الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحياة تحذر من خطر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي مع غياب الأمصال
هوية بريس – متابعة*
الجمعة 31 يوليوز 2015
تحذر الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحياة من ارتفاع الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بالمغرب وتطالب بإعادة إنتاج أمصال العقارب بمعهد باستور المغرب.
فمع حلول موسم صيف وارتفاع درجات الحرارة في عدد من مناطق المغرب وبخاصة جهات مراكش تانسيفت الحوز، وسوس ماسة درعة، والشاوية ورديغة، وعبدة دكالة، وتادلة أزيلال ومكناس تافيلالت…، يبدأ كابوس لسعات العقارب ولدغات الأفاعي وتزداد حالة القلق والخوف وسط عدد كبير من الأسر على أبنائها الصغار من خطر التعرض لسموم هذه الزواحف؛ خاصة أن هذه الفترة من السنة، تكثر فيها العقارب والثعابين ويزداد خطرها، كما يمكن أن تهدد حياة السكان.
ولا يكاد أسبوع يمر إلا وتحدث حالة الإصابة بالمغرب وخاصة في المناطق النائية. وقد عرفت عدة مناطق في بداية الصيف الحالي 2015 عدة إصابات بعضها كان مميتا وأدى إلى وفيات في مدن وقرى مثل: تافراوت وتزنيت وقلعة السراغنة – الرحامنة- وسيدي بنور ومولاي يعقوب… بسبب غياب وسائل التدخل السريع والعلاج وغياب الأمصال وبعد المسافة بين السكان والوحدات الاستشفائية التي تتوفر على إمكانيات الإنعاش الطبي وانقاد المصاب او المصابة وغالبا ما يحدث هدا في المدن والقرى المهشمة من طرف السياسات الحكومية والجماعات والسلطات المحلية على مختلف الواجهات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية. مما يدفع ساكنة هد المناطق إلى الانتفاضة والاحتجاج ضد الإقصاء والتهميش وللامبالاة كما وقع خلال هدا الأسبوع بمدينة تافراوت.
إن لدغات العقارب والثعابين زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مع التغييرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في عدد من مناطق المغرب، وخاصة خلال فصل الصيف. والتي تجبر العقارب والثعابين علي الخروج من الجحور. فيتعرض أغلب أبناء البوادي والقرى الواقعة بالقرب من المناطق الجبلية إلي اللدغات خاصة المناطق التي تفتقد الى أدنى وسائل العلاج والإنعاش الطبي ولا تتوفر فيها الأمصال المعتمدة دوليا بالوحدات الصحية الوقائية وحتى المستشفيات المتوسطة حيث تؤدي لسعة هذه الزواحف “العقارب والثعابين” إلى حدوث جروح مكان الإصابة ودخول السم في مجري الدم مما قد تتسبب في حالة الوفاة في فترة زمنية قصيرة. إذا لم يتم علاجه بالمصل أو التدخل السريع لإنعاش المصاب وعلاجه ووضعه تحت الرعاية والمراقبة. فتتمثل أعراض لسعة العقرب في ألم موضعي واحمرار بالوجه وتقلصات وقد تؤدي في بعض الحالات إلي وقف عملية التنفس والشلل وزيادة الإفرازات من الفم ودموع غزيرة من العين وإسهال وارتفاع في ضغط الدم ونبض سريع بالقلب ودوخة ادا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب أو لتأخر علاجه يؤدي إلى الوفاة.
