بعد فضيحة ساحل العاج العماري يحاول استغلال شعبية نهاري وخطبته حول احتفالات رأس السنة الميلادية
هوية بريس – عبد الله مخلص
في تدوينة له هاجم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خطيب الشرق المشهور عبد الله نهاري، ولم يجد إلياس العماري ما يثير به الرأي العام ويلفت به الأنظار هذه المرة سوى خطبة قديمة للشيخ نهاري يرجع تاريخ نشرها إلى 24 فبراير 2011، أي إلى قرابة سبع سنوات تقريبا، أيام كان نهاري خطيبا بمسجد الكوثر بمدينة وجدة.
العماري حاول أن يستفيد من بعض أخطاء الماضي، وألا يُظهر هذه المرة عداء ظاهرا للعاملين في المجال الدعوي، من مثل تصريحه المثير للصحافة، مباشرة بعد توليه منصب الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة في 2016، “جئنا لمحاربة الإسلاميين دفاعا عن المسلمين”، وحاول إلياس هذه المرة أن ينتهج سياسة تقطار الشمع والتهديد المبطن..
فبعد أن كرر أسطوانة أن أباه كان فقيها وجده كذلك، انتقل الرفيق إلياس إلى انتقاد طريقة نهاري في الخطابة، ثم إلى انتقاد موضوع خطبته القديمة حول الاحتفال برأس السنة الميلادية، والتي حاول العماري تحليلها بمنطق مخابراتي ومرجعية بعيدة عن الدين والتاريخ والعقل.
مستنكرا على الشيخ نهاري بقوله: “كيف تفتي، يا شيخ، بتحريم أعياد الميلاد، وتكفير من يحتفل بها من المسلمين وغير المسلمين. بل رميت بالكفر الممارسين للبيع والشراء في هذه الاحتفالات”.
ومحرضا أيضا ضد الخطيب المقال من طرف وزير الأوقاف أحمد التوفيق في نفس سنة الخطبة المذكورة 2011 بقوله: “حين يستمعون لفتاوي شيخ من رتبتك يكفر كل من يتعامل مع أعياد الميلاد، ولو بإرسال تهاني العيد، للسقوط في خطر الجهاد المادي العنيف ومحاربة من تنعتهم بالكفر بالعنف والسلاح”. وأضاف “اسمح لي أن أسألك. ألا ترى، اليوم، أن خطبتك عن عيد ميلاد السيد المسيح هي دعوة إلى ممارسة العنف؟” اهـ.
لا يحتاج المتابع الرجوع إلى خطبة نهاري ليتأكد هل كفر أو لم يكفر من يحتفل برأس السنة، وهل أخرج من الإسلام الممارسين للبيع والشراء في هذه الاحتفالات أم لم يخرجهم، لأنه وبكل وضوح لن يجد تكفيرا على الإطلاق، وإنما سيجد حرمة، والتي ترادف عند الرفاق المنع من الاستمتاع بما لذ وطاب من مشروبات كحولية وسهرات غنائية ولحوم بشرية وغير ذلك مما يعرفه معظم المغاربة.
العماري، كشأن كل رفاق البام المعادين لابن تيمية، والذين رفعوا قبيل الانتخابات 07 أكتوبر شعار: (عدم التصويت لابن تيمية والتصويت بكثافة للديمقراطية)، لم يفلت هو الآخر إيراد اسم شيخ الإسلام ابن تيمية في تدوينته، وكتب بلغة تقطار الشمع كما سبق وقلت: “سمعت عن ابن تيمية وقرأت عنه ما تيسر. لقد كان عالم زمانه، وأفتى في كثير من الأمور. لم تكن في زمانه، كما هو الشأن اليوم، لا فنادق ولا مطاعم كبرى، ولا كهرباء ولا طائرات ولا طرق سيارة. فقد أفتى الامام ابن تيمية، سواء أصاب أو لم يصب، لناس ينتمون إلى زمانه وبيئته”.
الحقيقة أنه لا ابن تيمية يعجبهم، ولا مذهب السادة المالكية يقنعهم، ولا حتى كل فقهاء القرن يعتدون بهم، فالدين عندهم، كشأن باقي مجالات الحياة الأخرى، متجدد ومتطور ومتغير لا يعرف الثبات، وما كان محرما بالأمس لا يعني بالضرورة -عندهم- أنه محرم اليوم.
