غَزَّةُ.. بعد ما أُنْزِلَ على المَلِكَينِ
د. عادل رفوش
هوية بريس – الأربعاء 20 غشت 2014
جزى الله عني خيراً بلاد شنقيط؛ فقد حفزتنا إلى رُحُبِ الأدب، وسيارةٍ انتشلتنا من غياهب الجب، ولم تبعنا بثمن بخس؛ بل وجدنا فيها الطريف والتليد من تراث المغرب الذي حفظ في كثبانها بعد أن وئد كثير منه في جبالنا وسواحلنا؛ إلا قلة قليلة كانت تُعنى بعلوم العربية كالعلامة الشريف أبو عبيدة المحرزي والأديب الشرقاوي إقبال والخطيب الشاعر العدناني المراكشيين في آخرين رحم الله الأموات وحفظ الله وبارك في الأحياء.
جراء ذلك وغيره؛ كنت معجباً بكتب الاختيارات الأدبية -والاختيار في كل الفنون عَقْلٌ ظاهرٌ لعِلْمٍ خفيٍّ لا يقدره إلا الفحول-؛ كالأمهات الأربع والحماسات والمفضليات والأصمعيات، وقريب منها كتب الاستشهادات؛ كتحفة الأديب للفاسي مخطوطاً، وأبيات الاستشهاد لابن فارس، وأمثالها لثلة من المعاصرين..
ولي كناشة بعنوان: “شهد الاستشهاد” كنت أقتنص فيها ما ينفع لجراب السائح، أو يطيبُ في جؤنة العطار، أو يزود لملئ العيبة حاضراً أو في طول غيبةٍ..
أقلب قديم دفاتري ساعة أتعب من جد فأستريح بمجلة أو نشرة إخبار؛ فإذا بكلمة لملك السعودية -سددنا الله وإياه-؛ يحث العلماء على ترك الكسل ويحضهم على عدم الصمت ويلزمهم بعمل الواجب وقول الحق..
كدت لا أصدق هذه اللهجة: هل العلماء متكاسلون أو متخاذلون أو مفرطون؟!
هل العلماء صامتون أو ممنوعون أو نائمون؟!
هل العلماء مبطئون أو يجهلون أو محجوبون؟!
ثم أي العلماء يقصد؟ وعن أي الفقهاء يتحدث؟؟
وأي واجب ذاك الذي تركوا؟
وما هو الحق الذي يجب عليهم لزومه والصدع به؟؟
أليس فيهم ورثة الأنبياء وأحفاد المجاهدين والمسندين؛ من أمثال القاضي عياض الذي هام بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فصنف الشفا وشرح مسلماً، وقام لله بالقسط في وجه الموحدين وأنكر على عبد المؤمن فما ضره أن بطش به ونفي طريداً ومنع من حج بيت الله وزيارة المصطفى ومات أو قتل في غموض..
فإنه حفظ الحق فحفظه الله به حيا وميتا؛ فما زال الصالحون يحجون عنه ويعتمرون -وقد حججت عنه أسأل الله القبول-، وبه على المغرب يتعرفون. والمضيعون للعلم حقا ثلاثة -وفي أثر ربيعة عند البخاري: “لا ينبغي لمن عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه“-:
1- من لم يعمل به في نفسه.
2- ثم أشر منه: من منع مستحقيه منه.
3- ثم أشر منهما: من لم يصدع بقاذفاته لإزهاق الأباطيل والدفاع عن حرم الدين في وجه المستبدين، وما أقبحهم حين يشترون الضلالة بالهدى؛ ويشترون بكلمات الله ثمناً بخساً قليلاً؛ صمتاً أو إقراراً أو تسويغاً..، {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:78].
فهاؤم انظروا في باب أيلان بمراكش للقاضي عياض شهيداً -بإذن الله- ينعم في روضات الجنان بعد وفاء لبيعة الحق المرابطية؛ لم يثنه لومة لائم ولا هجمة ظالم عن قول الحق؛ رغم فظاعة ما ناله وبشاعة ما كابده وكايده..
ورحم الله العلامة أبا علي اليوسي المغربي لما زاره سنة 1100هـ عرض له جيرانه فقالوا له: “يا سيدي؛ نريد حد حرم أبي الفضل”؟! (الحرم هنا بمعنى: الحرمة).
يعنون من ضريحه إلى حومته حيث داره (درب القاضي).
فقال اليوسي: “المغرب كله حرمٌ لأبي الفضل”.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد!
وقد صَدَّقَ مؤرخ مراكش الصغير الإفراني مقولة: “لولا عياض ما ذكر المغرب”، وقال: “فقد كان مفخرةً من مفاخر المغرب، وآيةً عن جلالة أهله تُعْرِب”. (انظر فهرس الكتاني 2/800).
وغير بعيد عن كلمات ملك السعودية -هدانا الله وإياه مفاتيحَ خيراتٍ مغاليقَ شرورٍ-؛ فاجأني خطاب أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وفقه الله وأعانه على ما فيه رضاه؛ يتساءل في خطاب العرش عن حصاد خمسة عشر سنة؛ ويحمل الجميع مسؤولية الثروة المهدرة والإصلاح المنشود؛ وهو يسأل عن حكمه فيما أبلاه وعن مال بلده وشعبه؛ الذي يعرف من أين اكتسبه ولكن كيف أفناه؟
أين آثاره وعلى من أنفقه؟
فقلت: سبحان الله؛ هؤلاء قادة العالم الإسلامي يطلبون من الأمة ومن علمائها؛ بذل النصيحة وكشف الحق والعدل؛ وترك الكسل باسم الحذر، والصمت باسم الحكمة؛ والتولي عن الزحف وعن التحديث بالغزو باسم طاعة الولاة ووَهَمِ الخوارج..
فسبحان من أنطقهما حتى لا يبقى للمتسترين خلف الأوهام أكمة تعفيهم؛ للتحلل من واجب قول الحق والصدع به حمايةً بعدول العلم من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين..
وإنَّ هذا لعمرو الله لهو السياسة الحق وجهاد الصدق الذي نقصد، وإليه نسعى ونحفد، وحوله ندندن ونُدِين..
وحتى أخلص للمبرة بالتبري من معرة المعري، وألزم بعض الحق تجاه ما أُنْزِلَ على المَلِكَيْنِ بالرياض وبالرباط أصلحهما الله وأصلح بهما؛ رجعت إلى نفسي وقلت هذه زُبُرٌ من قديم دفاتري؛ سأضمنها بعض ما انتقيت من حكيم القول مما يناسب هذه المصارحة الملكية والجرأة السلطانية تجاه الشعوب ونخبها؛ وما تعانيه أمتنا وبالأخص منذ اضطهاد رابعة مصر واستبداد الانقلاب؛ إلى مذابح غزة التي نقابلها واحسرتاه بالكبسة في المشرق والكسكس والطناجي في المغرب!
إلا من رحم الله وقليل ما هم..
أقول في كناشتي البالية:
“..اعتلى حسان منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتله في حياة المصطفى سواه كما لم يدخل محرابه غير أبي بكر؛ فاستحق حسان بجهاد لسانه المنبعث من صدق إيمانه أن يكون في منزلة تجعله بمثابة أبي بكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنها لمنقبة وأي منقبة؛ جلبت عفو الصدِّيق عنه في حادثة الإفك محبة في عفو الله: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور:22].
وكذلك فعلت أُمّنا الصديقة عائشة رضي الله عنهم أجمعين: “إنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”؛ عن إسلامه عن أصحابه عن حرماته ومقدساته..
فكان إماما من أئمة النضال عن الحق باللسان وبالأقلام؛ كما ينافح بالأنفس والأموال..
والرابط دوما هو وجوب المنافحة والمشاعر الصادقة التي تجعل الاعتصام بهذا الدين لا ينفك عن عقل رشيد وعن علم سديد وعاطفة جياشة وهمة تواقة ودعوة صادحة صادعة صادقة..
