د. صفية الودغيري تكتب: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ
هوية بريس – د. صفية الودغيري
أنتَ لستَ مِلْكًا مُشاعًا للعابرين الغُرَباء، لتشاركهم فصول حياتك ومشاهدة شريط يوميَّاتِك، ولستَ كِتابًا مَفْتوحًا أمام طبقات المشاهدين وجمهور القرَّاء، ولست أَلْبومًا للصُّوَر والطَّوابع والتَّوقيعات والذِّكريات، أو للعَرْض والمشاهدة والإِبْهار.
بل أنت تُقدِّم إلى من حولك ما ظهر منك وانْكشَف، أما ما يتحرَّك بداخلك وما تحفظه من أسرارك وخَباياك، فهو ملك عالمك الخاص المُحاط بسياج السِّتْر، المُصان بحجاب الكتمان.
فالجمال والبهاء يسطع من جوهرك في أَصْدافه، وهو مخزونٌ في قَوْقَعتِه المحفوظة في أعماقك، والعيون تغضُّ الطًّرف عن الصُّوَر المُشاعَة، والقلوب تَهْفو إلى ما يَخْتبئ خلف الحُجب والأستار الكثيفة الغموض والظِّلال.
وقد قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيّ[1]: (السِّرُّ فيه ضَرْبُ العُنقِ). وَكان يقول: (أَمْلَكُ النَّاس لنفسه من كتم سِرَّه من صديقه وَخَليلِه، لئَلَّا يتغيَّر الَّذي بينهما يومًا فَيُفْشِي سِرَّه) . وكان يقول: (سِرُّك من دَمِكَ؛ فَرُبَّما أَفْشَيْتَه؛ فيكون فيه سبب حَتْفِك).
وما أجمل ما قاله أبو حاتم الدَّارمي ـ 354 هـ: “فالواجِب على من سلك سبيل ذوي الحجى، لُزومَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ الضَّمير، بتركه إِبْداء المَكْنون فيه، لا إلى ثقةٍ ولا إلى غيره، فإنَّ الدَّهر لا بدَّ من أن يضرِب ضَرباتِه، فيوقِعَ ضدَّ الوَصْل بينهما بحالة من الأحوال، فيُخْرجَه وجود ضد مَا انْطَوى عليه قديما من وفائه، إلى صِحَّة الخروج بالكُلِّية إلى جَفائِه، بإبداء مَكْتوماتِه والكشف عن مُخَبَّآته”[2].
وقال في باب تحصين السِّر بالكتمان: “من حصَّن بالكتمان سِرَّه تمَّ له تدبيره، وكان له الظَّفر بما يريد، والسَّلامة من العيب والضَّرر، وإن أَخْطأَه التَّمكن والظَّفر، والحازم يجعل سِرَّه في وعاء ويكتمه عَن كلِّ مُسْتودَع، فإن اضْطَرَّه الأمر وغلبَه أَوْدعَه العاقل النَّاصِح له، لأنَّ السِّر أمانة، وإِفْشاؤُه خيانة، والقلب له وعاؤه، فمن الأوعية مَا يضيق بما يودَع، ومنها مَا يتَّسِع لما استودع”[3].
وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّه قال: “عَجِبْتُ من الرَّجُل يَفِرُّ من القَدَر وهو مُواقِعُه، ومن الرَّجُل يَرى الْقَذَاةَ في عَيْنِ أخيه ويدع الْجِذْعَ في عينه، ومن الرَّجل يحرج الضِّغْنَ من مَوْضِع ويَدَعُ الضِّغْنَ في نَفْسِه، وما نَدِمْت على أَمْر قَطُّ فَلُمْت نفسي على تَنَدُّمي عليه، وما وَضَعْتُ سِرِّي عند أحد فَلُمْتُهُ على أن يفشيه كيف ألومه وقد حنقت بِه”[4].
وأنشد علي بْن مُحَمَّد البسامي:
تُبيح بسِرِّك ضَيِّقًا به .. وتَبْغي لسِرِّك من يَكْتمُ
وكتمانُكَ السِّر ممَّن تَخافُ .. ومن لا تَخافَنَّه أَحْزَمُ
إذا ذاعَ سِرُّك من مُخْبِر .. فأنت وإن لمتَه أَلْوَمُ
وأنشد عَبْد العزيز بْن سليمان:
إذا ضاق صدر المرءِ عَن بعض سرِِّه … فأَلْقاهُ في صدري فصدري أَضْيقُ
ومن لامَني في أن أُضَيِّع سِرَّهُ … وضَيَّعهُ قبلي فذو السِّر أَخْرقُ
وأنشد مُحَمَّد بْن سليمان بْن سلام الجمحي لرجل من عَبْد شمس:
إذا مَا ضاقَ صدرُك عَن حديث .. فأَفْشاهُ الرِّجال فمن تَلومُ
إذا عاتبتُ من أَفْشى حديثي .. وسِرِّي عندَه فأنا الظَّلومُ
وإنِّي يوم أَسْأمُ حَمْلَ سِرِّي .. وقد ضَمَّنْتهُ صدري سَؤومُ
فلست مُحَدِّثا سِرِّي خَليلي .. ولا نفسي إذا حضَرت همومُ
وأَطْوي السِّر دون النَّاس إنِّي .. لما اسْتَودعتُ من سِرٍّ كَتومُ
وحُقَّ لمن ملَك سِرَّ من مَلَّكَه أسراره، وفتح له مَخابِئَه ومغاليقَ أبوابه، وشَرع له نوافِذَه، وفسَح له بُطونَ أوديته وثُغورَه وقيعانه، ومَدَّ له يده وسالمَه، أن يُصادِقَه ويُصافحَه، ويتودَّد إليه ويقسم أن لا يخون عهدَه وميثاقَه، وإن كشف له ما تحت خِبائه وعَرَّى له غطاءه، ورفع حجابه وهَزَّ له أَسْتاره، وباحَ له بما عالجَه وخالجَه في خَلواته وجَولاته..
وحُقَّ لمن أمَّنَه وأثرَه دونًا عن أهله وأقرانه وأصحابه، أن يقومَ مقامَه في الصِّدق والإخلاص له، وأن يُنْزِله المنزلة التي يستحقُّها، ويُشَرِّفه بما مكَّنه من رفعة، وبما حازَه دونًا عن غيره، إذ أظهر له ما حجبه، وأخبره بما دَسَّه في جيبه وأَخفاه تحت لحافه، ومَهَّدَ إليه الطَّريق وعبَّده، وكسر له طَوْقَ طَوِيَّته ودخيلته، وفتح له دفائنه وبواطنه، وأسكنه صدره ووسَّده أضلاعه، فأبصر ما يرقد بين صُلْبِه وأصلابه، واصْطَفاه من بين الخلائق والعالمين، كي يصونه ويحفظ أمانته ولا يشُقَّ إزاره..
وحُقَّ لمن أمَّنه الوفاء بعهوده، وأن يلزَم ما يُلزَم به المُحرِم، لا يخرج من إِحْرامه حتى يحِلَّ ميقاته، ولا يٌفْشي طرَفًا من أسراره، ولا يتحلَّل مما أَلْزمَه من طاعته والامْتِثال لأَمْرِه بالمعروف، وإِلْجام لسانه بلجام الصِّدق والأمانة، وشَدِّ ساعده وعضده، والذَّود عن حياضه وقواعده، وتعهُّد لسانه بالصَّمت، وصَوْن ما خصَّه به من رسائله وكُتبه ودفاتره، وإِيثاق يديه الممدودتين في حِلِّه وتِرْحاله، وعدم إِرْسال رِجْلَيْهِ المَشْدُودَتَيْنِ إلى سواريه وأركانه، وحفظ ما أمَّنه عليه كحفظه لدينه وشرفه، والدِّفاع عن عرضه، وحمايته في حضوره وغيابه، والوفاء لما أَوْدعَه إيَّاه في كلِّ شؤونه وأحواله، والإعْراض عن نَكْثِ عهده في سِرِّه وجَهْرِه..
وحُقَّ لمن صدَّقه ووَثق به ألا يهينه بإشاعة أحاديثه وأخباره، وأن يحرص على ألا يفشي ما اسْتَتر من خفاياه وخباياه، وألا ينشر صُوَره أو يسعى للتَّشْهير بسمعته، وإيذائه في شرفه وانْتِهاك عرضه، أو تهديده بوَضْع السَّيف على عُنقِه وإِحْلال دمه، أو فَكِّ عُقْدة ميثاقه، ومَدِّ الطَّريق لكلِّ مُتطاوِلٍ مٌتجاسِر، كي يَعْتدي عليه بالقِيل والقال، والاشتغال باللَّغَط والسُّؤال، وما لا ينفع من الكلام المُباح في مجالس النَّميمة والاغْتِياب، أو يكون سببا للقَصاص من كرامته وإسْقاط حقِّه، والمغالاة في الإساءة إليه بلا احْتِراز، أو الإسراف في ذِكْر عيوبه ومثالبه بلا خجل ولا حياء، أو فتح دفاتره، وفكِّ أقفال كتبه، وإرخاء رباط عنقه، وإعْلام العالمين والموقعين بما يكرهه ويسوؤه، ونشر ما حَواه بين دَفَّتيه، وإِطْلاع القاصي والدَّاني على فصوله، وتمكينهم من مفاتيح أبوابه ونوافذه، وهَتْك سِتْره لدى القريب والبعيد، ونَقْضِ عهود أسراره، وإخبارهم بظنونه وأفكاره، ورفيف خواطره، وما يتقلَّب فيه من نعيم وشقاء، وأحزان ومسرَّات..
