لماذا يقتل الوزير التوفيق المغاربة أحياء وأمواتا؟؟؟
هوية بريس – ذ. إبراهيم الطالب
عندما يدخل العالم أو المثقف إلى معمل السياسة ليبيع خدماته، يصبح مجرد مستخدم لا حرية له ولا رأيا، يأتمر بأمر رب العمل وينتهي عند نهيه، وينضبط برؤيته الصارمة للإنتاج، وربما إذا تطلب الأمر الغش غش، وإذا فرض عليه التزوير زور، وعندئذ يفقد كل نزاهته ومصداقيته، إذ يصبح كالجندي المرتزق لا يقاتل لإعلاء كلمة الله، ولا من أجل نصرة عقيدة بلاده، ولا من أجل أمته، وإنما يقدم خدمة مقابل مال، ولا يلقي بالا للذين يقتلهم أو يرملهن أو ييتمهم.
هذا الكلام يندرج ضمن معالجة إشكالية علاقة المثقف بالسياسي، وعلاقة العالِم بالحاكم.
ولعل خير نموذج في المغرب لدراسة تطبيقات هذه العلاقة من الناحية العملية بين الثقافة والسياسة، هو تجربة الأستاذ الدكتور أحمد التوفيق الوزير في الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ والذي كان أستاذا للتاريخ وله نصيب في الأدب وكان خازنا لإحدى كبريات الخزانات العلمية في الدار البيضاء وكانت له علاقات وطيدة بأهل العلم والفكر والأدب.
لكن للأسف، فالوزير التوفيق، -وتماما كما هو منهجه في تدبير الشأن الديني- يأبى إلا التزوير والتحكم في التاريخ والدين لخدمة السياسة، يطوع المعلومة العلمية ليخدم وجهة نظر سياسية، وليجعل لها الغلبة على حساب الحقيقة، يلوي نصوص العلم وشواهد التاريخ لإعطاء المشروعية للسلطة المتحكمة في مصير المنطقة العربية.
فقد أصر التوفيق على أن يذل أئمة المغاربة وعلماءهم الأموات دوليا هذه المرة، بعد إذلال أئمتهم وخطبائهم الأحياء طيلة 15 سنة من ولايته بالتوبيخ وكتم الأنفاس والترهيب والعزل مرارا كثيرة لكل الخطباء والعلماء المتنورين المدركين للخطر المحدق بالأمة ووجودها.
فخلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والذي اختار موضوعا لدورته: “السلم العالمي والخوف من الإسلام“، صرح التوفيق خلال كلمته بقوله: “أيها السادة أيتها السيدات، في القرن التاسع عشر تعرض بلدي المملكة المغربية للمناوشات العسكرية الأجنبية من جهة الشرق ومن جهة الشمال، وكان العلماء على رأيين، رأي غالب ضاغط يقول بالاستنفار بالجهاد، ورأي أقلية كانت ترى أن الأجانب متفوقون ماديا وعسكريا، وأن الصدام العسكري معهم سيجر كارثة محققة، وحيث إن الدولة وقعت تحت ضغط الجهاديين، فقد كانت هزيمة نكراء، أعقبها فرض تعويضات أداها المغرب بضرائب تجارته الخارجية لمدة ثلاثين عاما“.
حقيقة لا أدري لماذا يقتل التوفيق المغاربة أحياء وأمواتا؟؟
يتنكر لشجاعة أجدادنا وشهامة أسلافنا، الذين بذلوا مهجهم فداء للدين وانتقاما من العدو الكافر كما كانوا يسمونه، فلا أدري لماذا نحس وكأن سعادة الوزير دائم العبث بدين المغاربة وتاريخهم؟؟
لكن هذه المرة كان فعل التوفيق أكثر فظاعة وأكثر خطرا، لأن تصريحاته اشتملت على الآتي:
أولا– تزوير التاريخ بحيث جعل حرب فرنسا وإسبانيا مجرد مناوشات عسكرية أجنبية، وهو بتزويره هذا يقدم خدمة جليلة لوجهة نظر دول تريد إخضاع الشعوب الإسلامية بتاريخها ودينها للمشروع التوسعي الأمريكي في مناطق المسلمين، بالتركيز على السلم والتعايش في الوقت الذي تستحوذ فيه الدول الغربية على القرارات السياسية في بلداننا وتنشر الطائفية بين المسلمين وتوزع الأسلحة بين فرقهم المتقاتلة المخترقة من طرف استخبارات الدول التي تدعي نشر قيم التسامح والسلم والتعايش.
ثانيا– التصريح كان في دولة الإمارات المتزعمة لمشروع إعادة قراءة الدين الإسلامي بما يتوافق ومشروع الإسلام الأمريكي، والذي يدعمه التوفيق بمنهجه في تزوير الحقائق والمعطيات على أرض الواقع، فالإمارات هي من تنفق على الانقلابات وتمول الاغتيالات وتحاول تفكيك المشروع الإسلامي الذي أنفق العلماء والدعاة الأعمار الطويلة وثروات الأمة الغالية في بنائه.
