بالفيديو: قصة حمزة الطفل الذي يحفظ القرآن وكان سببا في امتلاك والديه مسكنا جديدا
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الإثنين 27 يوليوز 2015
قصة مؤثرة، سببها القرآن الكريم..
فالطفل حمزة أركون يحفظ من القرآن 35 حزبا، وهو صديق لطفلين يحفظان القرآن كاملا؛
كان والد الأخيرين عازما على تسجيل طفليه للاستفادة من رحلة ترفيهية تربوية قامت بها جمعية ملتقى الأساتذة للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية بالدار البيضاء أوائل فبراير الماضي لمدينتي إفران وإيموزار وحديقة الحيوانات بتمارة، قبل أن يعتذر عن مشاركتهما، وبعد إلحاح من القيم على الرحلة مصطفى بونمار وذكر فائدة مشاركتها كنموذجين تربويين لباقي الأطفال في القرآن الكريم، تردد الأب قبل أن يوافق على مشاركتهما شرط أن يذهب معهما صديقهما المقرب حمزة، الذي لم يكن يتوفر على واجب المشاركة.
الشرط لم يكن مانعا لأجل تحقيق مصلحة مشاركة الحافظين، وبذلك وافق القيم على الرحلة على مشاركة حمزة، الذي سيظهر في فعاليات وأنشطة الرحلة أنه طفل ذكي ومتفوق ويحفظ أكثر من نصف المصحف الكريم، ولأنه وصديقاه تخلقوا بالقرآن وعاشوا جلّ أوقاتهم مع القرآن، كانوا الفائزين دائما في المسابقات التي نظمت في الرحلة.
وحسب بونمار فإن حمزة الفتى القرآني يجعلك تنجذب إليه، وهو ما جعله يتصل بوالد الحافظين للسؤال عن حمزة وعن ظروف عيشه التي تظهر أنها ستكون صعبه، ولأن حمزة عنده طاقة يجب أن تستثمر؛ فما كان من والد الطفلين إلا أن سأل مُحفظه القرآن، وبالفعل ظهر أنه وأسرته يعيشون ظروفا صعبة اجتماعيا، فرتب اللقاء مع والديه.
ذهب بونمار عند أبوي حمزة بمسكنهم، وتحدث معهما مطولا، وتأثر كثيرا بما رأى، وتعجب في الوقت نفسه من أن أبناءنا يعيشون في ظروف أحسن بكثير ومع ذلك لا حرص لديهم على التعلم وبذل الجهد من أجل التفوق، لكن حمزة لم يرض إلا أن يكون متفوقا في دراسته وقرآنه، حسب قوله.
وبعد أسبوع التقى بونمار من جديد مع والد حمزة، جلسا وتجاذبا أطراف الحديث، وعرض عليه أن يبحث عن كراء لائق وأنه هو من سيتكلف سومة الكراء.
بعد ذلك التقى بوالد الحافظين، فقال له الأخير: لو كان حمزة وأسرته يسكنون جوارنا لاهتممت به مع أبنائي في حفظ القرآن؛ هذه الكلمة لم تلق اهتماما خصوصا وأن الاستجابة لتلك الرغبة أمر صعب.
المهم أن بونمار عزم بعد أن استحضر أن الكراء ليس هو الحل وأنه متعلق بوجوده وليس حلا جذريا لحمزة وأسرته، على أن يبذل جهده لإيجاد من سيتكلف بشراء مسكن لحمزة وأسرته.
لم يحتج بونمار الكثير من الوقت والجهد، فقد تحدث مع أحد إخوانه وحكى له قصة الطفل حمزة وذكره بأن هذا العمل من أفضل القربات إلى الله عز وجل، ومباشرة بعد يومين تفاجأ بأنه يطلب منه البحث عن مسكن لحمزة وأسرته.. وهنا استحضر بونمار القرآن وفضله، ودعا الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات من اشتراه.
مباشرة بعد شراء شقة في إحدى العمارات والشروع في الإصلاحات، قدر الله أن يلتقي بونمار مع والد الحافظين في المسجد القريب من المسكن الجديد، فأخبره الأخير بأنه يسكن في هذا المكان، فكانت المفاجأة الكبرى عند بونمار، وحينها استحضر رغبة والد الطفلين في قرب مسكن حمزة وأسرته بمسكنه، وهو الأمر الذي لم يكن مستحضرا أثناء البحث عن المسكن الجديد، لكن قدر الله أن يتحقق ذلك بفضله ومنه وكرمه سبحانه.
وحسب رسالة “توصلت هوية بريس” بنسخة منها، كتب مصطفى بونمار:
(يقول الله سبحانه وتعالى: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ“.
قَالَ عُمَر رضي الله عنه:
“أما إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِين“.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ” رواه أبو داود، وحسنه الألباني.
هذا كله بسبب القرآن، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ“).
وفي اتصال مع بونمار قال “إن القصد من نشر هذا الفيديو، وذكر هذه القصة وملابساتها، هو شحذ همم أرباب الأموال ونداء لهم، حتى يبذلوا أموالهم خدمة لإخوانهم، وحتى يرتبوا أولوياتهم في بعض طاعاتهم وقرباتهم، فمثل هذه الأعمال خيرها متعدي، بخلاف الطاعات التي يكون نفها قاصر، والأولى أجرها أكثر، وتعود بالنفع والخير والبركة على المجتمع”.
كما قال “إن الله عز وجل يقول في محكم تنزيله: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ“، فالقصد من إبدائها ونشرها أن تكون مثالا ونموذجا يحتذى به، خصوصا وأن أهل القرآن يحتاجون إلى التكريم، فهم أهل الله وخاصته”.