وقد روى عن مُحَمَّد بْن إدريس المعدل عَن العتبي أنَّه قال: “سمعت أعرابية توصي ابنا لها فقالت : عليك بحفظ السِّر، وإيَّاك والنَّميمة فإنهَّا لا تترك مودَّة إلا أفسدتها، ولا ضغينة إلا أوقدتها.. ثم لا بدَّ لمن عُرِف بها ونُسِب إلى مقارفَتِها، من أن يحترس من مجالسته، وأن لا يوثَق بمودَّته، وأن يزهد في مواصلته ومعاشرته”[5].
وحُقَّ لمن أَوْسع صدرَه سِرَّه، واتَّخذه وليًّا حميما، وصاحبا وخليلا، ألا يطعنه في ظهره، ولا يُغيرَ عليه صُدورَ أعدائه، ولا يُثير حوله الفتن من كلِّ صَوْب وجانب، أو يُؤَلِّب قلوب أحِبَّتِه وأَصْفيائه، أو يُفْسِد مودَّتهم ويُفَرِّق شَملهم، ويقطع ما كان بينهم من وَصْل المحبَّة والإِخاء.
وأن يتحاشى إيلامَه وتعذيبه بإشعال مَواقِد الحروب، وزَنْد فتيل الأحقاد بينه وبين المُخْتار من إخوانه الطيِّبين الأخيار، ليَصْرِف جَمْع مجلسه ويَنْفضَّ عنه الخُلاَّن، ويُمَزِّقهم أشْتاتًا ويَشْطِرهم بعد الْتِئام ..
وما أجمل ما قاله أبو حاتم الدَّارمي في هذا الباب: “واللِّسان فيه عشر خصال يجب على العاقل أن يعرفها، ويضع كلَّ خصلة منها في موضعها، هو أداة يظهر بها البيان، وشاهِدٌ يخبر عَن الضَّمير، وناطِقٌ يُردُّ به الجواب، وحاكمٌ يُفْصَل به الخطاب، وشافِعٌ تُدْرَك به الحاجات، وواصِفٌ تُعْرَف به الأشياء، وحاصِدٌ تذهب به الضَّغينة، ونازِعٌ يجذب المودَّة، ومسل يُذْكي القلوب، ومُعِزٌّ تُرَدُّ به الأحزان”[6].
وحُقَّ لمن أَوْدعه هذه الأمانة العظيمة، أن يترفَّع عن خيانته وإن خانه، وتغيَّر ما كان جارِيًا بينهما من صَفْو المحبَّة والوداد، أو تحوَّل ما كان بينهما من وئام إلى خِلاف ونَصْب للعداء..
وأن يَدْفع سيِّئته بالإِحسان إليه في كلِّ الأحوال، وأن يَغُضَّ الطَّرف عن زلاته وأخطائه بالعفو عنه ومسامحته، وألا يسعى إلى تَشْويه سُمْعتِه، أو نشر ما لا يشتهي أَنْ يُذْكَر عنه، لأنَّه أمانة وإِن لم يَسْتَكْتِمْه..
وما أجمل ما قاله أبو حاتم الدارمي في باب الحث على العفو عن الجاني: “الواجب على العاقل توطين النَّفس على لزوم العفو عَن الناس كافَّة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة، إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتَهْييجها أشدُّ من الاستعمال بمثلها”[7].