وما زال سحر الكلمة وبيان الحكمة باباً من أبواب الجهاد؛ لولا شرذمة ناتئة ظهرت تزهد في العربية وعلومها؛ وتلمز فنون الشعر وسابغات دروعه؛ وليتهم إذ لم يقرؤوا للطوفي كتابه الفذ: “الصعقة الغضبية على من أنكر علوم العربية”؛ لكي يتمكنوا من معرفة فظاعة إعاقتهم في تكلس أذهانهم؛ أن ينظروا لاهتمام أعدائهم حتى قال ربنا عنهم: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب:19].
وما زال هذا الأمر ديوانا يدعم دواوين الوحيين، ويسند تاريخ المسلمين في شتى المواقع والمنازل:
قال ابن دُوَسْتْ (جمع ما لم يجمع ق39):
يا طالب الدين اجتنب سُبُلَ الهوى….كي لا يَغُولَ الدينَ منك غوائلُ
الرفض هُلْكٌ واعتزالك بدعة….والشرك كفر والتفلسف باطلُ
وقال المعري:
مقالات من كاد دين الإله….فنال بحيلته ما ابتغا
عليك سبيلَ الهدى واطَّرِحْ….مقالةَ من كاد حين ارتغا
ويقول:
لا تعش مجبرا ولا قدريا….واجتهد في توسط بينَ بينا
وذكر النسفي في القند (ص389) قول البرَقي:
مذهبي مذهبُ الجماعةِ….والسنةِ والحقُّ مرادي
ويقول المكيالي يرثي الكرخي (المدارك 4/711):
حافظ للكتاب يعنيه منه….رافداهُ التنزيل والتأويلُ
قائم في الدجى حليف صلاة….من سنا وجهه عليها دليلُ
زانه العقل والحصافة والرأي….وحسن البيان والتحصيلُ
وعفافٌ يثنيه عن موقف الشك….إذا أطلق العِنانَ الجهولُ
ويقول العقيلي:
يا ذا الذي حَمَّله جهله….من المعاصي فوق ما يقوى
البس من التوبة ديباجةً….معلمةً بالنسك والتقوى
واعلم بأن لست ترى ناجياً….إن لم تطع من يعلم النجوى
وقول أبي العلاء:
متى ما فعلت الخير ثم كُفِرْتَهُ….فلا تأسفن إنَّ المهيمنٓ آجِرُ
وأما إذا جئت إلى شعر الحماسة والإباء؛ والعزة والنضال والكرامة والجهاد؛ فتلك مادة العربية شجاعةً؛ وعروق شريعة الإسلام نجدةً؛
وما أحوجنا في زماننا هذا لما يحيي رميمَ العزائمِ فينا؛ حتى لا تندرس المعالم ولا تموت القلوب وتهون النفوس وبالأخص حين تتكاثر أسباب التخاذل والتثاقل والتقاتل؛ يقول ابن المرزبان:
تجنب شرار الناس واصحب خيارهم….لتحذوهم في جل أفعالهم حذوا
فإن لأخلاق الرجال وفعلهم….إلى غيرهم عدوى توافيهمُ عدوا
ويقول المعري:
والظلم يمهل بعض من يسعى له….ومحل نقمته بنفس الظالم
وأخو الحجا أبدا يجاهد طبعه….فتراه وهو محارب كمسالمِ
ويقول البستي:
عليك بالعدل إن وليت مملكة….واحذر من الجور فيها غاية الحذر
فالعدل يبقيه أنى احتل من بلدٍ….والجور يفنيه في بدو وفي حضر
يقول ابن حيوس يحث المسلمين:
أأنصار ملة خير الورى….أترضون للحق أن يهتضَمْ
فجودوا بأنفسكم إنما….يصانُ الوشيجُ لكي ينحطِمْ
وكيف يخاف الردى معشرٌ….إذا عطب المرء منهمْ سَلِمْ
وقوله:
أنت الحسام الذي ما سل يوم وغىً….إلا أتاح حماماً أو أباحَ حِمَا
إذا رأى مذهباً لله فيه رضىًٰ….ودونه النارُ أو حَدُّ الظبا اقتحما
ويقول المتنبي:
أخو غزوات ما تُغِبُّ سيوفه….رقابَهُمُ إلا وسيحانُ جامدُ
فأنت حسام الملك والله ضاربٌ….وأنت لواء الدين والله عاقدُ
ويقول ابن هانئ الأندلسي:
كانت ملوك الأعجمين أعزة….فأذلها ذو العِزّٓةِ الأَبَّاءُ
في اللهِ يسري جودُهُ وجُنُودُهُ….وعديده والعزم والآراءُ
ويقول ابن مرداس:
وما رد كيد الروم خلق سواكُمُ….ينيل إذا لم يبق من دونهم رَدُّ
فلولاكُمُ لم ينههم عن حريمنا….وعن حرمة الإسلام جمعٌ ولا حشدُ
ولله در أبي فراس:
ولم أرع للنفس الكريمة خلة….عشيةَ لم يعطف علي خليلُ
ولكن لقيت الموت حتى تركتها….وفيها وفي حد الحسام فلولُ
ومن لم يُوَقِّ اللهَ فهْو ممزقٌ….ومن لم يُعِزَّ اللهَ فهو ذَلِيلُ
وقول غنيم:
ويح العروبة كان الكون مسرحها….فأصبحت تتوارى في زواياه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد….تلفيه كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها….وبات يحكمنا شعب ملكناه
وقول محمد القاضي:
تحول عنا الملك لما رجاله….أذلوا جبين الحق فيه وضيعوا
وقول الرندي:
وللمصائب سلوان يهونها….وما لما حل بالإسلام سلوانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعظةٌ….إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه….أبعد “حِمْصٍ” تغر المرءَ أوطانُ
كم يستغيثُ صناديد الرجال وهم….أسرى وقتلى فلا يهتز إنسانُ
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم….وأنتم يا عباد اللهِ إخوانُ
وقول الآخر على لسان الصغير الأندلسي:
أسلمت قودي لأعدائي فما انتهضوا….إلا لتدمير أمجادي وإسلامي
حتى غدوت ووجه الأرض يلفظني….بغضاً؛ وتسود كالغربان أيامي
وقول شوقي يبكي عهود الخلافة:
عهد الخلافة فِيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ….عن حوضها بيراعه نَضَّاحِ
حُبٌّ لذات اللهِ كان ولم يزل….وهوىًٰ لذات الحق والإصلاحِ
إني أنا المصباح لست بضائعٍ….حتى أكون فراشة المصباحِ
ويقول العظم عن حرم القدس المقدس:
أنا للقدس خافقي ووريدي….وحياتي ومهجتي ووُجُودي
وعلى القدس قد قصرت حديثي….وقوافي شعري وبيتٓ قصيدي
إنها الجنة تبتغي ثمناً….عَزَّ إلا من شرايين الشهيدِ
وقوله:
إنما الأقصى عقيدهْ ….فافتدوا تلك العقيدهْ
إنما الأقصى عقيدهْ….أين من يحمي حدودهْ
وقول عدنان النحوي:
فيا أيها الأقصى أنينك موجعٌ….حنينُكَ أصداءُ العصورِ الغوابرِ
ألا رجلٌ تهتز منه إباءةٌ….وتغضب للرحمن نخوة باترِ
وقول العشماوي:
مليون توقيع وأمتنا….خَطٌّ وأشعارٌ ومؤتمرُ
والقدس يشرب ألف ملعقةٍ….من قسوة الباغي ويحتضرُ
إنا نقول وفي مشاعرنا….بركانُ ثأرٍ سوف ينفجرُ
حتامَ نشكو حال أمتنا….لعدوها؛ والطرف منكسرُ
مليون توقيع سنرفعها….لله؛ منه العونُ والظفرُ
وقول الشاعر الحسن:
ارسم بشعرك أمجاداً لموطننا….قد يبلغ الشعر ما لا تبلغُ السورُ!!
