محامي يعتدي على صحافية، والريسوني يحتج ويستنكر المسرحية التي تلتها
هوية بريس – عبد الله المصمودي
استنكر الصافي سليمان الريسوني اعتداء أحد المحامين اليوم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء على صحافية من موقع “شوف تيفي”، والطريقة التي تم بها احتواء المشكلة، دون أن تستثمر الحادثة من طرف الصحافيين الحاضرين لردع المعتدي وأي شخص مستقبلا من التطاول والاعتداء على أحد أفراد الجسم الصحافي.
وكتب الريسوني مستشار التحرير بـ”أخبار اليوم” تدوينة طويلة في حسابه على فيسبوك، جاء فيها: “حادثة وقعت اليوم بمحكمة الاستيناف بالدار البيضاء، أظهرت هشاشة الجسم الصحفي، بعدما قام أحد المحامين بالاعتداء على الصحافية فاطمة الزهراء رجمي، من موقع “شوف تيفي” متسببا لها في جرح على مستوى الأنف وارتجاج في الاسنان، واعتدى على الزميل محمد الطلابي بالسب.
الصحافيون الحاضرون، وبشكل تلقائي، احتجوا ضد الاعتداء على زميلتهم، وكان مفروضا أن يحضر وكيل الملك ويسجل الاعتداء، ويفتح محضرا، وأن تتنصب النقابة كطرف مدني لإعادة الاعتبار للجسم الصحفي المهان، حتى لو تنازلت الزميلة المعتدى عليها عن شكواها.
لكن الذي حدث هو أن صحافيين محسوبين على جسمين تنظيمين (نقابة وجمعية) قادا مجموعة من الصحافيين باتجاه النقيب عبد اللطيف بوعشرين، بدل التوجه لمكتب الوكيل، ثم عادا يقولان للصحافية المصابة إن النقيب وعد بأن يجد حلا للموضوع، متناسين أنه نقيب للمحامين ولن يأتي إلا في صفهم، وأن الأصوب بل الأوجب هو تسجيل شكاية باسم الصحافيين الحاضرين الغرض منها إفهام كل من قد تسول له نفسه لاحقا استسهال الاعتداء على الصحافيين، بأنهم جسم متضامن موحد لا يمكن إهانته. أما مسألة متابعة الصحافية للمحامي المعتدى عليها من عدمه فهو أمر يعود لها وحدها حق تقديره والتقرير فيه.
عندما قلت هذا لممثل الجمعية وممثلة النقابة، اختلت هذه الأخيرة ببعض الصحافيين، وقالت لهم: “مخصناش نديرو عشرين فبراير” زعما أنا هو الزفزافي. نعم هكذا تفهم القيادية الاشتراكية والمسؤولة النقابية الانتصار لزميلة معتدى عليها.
كيف انتهت القضية؟ تفرق الجمع، بباحة المحكمة، ولوهلة شوهد المحامون يخرجون من مكتب الوكيل العام (ضربني وبكا وسبقني وشكا) فأحس الصحافيون أنهم “تقولبو” واتجهوا بدورهم نحو مكتب الوكيل، الذي كان بالباب، وبجانبه أحد المحامين الذي ما إن رآنا حتى بدأ يصرخ -كذبا- ويقول إن زميله المعتدي تعرض تمزيق بذلته المهنية، تدخلت وقلت له: سيدي نحن ليست لدينا معركة مع هيئة المحامين، بل خصومة مع محام معزول قام بفعل بلطجي، ولا داعي للكذب لإظهار الأمر كما لو كان عنفا متبادلا بين صحافية ومحام.
تدخل الوكيل، أصالة عن نفسه ونيابة عنا، واختار ممثل الجمعية، التي لا تمثل حتى 3 من الصحافيين الحاضرين، إلى جانب النقيب بوعشرين للحوار بمكتبه، بدل أن يختار تمثيلية من 4 أو 5 صحافيين ينتدبهم الحاضرون، وعندما كانوا يهمون بدخول المكتب، قلت له: شكرا السيد الوكيل لأنك اخترت لنا من يمثلنا نيابة عنا، ففهم الرسالة وابتسم بلطف، وطلب مني الانضمام للجنة الحوار (دار معايا الصواب) لكنني رفضت ذلك لكي لا أظهر بمظهر الراديكالي مقابل الزميل ممثل الجمعية الذي ظهر بمظهر المسيح الذي يعفو على صافعيه ويعرض عليهم الخد الآخر لصفعه.
بعد ذلك التحقت ممثلة النقابة بالمكتب، وبعد هنيهة خرج الجميع سعيدا باعتذار صغير من النقيب بوعشرين وتوعُّدٍ ضمني من المحامي المعتدي مفاده: يلا باقي يدوي معانا شي صحافي ننفخو لمو العين ونصيفطو النقيب يطبطب على صحابو.
خلاصة القول: نحن صحافيون خبزيون وخرزيون.. وعلاقتنا بالنقابة تقتصر على الزرورة، وممثلونا النقابيون -أو بعضهم- يقولون إن المعركة ديال الصحافيين للي منديروش من ورآها علاقات مع مسؤولين حكوميين وقضائيين، وخا يتفرشخو فيها صحافيون، الله ينعل بوها معركة”.