ولقد أنشد منصور بْن مُحَمَّد الكريزي:
سأُلزِم نفسي الصَّفْح عَن كلِّ مُذْنِب .. وإن كَثُرَت منه إلي الجَرائم
فما النَّاس إلا واحـِدٌ من ثلاثـَـة .. شريفٌ ومَشْروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف فضلَــه .. وأتَّبع فيه الحقَّ والحقُّ لازِم
وأما الذي دوني فإن قَالَ صُنْتُ عَن .. إجابَتِه عِرضي وإن لامَ لائِم
وأما الذي مثلـي فإن زلَّ أو هَفـا .. تفضَّلت إنَّ الحِلم للفَضْل حاكم
وحُقَّ لمن جعل مفاتيحَه ببابِه مَخْتوم، ألا يٌفْشي له سِرًّا من أسراره بين إخوانه وأقاربه، ولا يفضحه بين أهله وذويه، ولا يقلِّل من شأنه ويُنقِّص من قدره، ويُهْدِر كرامته، ويُريق ماء وجهه، ويكسر شوكته ويُنكِّس أعلامه، بل عليه أن يحتكم في كل شؤونه وأحواله وأقواله إلى ميزان العقل والحكمة، وينتظم في سلك العدل والإنصاف، وينتهج منهاج الحق ومنهاج التَّوسط والاعْتدال..
وقد قال عبدُ الله بن مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنه-: ((لِسَانُكَ سَيْفٌ قَاطِعٌ يَبْدَأُ بِكَ، وَكَلَامُكَ سَهْمٌ نَافِذٌ يَرْجِعُ عَلَيْكَ، فَاقْتَصِدْ فِي المَقَالِ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُوْغِرُ صُدُوْرَ الرِّجَالِ)).
وقد أثنى الحق سبحانه على من يَحفظ الأمانة ولا يخونها في أكثر من آية وسورة في سِياق المدح، فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) ﴾[8].
وحرَّم إفْشاء الأسرار لأنها خيانة للأمانة، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) ﴾[9].
وعن أبي هُرَيرة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليْه وسلَّم- قال: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدث كذَب، وإذا وعد أخْلف، وإذا اؤتُمن خان)).
وعن أبي هُرَيرة أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم – قال: ((لا يسترُ عبدٌ عبدًا في الدُّنيا ، إلَّا ستره اللهُ يومَ القيامةِ )).
وصعد رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبر فنادَى بصوتٍ رفيعٍ فقال: ((يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبهِ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو في جوفِ رحلهِ)) [10] .
عن أبي هُريْرة قال: سمعتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: ((كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ))[11]..
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال ((إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَديثَ ثم الْتَفَتَ فَهِي أَمَانَةٌ))[12].
عَنْ جَابِرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَال : ((الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ: سَفْكُ دَمٍ حَرَامٍ، أَوْ فَرْجٍ حَرَامٍ، أَوْ اقْتِطَاعِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ))[13].
وقال الشاعر :
لسانُكَ لا تذكرْ به عَورَة امرئٍ .. فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَينُكَ إِنْ أَبْدَت إِليكَ مَعَايِبَاً .. فَصُنْها وقُلْ يَا عَينُ للنّاسِ أَعْيُنُ
وقال سيدنا علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :
وزنِ الكلامَ إِذا نطقَتَ ولا تكنْ .. ثرثارةً في كلِ نادٍ تخطبُ
واحفظْ لسانكَ واحترزْ مِن لفظِهِ .. فالمرءُ يسلمُ باللِّسانِ ويَعْطبُ
والسِّرَّ فاكْتُمهُ ولا تنطـــقْ به .. فهو الأسيرُ لديكَ إِذ لا ينشبُ
وكذاكَ سِرُّ المرءِ مالم يَطـــوِه .. نشرَتْه ألسنةٌ تَزيدُ وتُطنبُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المجالسة وجواهر العلم/ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي ت 333هـ ـ المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ـ جمعية التربية الإسلامية (البحرين – أم الحصم)، دار ابن حزم (بيروت – لبنان)، ط. 1419هـ : 3 / 241 ـ رقم : (888)
[2] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي ـ المحقق: محمد محي الدين عبد الحميد ـ دار الكتب العلمية – بيروت : ص 188
[3] المصدر نفسه : ص 189
[4] المصدر نفسه : ص 188
[5] المصدر نفسه : ص 177
[6] المصدر نفسه : ص 43
[7] المصدر نفسه : ص 166
[8] سورة المؤمنون
[9] سورة الأنفال
[10] الترمذي في سننه : الرقم (2032) ـ وابن حبان في صحيحه: الرقم (5763)
[11] أخرجه البخاري في صحيحه : الرقم (6069) ـ ومسلم في صحيحه: الرقم (2990).
[12] أخرجه الترمذي في سننه وحسنه: الرقم (1959).
[13] أخرجه أبو داود في سننه: الرقم (4869) ـ ومسلم في صحيحه: الرقم (2990).