فأمام غياب الأمصال كعلاج في استراتيجية وزارة الصحة واعتمادها فقط على نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاجات في عين المكان وفي قاعات الإنعاش الطبي الاستعجالي. وأمام غياب الأدوية في الوحدات الصحية الأولية والقريبة من السكان كالمستوصف والمركز الصحي القروي، بل حتى في المستشفيات التي تتواجد بالمدن الصغيرة، الأمر الذي يضطر معه العديد من الأسر في المناطق النائية إلي الاستعانة بالوسائل البدائية والتقليدية القديمة في حالة تعرض أحد الأفراد للدغة عقرب مثل استخدام عصير الثوم والبصل، يتم وضعه علي الجرح لامتصاص السم والقضاء عليه وهي طريقة بدائية يستخدمها سكان المناطق الجبلية نظراً لبعد الوحدات الصحية عنهم. فغالبا ما يقوم سكان المناطق النائية والبعيدة باستخدام الطب التقليدي لعلاج لدغات العقارب. حيث يتم العلاج بطرق كثيرة تختلف من قرية إلي أخري ومن قبيلة إلي أخري. فنجد أن بعض القرى في الجنوب تستخدم الكي في علاج اللدغات بعد قيام أحد الأفراد بسحب السم من موضع اللدغ عن طريق المص بفمه. وهذه الممارسة ممنوعة وخطيرة جدا يجب منعها مستقبلا بكل الوسائل. أو تشريح موضع اللدغ بأحدي الآلات الحادة أو شفرات الأمواس حتى يخرج السم مع الدم،
كما تستخدم طرق الإسعاف الأولية في حال حدوث عضات الأفاعي حيث يقوم السكان بربط مكان الجرح بقطعة قماش حتى نمنع وصول السم تدريجيا إلى القلب ليقوم المنقذ بفتح مكان الإصابة واستخراج الدم عن طريق الفم وتعتبر من الطرق التي يستعملها عديد السكان المعرضين للسعات العقارب والأفاعي استخدام مشرط لفتح الجرح الناتج عن اللدغة بعد ربط موضعها بغرض استخراج الدم المسموم قبل أن ينتشر في كامل الجسم.
ويظل سكان المناطق النائية بالمغرب عرضة لمخاطر هذه الزواحف إما بسبب بعد المراكز الاستشفائية التي تتوفر على وحدات الإنعاش او بسبب غياب العلاج بالأمصال سواء صد سم العقارب أو الأفاعي وحتى وإن وجدت فهي غير فعالة لعدم حفظها في درجات حرارة مناسبة لتخزينها وفقا للشروط الطبية والصحية.
كما أن سيارات الإسعاف بالمناطق البعيدة غير متوفرة لنقل المصابين على وجه السرعة. وغالبا ما يلجا دوي المصاب الى البحث عن سيارة أجرة، ان وجدها خاصة في الليل. أو البحث عن احد أبناء الدوار لنقل المصاب إلي اقرب المستشفيات الحضرية وغالبا ما تكون بعيدا البعيد عن مكان الحادث. مما يتطلب مسافة كبيرة للوصول الى اقرب مستشفى وما يمكن ان يترتب عن ذلك من سريان السم داخل الجسم وما يتهدد المصاب وما يتطلبه ذلك من فترة علاج وإنعاش طويلة ومكلفة.
ومهما يكن من أمر تظل الوحدات الصحية من مستوصفات قروية هي الملاذ الوحيد لإنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للدغات العقارب والأفاعي. خاصة وأن المستشفيات المركزية التي قد تتواجد بها الخدمات الصحية المتخصصة والكافية والفعالة بالنسبة لدغات الأفاعي بعيدة عن القرى والبوادي والمناطق النائية والجبلية بعشرات الكيلومترات. والمواطن لا يجد وسيلة مواصلات للانتقال إليها بعد منتصف الليل. كما أن اغلب المستشفيات العمومية والمراكز الصحية والمستوصفات المغربية تعاني منذ سنوات من شح الموارد ومن نقص شديد في المصل المضاد للدغ للأفعى بعد الاستغناء عن المصل المضاد لسم العقرب ويلجا السكان البحث عنه في الصيدليات الخاصة حرصاً علي حياة ذويهم
تحتل لسعات العقرب المرتبة الأولى من مجموع التسممات حسب معطيات المركز الوطني لمحاربة التسمم (تمثل ما يفوق 50%) حيث يسجل المركز سنويا 000 30 لسعة وما يقارب 80 وفاة، 95% من هاته الوفيات هم أطفال دون سن الخامسة عشر.
