شاي الصباح.. استغلال الديمقراطية في السياسة…
هوية بريس – طارق الحمودي
الأربعاء 29 يوليوز 2015
كنت أود أن أجعله منشورا مستوفيا لشروط المقال العلمي، لكن مع “تدويخة” الصباح، رغم كون الشاي مشحرا نوعا ما، رأيت أن أجعل المنشور نوعا من المقبلات التي قد تثير شهية الجادين من المثقفين والباحثين، فمعذرة…!
ما هي الديمقراطية التي يدعيها الغرب؟
صحيح أنه لكل ديمقراطيته…
لكن… هل الغرب ديمقراطي؟
منذ ظهور “الديمقراطية” في أوربا، وفي أثينا بالتحديد، اكتشفت الأرستقراطية أن هذه الديمقراطية فأل سوء على مصالحها، وانها نمط كارثي سياسيا وأخلاقيا واقتصاديا، فحاولت أن تجد طريقة لتهجينها ، حتى تصير ديمقراطية أرستقراطية، وتم ذلك بعد مدة، حينما استطاع أنصار الاستبداد من “استغلال الديمقراطية في السياسة” بطريقة ذكية، وكان ذلك بدء من حرب الاستقلال الأمريكية والثورة الفرنسية التان لم يتحدث فيهما… عن ديمقراطية! وكان هذا مؤشرا تاريخيا واضحا على هذا الالتفاف حول حقيقة الديمقراطية التي فرغت من محتواها وملئت تبنا استبداديا… وتحولت الديمقراطية من حكم الشعب نفسه بنفسه، إلى حكم الأقلية المنتخبة للشعب، مع التنبيه إلى أنه لا علاقة للانتخابات وما يجاورها بهذه الديمقراطية الموؤودة، التي لم تسأل يوما بأي ذنبت حشيت بتبن الأرستقراطية.
هل تعلم أن الحكام المستبدين هم من وضعوا الديمقراطية ليستعينوا بالمرشحين على تحقيق مقاصدهم السياسية… بالديمقراطية
هل تعلم أن الآباء المؤسسين للديمقراطية.. كانوا أعداء للديمقراطية؟
هذه وغيرها من المعلومات الصادمة التي استطاع الكاتب والباحث الكندي “Francis Dupuis-Déri” في كتابه “Démocratie. Histoire politique d’un mot” أن يكشف الحقيقة الفكرية والتاريخية للديمقراطية الغربية، ومطالعة هذا الكتاب كفيلة بتسليط الأنوار الكاشفة على حقيقة ما يجري اليوم.
حتى لا أخلي المنشور من إطلالة سريعة على الكتاب، وهو موجود على النت في أكثر من 400 صفحة باللغة الفرنسية، وأنصح بقراءته.. هذا جزء من مقدمته…
قراءة ممتعة.