال شتى، كإنشاء المجالس العلمية وتكريم رؤسائها والاحتفاء بهم، وتقريب العلماء الموالين لها ورفعهم، وتوجيه البيانات والمنشورات للقبائل، لحثهم على قبول الأمر الواقع وإبعاد أي فكرة لجهاد فرنسا من رؤوسهم».
• «سعت فرنسا بكل ما أوتيت من قوة ومكر ودهاء، لإخماد الجهاد والمقاومة، فاستعانت بالخونة من بن جلدتنا، وكانت توجه الرسائل للقبائل باسم السلطان، لقتال إخوانهم في الدين والعقيدة والوطن والقضية كما تقدم بيانه، وقد لعبت الجريدة العلمانية العميلة جريدة “السعادة” دورا كبيرا في تشويه المجاهدين وتضليل الرأي العام».
• «هذه الأساليب الماكرة والخبيثة والغبية في الآن ذاته، لا زال العلمانيون يستعملونها في حربهم للإسلام والمسلمين».
• «فقهاء البلاط وعلماء السوء، يروجون لخطاب استسلامي انبطاحي، على أساس انه الدين الحق ومنهج السلف، خطاب ينتج قطعان من العبيد الإمعة الأذلاء، فتصدر الفتاوى باسم هؤلاء العلماء، لخدمة الأجنبي، ويطلب من الناس العمل بها والتقيد بها استغلالا لقدر العلماء ومكانتهم في المجتمع الإسلامي حيث هم اعلم وافقه واعرف».
• «العلماء وحدهم وليس العلمانيين والحداثيين، العلماء وحدهم من قاد الجهاد ودافع عن البلاد والعباد، وليس من يتشدق الآن عن الوطن والوطنية ممن لم تعرف لهم تضحية ولا فداء».
• «مصالح الغرب وأطماعه لا يهددها أو يصدها العلمانيون والحداثيون، فلا يقف في طريقها إلا العلماء العاملون والدعاة المخلصون».
• «احكم التحالف الصليبي العلماني قبضته، يزرع العملاء والجواسيس، والتحكم في مقدرات البلاد وخيراتها، ورهنها بالديون، وتقييدها بمعاهدات وإصلاحات، لا يقصد منها إلا إقصاء الدين وربط قوانين البلاد وتشريعاتها بالغرب وعلمانيته».
• «المتأمل في إصرار دول الغرب الصليبي على ضرورة الإصلاح، ومطالبة المغرب به في كل وقت وحين، بل فرضه عليه، يستغرب هذا الفضول المقرف، من حشر دول التحالف الصليبي العلماني انفها الأجدع في كل صغيرة وكبيرة وتدخلها في شؤون الآخرين، وهي السياسة التي زالت تتبعها معنا لحد الساعة».
• «إن حوادث إفتاء العلماء بخلع بيعة السلطان ومطالبة الأعيان بالخروج عليه، كثيرة في المغرب، خاصة في فاس، حيث تكررت مثل هذه الحوادث أكثر من مرة».
• «مخططات الأعداء ينفذها دائما أناس من بني جلدتنا، يتكلمون بلساننا ويتسمون بأسمائنا».