الحالة الوبائية للتسممات الناتجة عن لسعة العقرب ولدغات الأفاعي بالمغرب تثير القلق وتنذر بالخطر أمام تزايد الإصابات القاتلة.
وفي هذا السياق تعرف الحالة الوبائية بالمغرب تزايد الإصابات بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي. إذ يسجل سنويا خلال السنوات الأخيرة حوالي 30 ألف حالة لسعة عقرب. وتعتبر منطقة مراكش تانسيفت الحوز الأكثر تضررا بتسجيل 30.2 في المائة، متبوعة بسوس ماسة درعة (17.7 في المائة)، والشاوية ورديغة (14.7 في المائة)، وتادلة أزيلال (10.2 في المائة)، ثم دكالة عبدة (6.1 في المائة). ويمثل العالم القروي، حسب الدراسة، ما مجموعه 70 في المائة من هذه الحالات، مع الإشارة إلى أن 77 في المائة تحدث داخل البيوت نظرا لطبيعة السكن وهشاشة البنية التحتية. وأن من بين 30 ألف لسعة عقرب المسجّلة سنويا، تكون حوالي 3000 لسعة، من بين هذه الحالات سامّة، من بينها 500 حالة تشكل خطورة على الحياة وتستلزم العلاج في أقسام الإنعاش
فحسب التقارير الصادرة عن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية فإن (تمثل ما يفوق 50%) حيث يسجل المركز سنويا 000 30 لسعة وما يقارب 80 وفاة، 95% من هاته الوفيات هم أطفال دون سن الخامسة عشر، تضاف إليها لدغات الأفاعي، التي تسجل بدورها 200 حالة سنويا.
وحسب دراسة إحصائية فإن لسعات العقارب تؤدي إلى حالة تسمم في عشرة في المائة من بين كل اللسعات وهي تحدث طيلة أيام السنة خاصة بين شهري مايو وشتنبر٬ وتحدث في 70% بالعالم القروي وفي 77% داخل البيوت، هذه اللسعات تهم الذكور بصفة عالية٬ وتمس أطراف الأيدي والأرجل على الخصوص٬ وتكثر هذه اللسعات بين السادسة مساءا والسادسة صباحا∙
إن الأرقام التي يتوفر عليها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة هي 23776 لسعة، منها 65 حالة وفاة خلال سنة 2012. ومنذ بداية سنة 2013 إلى غاية 16 يوليوز سجل المركز 2900 لسعة منها 13 حالة وفاة.
وفي تقريره للفصل الرابع من سنة 2014، أحصى المركز “23.228 حالة تسمم ناتجة عن لسعات وسم العقارب صُرح بها في 63 إقليما، ما يمثل 70 حالة تسمم نتيجة هذه اللسعات لكل 100 ألف مواطن، ما يضع لسعات وسم العقارب في صدارة أسباب التسمم بالمغرب”.
المعطيات النوعية العالمية والوطنية
يوجد على مستوى العالم أكثر من 1500 نوع من العقارب، فقط 50 منها مؤذية للإنسان. تعيش العقرب في المناطق الحارة والجافّة، مختبئة في الجحور والشقوق وتحت الحجارة والصخور، التماسا للرطوبة وتجنبا لحرارة الشمس. يوجد حوالي 1500 نوع حول العالم إلا أن 30 منها فقط يعتبر خطرا.
