الشيخ عمر القزابري يكتب: عُمَّارُ السَّمَاءْ…!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
يَفِرُّونَ مِنْ صخبِ الدُّنيا.. وسُعارِ الصًِراعات.. أدركوا أن هناك.. بين تلك الجُدرانِ التي تعلوها منارة تناديهم بحالها أنْ أقْبِلُوا إلى حيثُ الارتفاعُ والعِزة.. إلى حيثُ التحرُّر مِن الأغلال والأحمال والأثقال.. إلى حيثُ تلتحمُ الأرض بالسماء.. وتلبسُ النفسُ ثوب السَّناء… فقصدُوا مهبِط الرَّحمات تسُوقُهم أشواقُهم.. وتحمِلهُم قلوبهم.. كلٌّ منهم يتمنى متى يصل لَيَلِجَ إلى قلعة السكينة.. ومأرِزِ الطُّمأنينة…
ما أجْملَهُ مِن منظر.. أنظر إليهم وهم يُسرعون في السَّير.. ويخِفُّون إلى المسجد خُفوفَ الطير.. قد غَشِيتهُم سَكينةُ الشوق.. وفي أحنائهم يتردد صدى حيَّ على الفلاح… قد هبوا رِجالًا وَرُكبانا.. وكيف لا والداعي هو الله… والبيتُ بيتُ الله.. والجائزة: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل…
فيا أيها المُثقلُ بأعباءِ الطِّين.. الغارق في أَوْحالِ نفسك.. قُم مِن رقدتك.. واخرُجْ مِن وهْدتِك.. وانخرِط في القافلة.. فهمُ القوم لا يشقى جليسُهم.. فتلك الخُطوات عند الله بمكان.. تنوير وتطهير.. وتكفير ذنب.. وستر عيب.. فالمُتخلِّفُ عن رَكبِهم مُتخَلِّف.. ومن خالطهُ الحب قام إلى محبوبه ولبَّى النداء.. وصاح من خلف حُجُب الأستار.. لبيك إله الحق.. لبيك وسعديك..
(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر…)..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري