مبادرة «الرائد لتنظيف المساجد»
هوية بريس – رضوان السنوسي
السبت 04 أكتوبر 2014
ببعض أحياء مدينة فاس يقطن أعضاء مبادرة“الرائد لتنظيف المساجد“، الذين اتخذوا لمشروعهم الخيري شعار: “بيوت الله أجمل“؛ إنها مبادرة تهدف إلى تنقية بيوت الله تعالى مما يعلق بزرابيها من أتربة وأوساخ، بل تهدف قبل ذلك إلى استقطاب الشباب وتدريبهم على الريادة والقيادة وخوض غمار المشاريع الهادفة والنافعة.
المبادرة كانت فكرة فردية لتختمر بعد ذلك وتنتج مشروعا خيريا يضم الآن حوالي أربعين عضوا منهم طلبة في تخصصات مختلفة، وعمالا في مهن متباينة، والعدد في تزايد مستمر ولله الحمد.
عبد المؤمن الطالب بكلية الشريعة والرئيس المنتخب للمبادرة يقول: إنه لا مانع من إضافة أعداد أخرى ما دام العمل لوجه الله تعالى شريطة احترام الهيكل التنظيمي والقوانين الداخلية.
وعن طريقة تسيير الشأن المالي يتحدث عثمان الرسام المعماري والأمين العام للمبادرة قائلا: إن نسبة 80% من مجموع المصاريف يتكفل بها أعضاء المبادرة في حين أن الباقي عبارة عن مساهمات المحسنين، حيث يجمع المال على رأس كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لشراء أدوات التنظيف ومستلزماته.
المبادرة تسير شأنها الداخلي وفق طريقة تشاورية ديموقراطية سواء من حيث اختيار الأعضاء المسؤولين أو من حيث القيام بأي عمل صغيرا كان أو كبيرا، كما يقوم المسئول الإعلامي بالتنسيق بين الأفراد عبر مختلف وسائل الاتصال بما في ذلك صفحتهم الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” التي تتضمن المواعيد والصعوبات وكذا الشكر على كل المجهودات وكل خبر جديد.
أما العراقيل فيخبرنا رئيس المبادرة قائلا: إن هناك من الموظفين المكلفين بهذه العملية من يستغل هؤلاء الشباب في حين أن المبادرة خلقت من أجل المساجد التي لا يوجد بها مكلف يقوم بهذه المهام، إضافة إلى شح الماء في بعض المساجد وصعوبة الحصول على الموارد المالية لشراء المستلزمات خاصة وأن أغلب الأعضاء من الطلبة الذين ليس لهم دخل قار.
وتبقى ارتسامات الأعضاء معبرة عن الفرح والسرور والارتياح إذ أن هذه الصعوبات لا تكاد تذكر أمام الشعور الوجداني والسمو الروحي الذي يحركه الإيمان بالوعد النبوي “مَنْ أَخْرَجَ أَذًى مِنْ الْمَسْجِدِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ” ( ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري) ، لهذا يأمل محمد الطالب بشعبة الفلسفة أن تتسع مثل هذه المبادرات الشبابية لتشمل المغرب كله إذ أن الرجال لا يصنعون إلا في المساجد وفي مثل هذه المبادرات الخيرية ورحم الله العلامة يوسف القرضاوي حيث عبر عن ذلك بقوله:
لا بد من صنع الرجال…ومثله صنع السلاح
وصناعة الأبطال علم…في التراث له اتضاح
ولا يصنع الأبطال إلا…في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في…ظل الأحاديث الصحاح
في صحبة الأبرار ممن…في رحاب الله ساح
من يرشدون بحالهم…قبل الأقاويل الفصاح
وغراسهم بالحق موصول فلا يمحوه ماح
من لم يعش لله عاش…وقلبه ظمآن ضاح
وعن مثل هؤلاء أخبرنا الحق سبحانه بقوله “نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى“.