أما بالنسبة للمقرب فإن المعطيات المتوفرة تسجل أن المغرب يتوفر على أكثر من 50 نوعا من العقارب 22 منها خطيرة موزعة على جميع التراب الوطني. وللإشارة فانه خلال العشر سنوات الأخيرة تم اكتشاف 19 نوعا جديدا 03 منها تم اكتشافها من طرف خبراء المختبر المذكور. كماأن العقارب ليس لها عيون وتخرج في الظلام وتمشي عن طريق أجهزة الإحساس الداخلية ولهذا تفاجئ الإنسان وتصطدم بجسمه لتصيبه في أحد أجزائه. مشدداً على نظافة المساكن والبيوت دورياً واستعمال أدوات تنظيف معقمة ورش مواد سامة للتخلص من الحشرات الضارة بها من أجل حماية المنزل من تلك الحشرات. يعيش العقرب الأصفر في المناطق الرملية وخاصة في الشرق الأوسط ويعد أحد أخطر أنواع العقارب، ويسمى أيضا بالعقرب الأشقر. يتركب سم هذه العقارب من أنزيمات ومركبات، بعضها يسبب آلاما مبرحة للملسوع، حيث تخدر الجسم وتوقف تنفسه وتعطل ضربات قلبه، مما قد يؤدي إلى وفاته في حالة عدم تلقي العلاج بصورة سريعة.
العلاج: ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت وزارة الصحة تتخلى عن إنتاج أمصال العقارب بمعهد باستور بالبيضاء؟
وزارة الصحة تخلت عن إنتاج أمصال لسعات العقارب ولم تعد تستعمله منذ ما يزيد عن 11 سنة، بالتالي يظل الإنعاش الطبي هو الوسيلة الوحيدة المعتمدة لإنقاذ المتسمم.
فحسب دراسة ميدانية للمنظمة العالمية للصحة، يتم كل عام وفي جميع أنحاء العالم، تسجيل نحو خمسة ملايين من لدغات الثعابين ولسعات العقارب (معظمها في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية) تحتاج 50 إلى 75% منها إلى علاج بأمصال علاجية للحيلولة دون وفاة الملدوغ أو بتر أحد أعضائه أو إصابته باضطرابات عصبية وخيمة. وأكثر الفئات تضرّراً الأطفال والعمال الزراعيون الشباب.
وتستند معظم المعطيات الوبائية المتاحة بشأن حدوث لدغات الثعابين، وما يتصل بها من وفيات ومراضة على المدى الطويل، إلى سجلات المستشفيات، وعليه فإنّها لا تعكس الصورة الحقيقة لأبعاد المشكلة. ذلك أنّ غالبية الأشخاص الذين يتعرّضون للدغات الثعابين يلتمسون علاجاً تقليديا وقد يتوفون في بيوتهم دون أن يُبلّغ عن وفاتهم.
وقد سُجّل منذ السبعينات انخفاض شديد في عدد منتجي الأدوية المضادة لسموم الثعابين الأفريقية. وتشير التقديرات إلى أنّ أفريقيا وحدها تشهد مليون لدغة ثعبان في كل عام، ممّا يؤدي إلى حدوث أكثر من 20.000 حالة وفاة وعدد هائل من حالات العجز المزمنة الناجمة عن العقابيل العصبية وحالات العجز البدني التي تحدث نتيجة الآثار النخرية والتي تستوجب البتر في غالب الأحيان.
ولا بد من توفير أكثر من 10 ملايين قنينة من الأمصال المضادة للسموم لعلاج لدغات الثعابين ولسعات العقارب في جميع أرجاء العالم، ويجب تخصيص نحو مليوني قنينة منها للقارة الأفريقية وحدها. كما يجب توفير قرابة 16 مليون قنينة من المصل المضاد لداء الكلب سنوياً إذا ما أُريد تنفيذ دلائل التوقية الدولية الراهنة على النحو الكامل.
والجدير بالذكر أنّ إنتاج الأمصال العلاجية يشهد انخفاضاً في البلدان الصناعية بسبب ضآلة الأرباح وعدم التمكّن من تحديد الكميات اللازمة بشكل لا يترك مجالاً للشكّ. أمّا في البلدان النامية فإنّ مدى توافر تلك الأمصال بأسعار معقولة يمثّل مشكلة فعلية، كما أنّ كمية الإنتاج محدودة ولا ترقى، في غالب الأحيان، إلى معايير الجودة اللازمة فيما يخص النجاعة والمأمونية
وتقتضي أزمة توافر الأمصال العلاجية بذل جهود دولية من أجل تيسير عملية نقل التكنولوجيا إلى البلدان المتضرّرة ومعالجة أهمّ المشاكل اللوجستية القائمة في مجال التوزيع، وبخاصة فيما يتعلّق بضمان الحفاظ على سلسلة التبريد. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ عدم الإلمام جيّداً بتقنيات التدبير الطبي الصحيح للدغات ولسعات الحيوانات السامة، بما في ذلك استخدام الأمصال على النحو السليم، يحدّ أيضاً من فعالية الاستعمال السريري للمنتج المتاح أصلاً بكمية محدودة.
