ثورة ضباط مصر الخونة: «طردنا ملكا وجئنا بثلاثة عشر ملكا آخر»
هوية بريس – متابعة
السبت 25 يوليوز 2015
»كان للثورة أعداء، وكنا نحن أشدهم خطورة. كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك، يملك مثل الملك، ويحكم مثل رئيس الحكومة، لذلك فهم كانوا يسمون الوزراء بالسعاة، أو بالطراطير، أو بالمحضرين. وكان زملاؤهم الضباط يقولون عنهم: طردنا ملكا وجئنا بثلاثة عشر ملكا آخر.
هذا حدث بعد أيام قليلة من الثورة، منذ أكثر من 30 سنة، وأنا اليوم أشعر أن الثورة تحولت بتصرفاتهم إلى عورة، وأشعر أن من كنت أنظر إليهم على أنهم أولادي، أصبحوا بعد ذلك مثل زبانية جهنم، ومن كنت أتصورهم ثوارا أصبحوا أشرارا. لقد خرج الجيش من الثكنات، وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التي لا نزال نعانى منها إلى الآن في مصر«.
“كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد ان يكون قويا… فأصبح لكل منهم شله كانت هذه الشله غالبا من المنافقين الذين لم يلعبوا دورا لا في التحضير للثورة ولا القيام بها… والمنافق دائما مثل العسل على قلب صاحب النفوذ…
لذلك فهو يحبه ويقربه ويتخلص بسببه من المخلصين الحقيقين، الذين راحوا وراء الشمس لأن إخلاصهم كان هما وحجرا ثقيلا على قلوب الضباط من أصحاب الجلالة… تعددت الشِلل (المجموعات) داخل الجيش وحول ضباط القيادة وبدا الصراع بين هذه الشِلل وتحول إلى قتال يومي شرس وظهرت مراكز القوى”.
” أن أول شيء فعله ضباط القيادة بعد أن استقرت لهم الأمور أن غيروا سياراتهم الجيب وركبوا سيارات الصالون الفاخرة للتميز بينهم وبين باقي الضباط الأحرار، وترك أحدهم شقته المتواضعة واستولي على قصر من قصور الأمراء حتى يكون قريبا من إحدى الأميرات التي كان قصرها قريبا من القصر الذي استولى عليه، وكان لا يتورع من الهجوم على قصرها بعد منتصف الليل وهو في حالة إغماء بسبب الخمور.
وعندما حاولت أن أرده عن فعله قال لي: إننا نسترد جزء مما دفعناه لسنوات طويلة”.
“وترك ضابط آخر الحبل لزوجته على الغارب لتعرف كل ما كان يحدث في مجلس القيادة وتستغله لصالحها وصالحه “
قال لي جمال عبد الناصر: “لقد اتخذنا قرارا نرجوا أن توافقنا عليه، وهو أن يأخذ كل عضو في قيادة الثورة على 10 آلاف جنية وتأخذ أنت 14 ألفاَ فيكون المجموع 134 ألفاَ.
فأحسست بالغيظ وغلى الدم في عروقي وصرخت: “أسكت أسكت”.
فقال لي: إنه كان يمزح، وأنا لم أصدقه بالطبع”.
“لقد سرق بعض الضباط الأحرار فلوس معونة الشتاء،
وسرقوا هدايا وبضائع قطارات الرحمة وباعوها علنا،
وسرقوا فلوس التبرعات الخاصة بالشئون الاجتماعية،
وسرقوا تحف ومجوهرات القصور الملكية”..
“ولقد حاولت فعل المستحيل لأن أعيد الضباط إلى ثكناتهم، وأصدرت قرارات مشددة بذلك، وتكلمت مع الضباط أثناء زيارتي لهم في الوحدات، وأفهمتهم خطورة تدخلهم في الحياة المدنية.
لكن كل ذلك لم يأتي بنتيجة”..
محمد نجيب – من كتاب “كنت رئيساَ لمصر”.
(صفحة: ألش خانة).