يا قوم صهيون إن الدهر ذو دولٍ….وليس يجحد ذا سمعٌ ولا بصرُ
حتى حجارتنا الخرساء تطحنكم….فكيف أنتم إذا ما استنطقَ الحجرُ
ومنتهى الأمر في أخراكم سقرٌ….ونحن في هذه الدنيا لكم سقرُ
وقول الآخر ناثراً:
وهناك في بعض الجهات، يغفو الولاة..
يغفو الولاة على سرير الطيبات..
كل يجالس عجله الذهبي، يسأله صكوك المغفرة حيناً ويغفو كالصنم؛ ما بينهم ليوم الكريهة خالد أو معتصم؛ إن الولاة مزيَّنونَ بالحلمِ؛ رغم هتك الأعراضِ رغم المجازر يغفون؛ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
يا أرض أندلس سلاماً..
ما عدت وحدك جمرةَ الذكرى؛ سلاما..
ومما ذكر في النجوم الزاهرة (5/151):
أمور لو تأملهن طفل….تطفل في عوارضه المشيبُ
أتسبى المسلمات بكل ثغر….وعيش المسلمين إذا يطيبُ
فقل لذوي البصائر حيث كانوا….أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا
ويقول شيخنا العلامة الحافظ الإمام المرابط ابن عدود رحمه الله وهن من عواتق قريضه:
أولاهن ألقاها ببغداد في مؤتمر علماء المسلمين…
علليني من علمك المخزونِ….لا تريني دُوناً فلستُ بدونِ
أيها المسلمون هبوا فلبوا….دعوة القدس بالحروبِ العونِ
لا تغرنكم مواعيدُ سِلْمٍ….أي غر يغتر بصهيوني
لا تظنوا أَنَّ يهوداً تُسْلِمُ ما….احتلتْ من الأرض دون حربٍ طحونِ
إنها القدس أمكم فاحفظوها….حِفْظَ بَرٍّ حقوقَ أمٍّ حنونِ..
ويقول قديما في داليته الشهيرة:
أيها النائمونَ ماذا الرقادُ….غركم من كيسنجرَ التردادُ
صار في الشرق مثل عارضة….الأزياء منهن طارفٌ وتلادُ
كل يومٍ في السوقِ يعرضُ حلاًّ….تصفوياًّ تضيعُ منه البلادُ
أيها الجانحون للسلم مهلاً….لا يرد البلادَ إلا الجلادُ
أيها الراكعون للحل بالواقعِ….أين الإيمانُ أين الجهادُ
أيـن ثـوارنـا الألـى أورثـونا….مجدهم؛ هل تضيع الأمجادُ
رفـعـوا رايـةَ الجهـادِ وساروا….فعليهم تقطع الأكبادُ
نحن في إثرهم وإن عز نصرٌ….وتمادى من الـعـدوِّ الـعـنادُ
إنها ثـورةٌ إلى الـنصر عـيـشي….يا فلسطينُ أنت أنت المَعَادُ
ولله در أخيه (فقد كان دائم التباحث وكبار الأمة وعلى رأسهم ابن باز والقرضاوي وقد رثى شيخُنا عدود شيخَنا ابن باز؛ وكان يشق عليه أن يرثي يوسف بعده فاخترمته المنية قبله رحمهم الله جميعا…) العلامة الإمام القرضاوي بارك الله للأمة في جهاده واجتهاده…
إذ يقول في نونيته الشهيرة:
تالله ما الـطـغــيـان يـهـزم دعـوةً….يوماً؛ وفي الـتـاريـخِ بِـرُّ يـمـيـنـي
ضع في يديَّ القيد، ألهب أضلعي….بالسوط، ضع عنقي على السكينِ
لن تستطيعَ حصار فكري ساعةً….أو نـزع إيـمانـي ونـور يـقــيـنـي
فالنور في قلبي؛ وقلبي في يَدَيْ….ربـي؛ وربـي ناصـري ومعـيـني
سأعيشُ معتصماً بحبل عقيدتي….وأمـوتُ مبتـسـماً لـيحـيـى ديـنـي..