وقد اتخذت منظمة الصحة العالمية عدد من الإجراءات تتعلق بتحديد معايير دولية فيما يخص إنتاج الأمصال العلاجية ومراقبة جودتها وتنظيمها كي تُستخدم كمعايير توجيهية من قبل السلطات التنظيمية والمنتجين على المستوى المحلي؛ وتنظيم حلقات عملية تثقيفية على المستوى الإقليمي للمساعدة على استيفاء شروط الجودة والسلامة في إنتاج الأمصال العلاجية باتباع مبادئ الإنتاج السليم؛ وتدريب المفتشين والمنتجين على البارامترات الحاسمة الخاصة بإنتاج الأمصال العلاجية؛ فضلا عن تيسير عملية نقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية؛ واستحداث مواد توجيهية وتدريبية في مجال الوقاية من الأمراض التي يمكن علاجها بالأمصال العلاجية وتشخيصها وتدبيرها العلاجي. علما ان المصل العلاجي عبارة عن مستحضر صيدلاني يحتوي على أضداد لواحد أو أكثر من مستضدات محدّدة. ويتم تحضير الأمصال العلاجية عن طريق تجزئة البلازما التي يتم جمعها من الحيوانات (الخيول في غالب الأحيان) وتمنيعها ضدّ المستضدات المعنية لتطوّر أضداداً مستعدلة. وتُجمع البلازما بعشرات إلى مئات اللترات، ثم تُعالج لاشتقاق الغلوبولين المناعي الفاعل.
فانطلاقا من هذه المعطيات مجتمعة نتساءل حول أسباب توقيف العمل بإنتاج أمصال المضادة لسم العقارب بمعهد باستور بالمغرب؟ الذي كان رائدا في إفريقيا والوطن العربي، وتم تجميد أو إلغاء أغلب أنشطته الصناعية. كما تم التخلي عن ملحقة مركز باستور التي كانت تحتوي على ما يزيد عن 12 حصان وهي خيول معدة للتجارب وإنتاج وصناعة الأمصال.
لم تكن هناك دوافع علمية او طبية او حتى مالية نظرا للدعم المالي الذي كان المعهد يتلقاه من المنظمة العالمية للصحة وما أصبح يصدره مما ينتجه من الأمصال إلى الدول الإفريقية فللحقيقية والتاريخ كانت هناك مناورة ضد هذه المؤسسة الصحية الناجحة واريد تدميرها ليخلوا المجال للقطاع الخاص وبالتالي فإغلاق وحدات الإنتاج كان تحت ضغوطات لوبي صناعة الأدوية واللقاح والأمصال بالمغرب من أجل أن يفتح لها المجال لاستيراد هذه المواد واللقاحات والأمصال وبيعها في السوق الوطنية بأسعار مرتفعة جدا تجني من ورائها الملايير وبمباركة الوزراء المتعاقبين على القطاع ومنهم من كان متورطا في هذه العملية.
فرغم أن معهد باستور المغرب لازال يضم كفاءات وخبراء مغاربة لهم من التجربة والكفاءة والمؤهلات العلمية ما يجعلهم قادرين على إعادة تنشيط عملية إنتاج وصناعة الأمصال واللقاحات، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الحكومة ووزارة الصحة. علما أن عددا كبيرا من الدول مثل مصر والسودان والجزائر والسعودية والبرازيل وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وأغلب الدول الإفريقية تنتج وتستعمل كميات ضخمة من أمصال المضادة لسم العقارب.
فالمركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالسعودية أصبح مركزا مرجعيا عالميا في مجال إنتاج وصناعة الأمصال على مستوى العالم ويوفر كل الحاجيات والمتطلبات من اللقاحات وأمصال العقارب والثعابين لدول الخليج ولبلدان أخرى وهي أمصال محلية ذات جودة عالية وفعالية مشهود لها حضرت لثعابين وعقارب تعيش في بيئة الجزيرة العربية.
حيث أكدت الحقائق العلمية الثابتة أن مضـادات الأجسام المحضرة لمعادلة سم ثعبان أو عقرب لا تكون ذات كفاءة ما لم يكن السم المستخدم في استحثاث إنتاجها مأخوذ من ثعابين وعقارب تعيش نفس الظروف البيئية والمناخية..
ويقوم المركز بتحضير أمصال محلية عالية الكفاءة في معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية وتحقيق مخزون استراتيجي من هذه الأمصال يكفي احتياج المملكة ودول الخليج، كما ينتج مركز الأمصال أمصال متخصصة ومتميزة بكفاءتها العالية.
أعراض لدغة العقرب في حالة سريان سمها في الجسم
وجدير بالذكر أن أعراض لدغة “العقرب” تتمثل في ارتفاع في درجة الحرارة وضغط الدم ونزول الدموع وقيء، ويكون الصغار وكبار السن هما الأكثر تأثراً بسم “العقرب”. لضعف المناعة لديهم. علاوة على حدوث آلام مبرحة تؤثر علي الجهاز العصبي للجسم وتسبب اضطرابات في التنفس وهبوط في القلب وتشتد هذه الآلام بعد بساعة من “لدغة” ولابد من إسعاف المصاب وحصول علي المصل المضاد للسم.
فكل من يتعرض للدغات الأفاعي أو حتى للسعات العقارب تتجلى في تسارع نبضات القلب الشعور بالغثيان وأحيانا يحدث هناك شعور بالبرد الشديد والارتعاش. إضافة إلى شحوب في الوجه مع إمكانية حدوث إسهال مع احمرار في منطقة اللدغ ودلك ناجما عن دخول السم إلى الجسم، بل مجرد اللدغ قد يؤدي إلى الورم الذي يحدث بدوره التهابا خطيرا، أما الخطر الكبير فهو يتجلى بوصول السم إلى الدم في ظرف زمني قصير جدا يقدر بحوالي خمس ثوان، كما تبدأ الأعراض في الظهور في متوسط ربع ساعة على الأكثر مع إمكانية حدوث رجفة بعد حوالي 20 دقيقة.
إن الوفاة بسبب سم الأفاعي أو العقارب يمكن تجنبها بعد أن كانت الفكرة السائدة أن لدغة أفعى أو لسعة العقرب تؤدي إلى الموت الأكيد، ولكن أعراض المصاب بهذه اللسعات مفهومة وواضحة وليست معقدة كبعض الأمراض التي يصعب تشخيصها مما سهل العلاج. وأن العلاج قد يختلف حسب نوع الأفعى ومكان عيشها وأن الطبيب يكتسب الخبرة مع مرور الوقت بمعالجته للكثير من الحالات.
ما العمل؟
هل لازالت هناك ضرورة طبية وصحية ملحة لإنتاج الأمصال المضادة للسعات العقارب ولدغات الأفاعي للإسراع في إنقاذ المصابين أم أن الاستشفاء والإنعاش هوا الحل؟
إعادة تشغيل وحدات صناعات الأمصال واللقاحات بمعهد باستور المغرب
· ضرورة تزويد الوحدات الصحية القروية بالمصل الخاص بالعقارب والثعابين لحماية المواطنين في لدغ العقرب وإنقاذهم من الموت ويمكن إنقاذ حياة كل من تعرض للسعة عقرب أو أفعى شريطة نقله إلى اقرب مصحة استشفائية. من اجل تطعيمه بالمصل او علاجه في الانعاش الطبي في حالة الخطر
· أما عن أهم الإسعافات الأولية التي يجب الالتزام بها قبل نقل المصاب إلى المستشفى، يمكن أن تقلل من كل تلك الأعراض المصاحبة للدغة قبل الوصول بالمصاب إلى المستشفى، أين يتم حقنه بمضاد السم المناسب، يجب الاتصال بالطوارئ، أولا مع الحرص على أن المصاب لا يجب أن يتحرك كثيرا حتى لا ينتشر السم بسرعة، كما يجب أن ننصحه بالتنفس ولا نحاول أن نخرج السم من الجرح، وهذا هو الخطأ الذي يرتكبه البعض، خاصة إخراج الدم عن طريق الفم، بل استعمال قماش نظيف نغطي به موضع الجرح بعد تنظيفه.
