د. البشير عصام: ثلاث فوائد على ذكر «الأرنبات».. لكي لا يخلوَ عبثنا من فائدة..
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 17 شتنبر 2014
بعد انتشار فيديو الفتاة الصغيرة الذي اشتهر باسم “الأرنبات”، وما تلاه من ضجة في مواقع “التواصل الاجتماعي”، كتب الشيخ الدكتور البشير عصام المراكشي في صفحته على “الفايسبوك” تعليقا على الموضوع، منشورا قيما جمع فيه بين التوجيه والإفادة، وجعله ثلاث فوائد هي:
فائدة صرفية:
وزن أفعل إن كان صفةً جُمِع على فُعْل، تقول: حُمر وشُهب في جمع أحمر وأشهب.
أما إن كان اسما فلا يجمع إلا على أفاعل، مثل أبارق وأرانب في جمع أبرق وأرنب.
أما إن سُمي به فإنه يجوز جمعه جمع سلامة، كما يجوز التكسير مراعاة للأصل. فلو أن رجلا سمّي بأرنب، لجاز أن نقول في جمعه أرنبون، ولو سميت به امرأة، لجاز أن نقول أرنبات.
أما الأرنبة التي هي طرف الأنف فجمعها أرنبات.
فائدة أدبية:
اللحن قبيح من الأديب الفصيح، والخطيب المصقع، لكنه قد يكون ظريفا مستملحا إن صدر عفوَ البديهة من الصبيان والنساء.
قال إمام الصنعة في ”بيانه وتبينه”:
(ثم اعلم أن أقبح اللحن لحنُ أصحاب التقعير والتقعيب والتشديق والتمطيط والجهورة والتفخيم. وأقبح من ذلك لحن الأعاريب النازلين على طرق السابلة وبقرب مجامع الأسواق. ولأهل المدينة ألسنة ذلقة وألفاظ حسنة وعبارة جيدة، واللحن في عوامهم فاش، وعلى من لم ينظر في النحو منهم غالب. واللحن من الجواري الظراف ومن الكواعب النواهد ومن الشواب الملاح ومن ذوات الخدور الغرائر أيسر، وربما استملح الرجل ذلك منهنّ ما لم تكن الجارية صاحبة تكلف..).
وما زال الناس يطربون للحن الأطفال، ويستسيغون سماعه، بل يسجلونه إلى أن يكبر الطفل فيخبرونه بأقوال صباه!
فائدة اجتماعية:
كثرة النقد والاستهزاء بالآخرين ليست ظاهرة صحية، بل هي تنم في الغالب عن أمراض مستحكمة في النفوس.
والسعيد من اشتغل بعيوبه عن عيوب الناس، وعمّر أوقاته بالتعلم والتعليم، والإفادة والاستفادة، واتعظ بأخطاء غيره فاجتنبها، وابتهج بإحسان غيره فحرص على نظيره.
والله الموفق.