لذلك فأقوال المالكية من مثل:
“كره مالك الركوب معهم (يعني النصارى) في المراكب التي يركبون فيها لأعيادهم لما يخاف من نزول السخط عليهم.
وكره ابن القاسم أن يهدي المسلم للنصراني في عيده مكافأة له، وقال: هذا عون على تعظيم عيده وكفره، ولا يباع شيء منهم من مصلحة عيدهم لحم ولا إدام ولا ثوب ولا عارية دابة.
قال مالك وغيره: وينبغي للإمام الزجر عن ذلك” (النوادر والزيادات 4/368-369).
لا تعدو مثل هاته النقول أن تكون عند إلياس ورفاقه نصوصا تراثية لم تعد صالحة لزمان سادت فيه العلمانية وغزا فيه الغرب العالم كله بمنظومته المادية الإلحادية.
ظاهر أنه عقب الزلزال الذي أصاب قواعد البام، بعد انتخابات 07 أكتوبر 2016، واستقالة إلياس العماري مباشرة بعد الخطاب الملكي بتاريخ 29 يوليوز 2017، الذي وبخ فيه الملك الأحزاب بسبب تراجعها عن القيام بدورها وفقدانها للمصداقية والوطنية..
وبعد الصراع الداخلي للمنتمين لحزب الجرار والذي بلغ حد التخوين والاتهام بالاغتناء غير المشروع، وسرقة الحزب من طرف “قراصنة حولوا ركاب السفينة -أي مناضلي الحزب والنواب البرلمانيين ومنتخبيه- إلى رهائن لديهم” وفق ما سبق وصرح به الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة حسن بنعدي..
وبعد عودة العماري إلى قيادة الجرار من جديد نهاية أكتوبر المنصرم، فإن هذا الأخير بات يحاول لفت الأنظار بكل الطرق، ولم يكن آخرها مرافقة المنتخب الوطني في نفس الطائرة التي أقلته من ساحل العاج، والتقاط الصور رفقة اللاعبين بعد الفوز وقبله.
وها هو اليوم، إلياس يحاول استغلال ظرفية السنة الميلادية للظهور على حساب خطيب غيور متميز طاله الإقصاء من وزارة التوفيق، وها هو اليوم يعاني الإقصاء نفسه أو أشد منه من أعلى رأس في هرم البام.
أكيد أن العماري الطامح إلى الظهور على حساب سمعة الشيخ عبد الله نهاري، لم يحسب هذه الخطوة حسابا جيدا، لأن المكسب الذي ستحققه تدوينته هو الرفع من نسبة متابعة خطبة الشيخ نهاري حول الاحتفالات بالسنة الميلادية على اليوتيوب، وبعدها لن يحتاج نهاري للرد على إلياس العماري وإنما إلى شكره فحسب.
خطبة الشيخ عبد نهاري حول الاحتفالات بالسنة الميلادية:
اعلم أيها المسلم- وفقك الله لكل خير-:
أنه لا تجوز مشاركة النصارى والاحتفال معهم في عيد الكريسمس أو في غيره من أعيادهم؛ وذلك للأدلة التالية :
أولاً :
قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور . وإذا مروا باللغو مروا كراماً } [ الفرقان : 72] .
والزور : أعياد المشركين
عن أُم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما كان يصوم من الأيام ويقول :(( إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم )) [ أحمد والنسائي ] .
النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مخالفة اليهود والنصارى -لا سيما يوم عيدهم- فهل الذي يحتفل معهم ويهنئهم مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم أم أنه مخالف له ؟!! فمن كان متأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم فليبغض مشاركتهم في أعيادهم وليخالفهم فيها .
سؤال صغير وبسيط : هل يحتفل النصارى معنا برأس السنة الهجرية لنحتفل معهم برأس السنة الميلادية ؟؟ نحن أمة التابعين وتابعي التابعين من السلف الصالح ولكن مع الأسف اصبحنا تابعين للغرب وتابعيهم في المغرب العماري الذي جاء لمحاربة الإسلاميين هل تنتظرون منه غير التبعية لخصوم الإسلاميين
نحي الشيخ النهاري
تحية تقدير و احترام للشيخ النهاري و غيره من المسلمين الغيورين الأمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر رغم كثرة الأعداء و تكالبهم على الإسلام والمسلمين