. مساعدة المصاب أو المصابة على التنفس في حال تعرض إلى ضيق فيه، كما يمكن أن نعالج موضع الالتهاب عن طريق وضع بعض القطع من الجليد أو الماء البارد للتخفيف من درجة الحمى إلى غاية وصول الإسعاف. أضاف أن من أهم الإسعافات الأولية طمأنة الملدوغ وتهدئته. كما يجب وضع المصاب في السيارة علي أحد جانبيه. وذلك لتزامن التسمم باللدغات مع حدوث قئ. وضرورة رفع الجزء الملدوغ أثناء النقل وأن يكون المسعف ملماً بالطريقة الصحيحة لربط العضو المصاب.
. ضرورة التعاون بين كافة الجهات المعنية من الصحة والفلاحة والجماعات المحلية والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني وعودة حملات مكافحة حشرات الصيف وكذلك العقارب والثعابين المنزلية.
· لابد من توفير هذه الأمصال الضرورية لسكان هذه القرى والبوادي والمدن المهمشة. وإمداد الوحدات الصحية من مستوصف ومركز قروي بالأمصال الخاصة بلدغات العقارب. ووسائل تخزينها في حالة جيدة ودرجات الحرارة المقبولة خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه ظهور العقارب والثعابين لمواجهة حالات الطوارئ علي الفور.
· ضرورة توعية الفلاحين بأخطار سم “العقرب” خاصة وأن هناك العديد من الاصابات لا يذهب أصحابها للمستشفيات ليتناولوا المصل.
. تحصين المنزل من الحشرات والزواحف الضارة لانتشارها بكثافة. واتخاذ الاحتياطات اللازمة منها ترميم البيوت وسد الفتحات بها، كما يلجأ الأغلبية إلى استعمال مادة «القطران» المعروف أن رائحته تطرد مختلف الحيوانات، خاصة الأفاعي والسحايا.
· من أجل التقليص من نسبة الوفيات، مؤكدا أهمية استعمال الأمصال الخاصة بتسممات العقارب متسائلا كيف يمكن علاج المصابين بلسعات العقارب بالعناية المركزة، علما أن والمستوصفات والمراكز الصحية في المناطق النائية تفتقر إلى التجهيزات الضرورية الخاصة بالإنعاش؟
· اعتماد وزارة الصحة الإنعاش الطبي في معالجة المصاب بلسعات العقارب عوض الأمصال يحيلنا على تجارب دول أخرى مماثلة كمصر والسودان كما تحيلنا على معاناة السكان المعاناة التي ستتحملها اسر المصاب في ظل غياب التغطية الشاملة لأقسام الإنعاش بالمستوصف القروية وحتى المستشفيات الإقليمية.
· وضعية استراتيجية وطنية فعالة ومندمجة للوقاية والعلاج لمحاربة التسممات الناجمة عن لسعة العقارب ولدغات الأفاعي من اجل التقليص من الوفيات الناجمة عنها وتدعيم وتقوية دور المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب ليكون طرفا فاعلا في التوعية والوقائية مع تحسيس المواطنين بضرورة الاتصال بالمركز الوطني لمحاربة التسمم من اجل معرفة الحادث والتوعية والاخبار بما يمكن القيام به من إجراءات ومن اجل الحصول على المساعدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (علي لطفي: رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة = الحق في الحياة).