انتقادات لليوسفي ولكتابه بنقص الجرأة والشجاعة في كشف الماضي ومعالجة الحاضر
مصطفى الحسناوي – هوية بريس
تعليقا على مذكرات اليوسفي، قال محمد بن سعيد آيت إيدر، الزعيم اليساري وأحد رموز الحزب الاشتراكي الموحد المعارض، في تصريح لموقع “هسبريس”، إنه لم يقرأها بعدُ ليحكم عليها، لكنه لفت إلى أنه “ما دام مبارك بودرقة هو من قام بإعداد الإصدار، فيمكن أن لا تتطرق لجميع الحقائق التاريخية وما صاحبها من توترات وأحداث”.
وعبر آيت إيدر، عن استيائه من عدم تخصيص الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، خلال حفل توقيع مذكراته، جزءاً من كلمته للحديث عمّا يجري اليوم في المغرب، خصوصا على مستوى القضايا المتعلقة باحترام حقوق الإنسان.
من جهته قال الصحافي نور الدين لشهب أن كتاب اليوسفي كان مخيبا للآمال وأنه كان دون السقف والأفق المطلوب، وكتب لشهب في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، قائلا:
“باختصار شديد وبكل صراحة: مذكرات اليوسفي خيبت أفق انتظاري، نصف قرن من السياسة لعبد الهادي أبو طالب أبلغ وأعمق، مذكرات ايت ايدر والدكتور الخطيب على سبيل المثال أحسن بكثير، بل إن المجهود الذي قدمه محمد لومة في كتاباته عن شيخ العرب والفقيه البصري وعبد الله ابراهيم أكثر بل اعظم ما قام به بودرقة حول تجربة الانصاف والمصالحة وفيما جرى مع مذكرات اليوسفي”.
وفي تدوينة أخرى منفصلة قال نور الدين لشهب:
“تمنيت لو تحدث اليوسفي عن برنامج صوت التحرير الذي كان يذاع من ليبيا القذافي الذي كان يتحدث عن الثورة التي هي على أبواب الرباط بينما “أبطال بدون مجد” كما كتب بنونة تبخروا يوم 3مارس عام 1973 في جبال الأطلس في عز البرد والثلج… تمنيت لو تحدث عما كان يجمعه مع القذافي الذي جاء بانقلاب على الملك السنوسي وحرم وجود احزاب تتناوب على الحكم بمنهجية ديمقراطية”.
وأضاف: “حين كان اليوسفي مع الثوار في ليبيا يهددون الحسن الثاني رحمه الله ببرنامج صوت التحرير من طرابلس رد عليهم الملك ببرنامج “صوت الحق” من “هنا الرباط إذاعة المملكة المغربية”.
وختم نور الدين لشهب تدوينته بالقول: “هذا تاريخ السي عبد الرحمن اليوسفي او قل هو تاريخنا نحن المغاربة ويجب ان نقبله بأحلامه واوهامه وحقائقه وأخطائه”.
الباحث إدريس الكنبوري قال أيضا في تدوينة له:
“لم أطلع بعد على مذكرات عبد الرحمن اليوسفي؛ قرأت ما تسرب منها والملف في مجلة تيل كيل، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك لأنني منذ البداية أعرف أن مذكرات السياسيين عندنا هي خطبة سياسية لكن تكون مطولة هذه المرة”.
وأضاف الكنبوري: “قصة التناوب معروفة بنسبة كبيرة وما تبقى منها لم يعد مهما اليوم، لكن ما هو غير معروف لدى الكثيرين تحولات الناس داخل الحزب، انقلاباتهم، الدسائس السياسية، تحميل المسؤوليات”.
وتابع: “ليس مطلوبا من صاحب المذكرات أن يكون جريئا إلى درجة الحمق، فهذا أمر يقر به العقلاء، لكن ليس من المعقول أن يترك جميع الملفات مغلقة، خاصة تلك التي كان قريبا منها، وأن يكون جريئا تجاه الدولة جبانا تجاه حزبه، ما قد يقال عن الدولة في المذكرات وعن الحسن الثاني لم يعد نافعا، فقد قيل ما يكفي وزيادة بعد رحيله وبجرأة عالية أحيانا، لذلك لم يعد هذا الأمر مغريا. ما هو مطلوب هو ممارسة النقد الذاتي وفتح الإضبارات”.
وختم التدوينة بالقول: “لا يمكن لرجل سياسة يمر من دهاليز السلطة ويكون جزء منها ثم بعد ذلك يتكلم وكأنه ليس شريكا. لهذه الأسباب وسواها مذكرات السياسيين عندنا تشبه السياسة عندنا، فيها كل شيء، إلا الحقيقة”.