العمل للإسلام واجب شرعي فتنبهوا يرحمكم الله!!
هوية بريس – متابعة
يقول الداعية الموصلي الشهير غانم حمودات رحمه الله:
“كنا مجموعة من شباب الدعوة نتردد على الشيخ أمجد الزهاوي رحمه الله في بداية خمسينات القرن الماضي، فقال لنا يوما:
ولدي أنتم الآن تقومون بعمل للإسلام أفضل من عمل الأئمة الأربعة، لا أقول أنتم أفضل منهم؛ لا، بل هم أفضل منكم؛ إنهم عملوا للإسلام وللإسلام قوة، وأنتم تعملون للإسلام وليس للإسلام قوة…!
ولو أنني كنت قاضياً وجاءني شاهد يقطع الليل والنهار بالعبادة فإذا علمت أنه الآن لا يعمل للإسلام أرد شهادته وأعتبره فاسقاً؛ ولو أن إبراهيم بن أدهم يأتيني الآن شاهداً وأعلم أنه لا يعمل الآن للإسلام أرد شهادته وأعتبره فاسقا..!
وقد ذكرت كلام الشيخ هذا رحمه الله للاستاذ عبدالكريم زيدان، فقال هذه فتوى من الشيخ أمجد …”.
الشيخ أمجد الزهاوي كان رئيس رابطة علماء العراق وهو من سلالة صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول خالد بن الوليد؛ ولد في بغداد عام 1300 هـ/ 1882م، وبها نشأ وتعلم القرآن ودرس على أبيه، وعلى يد علماء عصره.
وتخرج من كلية الحقوق ومعهد القضاء العالي بإستانبول عام 1906 م، واشتغل حاكما في الموصل، ثم نقل إلى بغداد.
ومن أشهر أساتذته محمود شكري الآلوسي، وعبد الوهاب النائب، وعباس حلمي أفندي، والعلامة غلام رسول الهندي.
وقد كرس حياته لطلب العلوم الشرعية كالفقه والأصول، وله آراء شرعية وفتاوى مقبولة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
جاب الأقطار وشد الرحال لمختلف الدول الإسلامية في سبيل الدعوة إلى الله.
أنيطت به وظيفة حاكم في محاكم العراق.
ووظيفة رئيس مجلس التمييز الشرعي.
وعمل استاذا في كلية الحقوق وكان يحاضر في دار العلوم العربية والدينية وله كتاب (الوصايا والفرائض).
أنيطت به بعد وفاة مفتي العراق الشيخ قاسم القيسي، مهام الفتوى إلا أنه رفضها رسميا.
استقر أواخر أيامه في خدمة العلم والتعليم وكان له مجلسه الخاص في المدرسة السليمانية الذي يختلف إليه فيه مختلف العلماء والأدباء وطلاب العلم، والكل بين سائل ومشتكي ومستفتي فلا يرد طلبا وما عرف عنه غير السعي في خدمة الناس وعمل الخير والأخلاص لله. وكان كثير المطالعة يحب البحث والمراجعة لكتبه، حيث يذكر عنه مطالعته للكتب قبل وفاته بساعة.
كان الشيخ عضواً مؤسساً لعدة جمعيات إسلامية مثل جمعية الأخوة الإسلامية، وجمعية رابطة علماء العراق.
كما انتخب رئيسا لمؤتمر العالم الإسلامي بالإجماع وهو من المؤسسين لرابطة العالم الإسلامي في مكة، وكان كثير الاهتمام بقضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث سافر لمختلف أقطار الدول الإسلامية على نفقته الخاصة مثيرا للهمم وشارحا للمصيبة وجامعا للتبرعات ومحذرا من العاقبة الوخيمة المترتبة على تقصير الحكومات والمسؤولين في البلاد العربية والإسلامية بقضية ساعته وهي قضية فلسطين.
ترأس ستة جمعيات إسلامية في وقت واحد، فكان يحمل روح الشباب وهو شيخ كبير، ساهم في نشر الوعي الإسلامي والدعوة إلى الإسلام.
اللهم ارحم الشيخ أمجد رحمة واسعة، اللهم طيب ثراه، وبلل بالرحمة مثواه، هو وسائر الدعاة المسلمين الذين انتقلوا إلى جوار رب العالمين، ونسأله تعالى كذلك أن يلحقنا بهم على نهجهم لا مبدلين ولا مغيرين آمين.