في الذكرى السبعين.. شهادات من هيروشيما
هوية بريس – متابعة
الخميس 06 غشت 2015
مع حلول الذكرى السبعين لقصف الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية، نشرت صحيفة واشنطن بوست أقوال شهود عيان على تلك المجزرة والاستخدام الوحيد للقنبلة النووية في التاريخ البشري.
وقد ألقت طائرة أميركية قنبلة نووية على هيروشيما يوم 9 غشت 1945 فهلك على الفور حوالي 140 ألف شخص، ثم عادت بعد ثلاثة أيام لتلقي قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي حيث قتل عشرات الآلاف.
وتورد الصحيفة شهادات بعض الذين نجوا من جحيم تلك القنابل الفتاكة، وقد أخذت في سنين سابقة ضمن ورشات ودراسات تاريخية وتوثيقية.
يقول يوسوهيكو تاكيتا الذي كان بطريقه لمدرسته عند إلقاء القنبلة على مدينته هيروشيما إنه رأى “وميضا يغشي البصر، حتى أنه أكثر قوة من الشمس. تبع ذلك صوت انفجار يخرق الآذان. شعرت بحرارة في وجنتي، وبحركة لا إرادية وضعت يدي عليها. عندما رفعت بصري إلى السماء، رأيت جسيمات صغيرة لامعة لونها أبيض بضلال صفراء وحمراء وحجمها بحجم حبة الأرز، وسرعان ما تحولت تلك الجسيمات التي ملأت الجو إلى كرة عملاقة من النار. كانت تتجه نحوي وشعرت بأنها ستبتلعني”.
أكيكو تاكاكورا، كانت شابة بالعشرين قصفت الولايات المتحدة هيروشيما بالقنبلة النووية. تقول عن مشاهدتها: ما شعرت به في تلك اللحظة هو أن هيروشيما بكاملها ملفوفة بثلاثة ألوان فقط. أتذكر أنها كانت أحمر وأسود واللون البني. لا شيء آخر. مات الكثير من الناس على الفور. اشتعلت النار بأطراف أصابعهم ثم انتشرت سريعا في باقي أجسادهم. كان هناك سائل رمادي اللون يسيل من أذرعهم المنصهرة.
شاهد آخر كان عمره 14 عاما عند وقوع المأساة. يقول آكيهيرو تاكاهاشي “شعرت أن هيروشيما قد زالت فجأة. نظرت إلى نفسي فوجدت ملابسي قد تحولت إلى أسمال بالية بفعل جبهة الهواء الملتهب التي هبت على المدينة. لفحت النار جسمي من الخلف، اعتقد أن رأسي من الخلف تعرض للحرق وكذلك ظهري وذراعيَ وساقيَ. كان جلدي يتقشر ويتدلى من جسدي”.
أخيرا وليس آخرا، شهادة مشيكو هاشينا، مدير مستشفى في هيروشيما، والذي نشرت شهادته بالإنجليزية عام 1955 وكشف فيها عن الضياع الذي ساد حياة أولئك الذين نجوا من الانفجار الماحق للقنبلة الذرية.
يقول هاشينا “كان أمامي أشكال بشر ضبابية. بعضهم بدا وكأنه شبح يمشي على الأرض. بعضهم كان يمشي والألم يظهر عليه، كانوا يشبهون فزاعات الحقول. كانوا يرفعون أذرعهم وسواعدهم مدلدلة نحو الأسفل”.
ويعلق على ما رآه بأنه كان “مربكا” حتى أدرك أن أولئك الناس تعرضوا للحرق وكانوا يتجنبون احتكاك أذرعهم وسواعدهم بأجسامهم المتقيحة”.
(المصدر: واشنطن بوست).