فائدة تفسير «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» للشيخ السعدي للمبتدئ
هوية بريس – د. البشير عصام
الأحد 02 غشت 2015
من أفضل ما ينصح المبتدئ بقراءته في فن التفسير: كتاب ”تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان” للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-، وله طبعات كثيرة، أفضلها – بحسب علمي – تلك التي بتحقيق عبد الرحمن اللويحق.
وفائدة هذا التفسير للمبتدئ من وجوه:
أولها: أنه مؤسس على عقيدة سليمة، فيطالعه الطالب دون خوف من الوقوع في المزالق العقدية التي تعج بها كتب التفسير.
والثاني: أن مؤلفه بناه في الغالب على قول واحد هو القول الراجح عنده، ولا يكاد ينقل الخلاف. ولا أضر على الطالب المبتدئ من مكابدة الخلاف قبل التمكن.
والثالث: أنه يحصر الكلام في تفسير الآيات، ولا يستطرد إلى العلوم المصاحبة (من لغة وفقه وحديث وأصول وغيرها) كما يفعله كثير من المفسرين لأدنى مناسبة.
والرابع: أن أسلوبه عصري ميسر، لا يتكلف فيه الألفاظ العلمية التي يُعيي الطلبة فهمُها.
والخامس: أنه مختصر العبارة، مع الإحاطة بجميع الآيات (بخلاف نحو تفسير ابن جزي).
والسادس: أن فيه مقدمة نافعة للمبتدئ في أصول التفسير، تصلح أن تفرد بالدراسة.
والسابع: أن فيه فوائد تربوية عالية، تتناثر في أرجائه. وكنتُ قد جمعتُها في أوراق عند قراءة الكتاب منذ سنوات، وضاعت مني. وجمع مثل هذه الفوائد مما يحسن بالطالب أن يقصد إليه عند قراءة هذا السّفر النفيس.
ومن الغش أن يُنصح الطالب المبتدئ بمثل تفسير الزمخشري أو الألوسي أو الرازي أو الطبري. بل إن غالب المبتدئين لا يقدرون على مثل تفسير ابن كثير، مع كونه على طريقة أهل الأثر، وبعده عن التدقيقات العلمية العسيرة.
والحق أنني لا أعرف تفسيرا مناسبا للمبتدئين، تجتمع فيه هذه الصفات كلها، مع اطلاعي على كتب كثيرة من هذا النوع.
وأما تفسير الجلالين فمن الغلط عدّه ضمن التفاسير الخاصة بالمبتدئين، اغترارا باختصاره، فإن عبارته معقدة تشبه أسلوب المتون العلمية، ولذلك وُضعت عليه شروح وحواش متداولة، هذا مع الإخلال بمقاصد التفسير والمعاني المطلوب معرفتها من الناظر في كتاب الله تعالى، والوقوع في الأغلاط العقدية الوخيمة خاصة في أبواب الصفات.
