تعقيب سريع وأولي على صاحب مقال «هسبريس» المشكك في السنة الصحيحة
د. رشيد نافع
هوية بريس – الجمعة 24 يوليوز 2015
يحدث كل هذا الإفك والبهتان ويجد الترحيب والرعاية من كثير من المنابر الإعلامية بدعوتي «حرية الفكر، والاجتهاد»، بينما يجري إقصاء العلماء والمفكرين عن الرد عليهم: إما بإعطاء دورهم لمن جرى استمالتهم من رجال منسوبين للدين، أو عدم إعطائهم المساحة الكافية للرد والتشويش عليهم لإظهار هؤلاء المتطاولين على الإسلام بصورة مشوهة كما جرت بذلك عادتهم.
إن الهجوم على السُّنة النبوية يأتي في إطار الهجوم على كل ثوابت الإسلام؛ هجوم على الشريعة بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، وهجوم على أهل السُّنة والجماعة بمسمى محاربة الوهابية والتطرف ودعم الصوفية، وهجوم على عقيدة الولاء والبراء بدعوتي «التسامح والتقارب بين الأديان»، وهجوم على كل شيء له علاقة بالإسلام الحقيقي، وفي المقابل طرح إسلام بديل بلا قواعد ولا ضوابط يسمى الإسلام الحداثي الليبرالي، يتوافق مع المضمون العَلماني الغربي ولا يحمل من الإسلام نفسِه سوى الشعار، ومن ثَمَّ يتخلص الغرب بشكل عام من صراعه الحضاري مع الإسلام بحسب تصور قادة الفكر لديه من أمثال “ليونارد لويس” و”فوكوياما” و”هينتنغتون”.
ولا يخفى على كل متابع ناقد بصير أن الهجوم على السُّنة النبوية الصحيحة ذريعة للهجوم على القرآن؛ وعليه فإن الهجوم على السُّنة النبوية لا يقف عند حدود السُّنة النبوية فقط، وإنما يستهدف القضاء على الإسلام بالكامل، لأنه يستهدف الهجوم على القرآن أيضاً بشكل مباشر، لأن إسقاط السُّنة يعطي الفرصة لكل مغرض وحاقد على الإسلام أن يفسر القرآن تبعاً لما يمليه عليه هواه، لأن السُّنة كما قال السباعي في كتابه السنة: «هي التي تبيِّن مجمله، وتقيد مطلقه وتخصص عامَّه… وقد يحتمل نص الكتاب أمرين فأكثر فتُعيِّن السُّنة أحدهما».
ويزعم المشوشون أنه بإسقاط السُّنة النبوية الصحيحة «أصبحت المحرمات والمسلَّمات والثوابت السابقة المزعومة مادة ممكنة للبحث والاستنباط والتمحيص والمناقشة واستخراج سوءاتها وسيئاتها وتعريتها وتعرية رجالها، لنتعلم من أخطائها، ولنفرق من خلالها بين الإسلام والمسلمين وبين ما في القـرآن وما طبَّقـه المسلمون، ولنتعلم أن نقف مع الحق ولو كان ذلك على حساب رجال كنا نعدهم من الصالحين ظاهرياً مثل الصحابة والتابعين والفقهاء»، فأين هذا الإيمان بالقرآن لدى الساخرين من كل الثوابت والمحرمات والصحابة؟!!
وفي الختام: ينبغي التأكيد على أن التعـامل مع هـؤلاء المتطاولين على السُّنة لا يجب أن يكون بشكل مستقل، وإنما في إطار مواجهة حرب فكرية شاملة يشنها بنو علمان على الإسلام، ولا من خلال اعتقاد أن مشكلة هؤلاء هي الجهل بالإسلام كما يردد عادة كثير من المشايخ الذين يردُّون عليهم، ولكن المشكلة في خطط مدبَّرة، وبرامج محدَّدة يعمل هؤلاء على تنفيذها.
ولي عودة إن شاء الله مع صاحب المقال.