لحسن الداودي: إشكالية البطالة مرتبطة بالنمو الاقتصادي وليس بالجامعة
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 30 شتنبر 2014
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن إشكالية البطالة مرتبطة بالنمو الاقتصادي وقدرة الحكومة على خلق مناصب مالية وليس بالجامعة.
وأوضح الداودي، خلال ورشة وطنية حول تشغيل الشباب نظمتها كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه “لا يمكن القول حاليا إن الجامعة تنتج البطالة”، متوقعا أن تزداد نسبة هذه الأخيرة ما بين سنة وأخرى “ما دام الاقتصاد الوطني لا يعرف نموا مضطردا بمستوى 7 إلى 8 في المئة” سنويا.
وحسب “وكالة المغرب العربي للأنباء”، فقد اعتبر الوزير أن البطالة، التي وصفها بأحد أكبر الإشكاليات التي يواجهها العالم حاليا والتي “أرهقت الجميع” من سياسيين وباحثين، تشمل مختلف الدول بنسب مختلفة، مبرزا أن المغرب لا يسجل أكبر نسبة بهذا الخصوص.
وأوضح في هذا الصدد أن نسبة حاملي الشهادات العاطلين عن العمل تصل إلى 57 في المئة بإسبانيا و35 في المئة بإيطاليا و25 في المئة بفرنسا، مشيرا إلى أن هذه المعطيات لا تعني أن جامعات هذه الدول دون المستوى بل يكمن المشكل بالتحديد في الجانب الاقتصادي.
ومن جهته، قال الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني عبد العظيم الكروج إن إشكالية التشغيل تكتسي أهمية استراتيجية بالمغرب، معتبرا أن مستقبل هذا الأخير وثروته الحالية والمستقبلية ترتبط ارتباطا وثيقا بالرأسمال البشري، داعيا إلى التفكير في كيفية استغلاله من أجل خلق أقصى ما يمكن من الثروة وضمان النهضة الاقتصادية والاجتماعية.
منظومة التربية والتكوين تضطلع بمهمة تحويل الرأسمال البشري إلى ثروة
وأشار إلى ان منظومة التربية والتكوين هي التي تضطلع بمهمة تحويل هذا الرأسمال البشري إلى ثروة، مطالبا المقاولات بالعمل، من جهتها، على التفكير في السبل الكفيلة بالرفع من معدلات إدماج الشباب والاستجابة لمختلف الانشغالات المطروحة على هذا المستوى.
أما الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ادريس الكراوي فقد أكد انه يتعين على المغرب رفع العديد من التحديات لتعزيز تشغيل الشباب وإدماجهم، موضحا أن الأمر يتعلق بالتحديات الديمغرافية ونظيرتها الاقتصادية.
وسلط الضوء على الضغط الذي يفرضه تزايد عدد الساكنة النشيطة على سوق الشغل، فضلا عن عامل الهجرة القروية نحو المدن (حيث يغادر سنويا نحو 180 ألف شخص قراهم نحو المدن)، وأضاف في هذا السياق أن أعداد النازحين القرويين نحو المدن تقدر، في غضون العشر سنوات القادمة، بأكثر من 7 ملايين شخص.
وأضاف أنه في ما “لا تخلق مجمل قطاعات النشاط الاقتصادي، في المتوسط، سوى 138 ألف منصب شغل سنويا (من 2000 إلى 2013)”، فان عدد الباحثين عن فرص عمل بسوق الشغل وصلت حوالي 650 ألف شخص من ضمنهم 200 ألف من فئة غير الممدرسين (15 عاما وأكثر).
وتبحث هذه الورشة، التي تنظمها كلية علوم التربية و”مشروع تومبيس لوجيك”، العديد من المواضيع تندرج في محوري “معادلة الشباب والعمل” و”حكامة سوق الشغل”، وذلك بمشاركة أكاديميين وخبراء من المغرب والخارج.