ثالثا– تصريحات الوزير كانت في موضوع: السلم العالمي والخوف من الإسلام، الأمر الذي يتطلب منه أن يدافع عن الإسلام وأهله لا أن يلصق الاتهام بالمسلمين وتاريخهم، ألم يكن حريا به أن يوجه عناية المؤتمرين إلى أن السبب الرئيس في انتشار الحرب طيلة قرون هو الإرهاب الغربي، وأن ما يقوم به المسلمون -حتى الغلاة منهم رغم غلوهم- هو رد لعدوان استمر قرونا، ولا زال يطحن شعوب المسلمين من الصومال إلى أفغنستان إلى البوسنة إلى الشيشان إلى العراق هذا ناهيك عن قرون من الاحتلال لا تزال الأمة جمعاء تعاني من آثارها وبقايا نفوذ الدول المحتلة على القرارات السيادية في بلداننا.
رابعا– قيامه في تصريحاته المشينة بتشويه التاريخ المغربي المجيد وتزويره للحقائق بقلبها، وذلك عندما قام باستدعاء معطيات وشواهد من تاريخ المغرب، تنتمي إلى مرحلة ما قبل الاحتلال، فأومأ إلى حرب إيسلي مع فرنسا، وحرب تطوان مع إسبانيا، وسمى أجدادنا المجاهدين الأباة بالجهاديين، على الرغم من أنه يدرك تمام الإدراك الحمولة القدحية للفظ “الجهاديون” والتي تعادل في الاصطلاح الدولي الْيَوْمَ “الإرهابيين”، ليجعل الدولة المغربية في عهد السلطانين العلويين مولاي عبد الرحمن وسيدي محمد بن عبد الرحمن، مجرد كركوز بعلمائها وقضاتها وأعيانها، لا عقل لهم انساقوا وراء حماسات “الجهاديين” الذين كانوا أغلبية ضاغطة حسب قوله المشين.
هل كان يريد الوزير -وهو أستاذ التاريخ- من المغرب في حرب إيسلي أن يترك الجيوش الفرنسية التي تعقبت جيش المجاهدين برئاسة الأمير عبد القادر تعيث فسادا داخل التراب المغربي منتهكة الأعراف والمواثيق؟؟
وهل كان يمكن للمولى عبد الرحمن أن يتنصل من شروط بيعة القبائل الجزائرية ويدعهم دون مساندة؟
وهل كان العلماء قاطبة يسمحون بذلك؟
وهل كانت فرنسا من 1830 تاريخ احتلالها العسكري للجزائر المسلمة إلى 1944 تاريخ حرب إيسلي تتنزه في الجزائر وتنشر السلم والسلام؟
أم كان لها مخطط إرهابي إمبريالي تروم من ورائه ضم شمال إفريقيا إلى دولتها إحياء للإمبراطورية الرومانية.
لماذا لم يقل الوزير التوفيق لمستمعيه من محبي السلم والسلام في زمن الحرب والاكتساح لبلاد المسلمين، بدل أن يزري بأجداده ويعقهم في قبورهم، أن الفعل الجهادي للمغاربة كان دفاعا عن النفس، بدل أن يجعلهم مجموعة متحمسين جهاديين لا عقل لهم.
ثم أيضا، بالنسبة لحرب تطوان هل كان الوزير الباحث في التاريخ يريد من الدولة بعلمائها وقضاتها وشعبها أن يلبوا طلب اسبانيا المذل ويسلموا أعيان قبيلة أنجرة للعدو الكافر -كما كانت تسميه الدولة في مراسلاتها الرسمية-، لأنهم انتفضوا للدفاع عن أرض المسلمين ضد انتهاك إسبانيا للتراب المغربي، حيث قام جيشها بإحداث مترس في أراضي القبائل الريفية المحاذية لسبتة هذه المدينة المسلمة مدينة القاضي عياض التي لا تزال محتلة إلى الآن.
ثم لماذا يزور الوزير التاريخ ويدعي أن الجهاديين المتحمسين ضغطوا على الدولة وعرضوها بجهلهم لهزيمة نكراء؟؟
ألا يعلم وهو الدارس للتاريخ أن الدولة المغربية والسلطان الجديد آنذاك سيدي محمد بن عبد الرحمن (1859 ـ 1873) قد اقترح على إسبانيا -إمعانا في ابتغاء السلم والسلام- تقديم تعويضات مالية لها، وذلك بتدخل ومساعدة من بريطانيا؛ لماذا لم يوضح لمستمعيه أنها إنما رفضت السلام وجنحت للحرب لتحقيق أطماعها في المغرب والرامية إلى ضم الأراضي الواقعة بأعالي منطقة بليونيش إلى مدينة سبتة المحتلة.
هل خفي على الوزير أن الحرب لم يكن السبب فيها الجهاد ولا المجاهدين؟؟ بل هي الروح الصليبية المشبعة بالإرهاب، والمحفزة من طرف أرباب الثروات من النصارى الذين لم يلبثوا أن احتلوا البلاد بعد عقود يسيرة طمعا في خيرات البلاد.
لماذا لم يشر التوفيق ولو من بعيد لإصلاح مفهوم الجهاد أن الغرب النصارى وشرذمة اليهود في الكيان الصهيوني هم من يقوم الْيَوْمَ في بلاد المسلمين بجهاد الطلب، الأمر الذي يجعل الذين يقومون بجهاد الدفع في مقام المدافعين عن بلدانهم والقائمين بحق الدفاع عن أنفسهم، هذا الحق الذي استعملته أمريكا فدمرت دولتين من دول الإسلام: العراق وأفغانستان، ولَم ترقب سِلما عالميا ولا سلاما دوليا، ولَم يستطع مجلس الأمن الذي ترأسه أن يحفظ أرواح النساء والأطفال من أن تحصدهم طائرات رعاة البقر.
إن الوزير التوفيق لو كنّا في بلاد تحترم تاريخها ورجالها وتراثها ودينها لعُزل من منصبه وهو لا يزال في بلاد الإمارات المتآمرة على المسلمين، ولكننا في بلاد المغرب الحزين لا قيمة للإنسان فيه، فلا غرو أن تكون نخبه السياسية لا تقيم لتاريخه ودينه وزنا إلا بالقدر الذي يحقق لها التحكم في عقول الناس، وقتل روح النخوة فيهم.
فحسبنا بعد الله، أن التاريخ يعيد نفسه، وهو من سيخلد اسم التوفيق في سجل العقوق لأمته وتاريخها المجيد، ويرقمه في كتاب العابثين بالدين والتاريخ وثوابت المغاربة.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
يجيب محاربة هذا الشيطان الاكبر باللغة العربية يريد ايطال الجهاد هو ومن معه ولاكن نسى عدو الله ان القران والسنه حفظت كل هذا اما المجرم القبوري الصوفي الضال فهو كالحمار ينهق بما فيه يجيب محاكمة وزير الإيقاف والشؤون القبورية
شكرا جزيلا لصاحب المقال. اما التوفيق واشباهه فهو متأثر بالفكر الخرافي المحرف للاسلام السني الصحيح.وفي نفس الوقت فهو مننظرللاتجاه السياسي الجديد لحكام الخليج ومبارك لسياستهم بالتطبيع مع العدو.
نريد كلاما يساهم في نشر ثقافة السلام لا كلاما زائفا لايقبله ولايقدره سوى من في قلبه زيغ ومرض،وكلام الوزير تدحضه وتنقضه الشواهد،فماذا يريد توفيق أن نرفع أيدينا ولانمارس سلطتنا السيادية دفاعا عن أرضنا وهويتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا،وماقوله أن دولة مثل فرنسا يعترف ويعتذر رئيسها الرجل الشاب الجادّ عن ماضيهاالإستعماري برغبة جادّة منه في التعاون والتواصل والإستقراروالترابط بين دول المتوسط والعالم،ثم ماقوله عن المقاومة الباسلة للشيخ المختارجدّ المرحوم بإذن الله للشيخ حمزة البوتشيشي المداغي القريب من إسلي،والشيخ حمزه والشيخ المختار هم الشيوخ الروحيين للوزيرالتوفيق،وهوأمام هذين الشيخين الجليلين لايتحرّك ولاينبس ببنت شفة وكأنه ميت أمام غساله،والخلاصه أن كلامه محض افتراء تاريخا وبعيد عن الواقع.
أحسن الله إليكم، لا يسعني إلا أن أعزي نفسي و إخواني بأحاديث الصادق المصدوق الذي أخبر بعلامات الساعة و ذكر من بين أماراتها أن تسند الأمور إلى غير أهلها ويخون فيها الأمين ويكذب فيها الصادق وينطق فيها الروبضة التافه الذي يتكلم في أمر العامة. وصدق الصادق المصدوق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
اعتقد ان وجه المقارنة بين مفهوم السلام والاسلام ،لا يحتاج الى اقامة مؤتمر فالاسلام في حد ذاته دين السلم ويعتبره هو الاصل والحرب في حالة الضرورة . هذا من جهة ومن جهة اخرى فالاسلام قد بين كل القيم النبيلة التي تتفق مع الفطرة والعقل الانساني فهو ليس دين امبريالي يريد الاستيلاء على عقول الاخرين وفرض قيمه عليهم كما تفعله الدول المستعمرة ، ولا دين يفرق بين الناس على اساس اللون والعرق بل هو هو دين يرى البشرية سواسية في الحقوق والواجبات يحبب العدل للانسان ويكرهه في الظلم
ولذلك فالاسلام فهو دين سلم مع المسالمين ودين حرب مع من يعتدي على قيمه والاستلاء على خيرات بلاده يرى الحق حقا والباطل باطلا يقدم المصلحة على المفسدة حيث ترى احكامه كلها تحبب المصلحة وجلب المنفعة وتدعو الى ذرء المفسدة
وباالتالي ماقام به اجدادنا تجاه المستعمر يعتبر جهادا من اجل الدفاه عن النفس والدين والعرض والمال