د. صفية الودغيري تكتب: الحب موقف جريء
هوية بريس – دة. صفية الودغيري
قد يكون بإمكانك أن تعيش الفشل في فصول من حياتك، وتنسى طعم النجاح ولذته، وتتقبل أن تظل أحلامك معلقة على سارية الترقب والانتظار، وأن لا تتذمر أو تشتكي وإن تجرعت المرار..
ولكنك لا تقوى على تحمل نظرات السخرية والاحتقار، أو سماع كلمات ولدغات تهين كرامتك وتجرحك، وتسرق منك اعتدادك واعتزازك بنفسك، واحترامك لذاتك، وتسلب منك قوتك..
أو أن تصير مهرجا وبهلوانا يتسلى بك غيرك، ويضحكون على آمالك وأحلامك، ويسخرون من اختياراتك وقراراتك..
أو أن تصير منبوذا مهانا، ولا هيبة ولا احترام لك في بيتك، ووسط أفراد أسرتك وأحبتك، ومطرودا من رحمة أبناء وطنك، وقبيلتك وعشيرتك، ومن هم من لحمك وفصيلة دمك..
أو أن تؤمن بيقين بمن توهمت أنهم أهل ثقة، ونزاهة، وتدين صحيح، فتخالهم كنفسك، ولا تشك بأخلاقهم وإخلاصهم، وصدق نواياهم، وصفاء سريرتهم وطويتهم، فتأمنهم ولا تصدق أنهم قد يخدعونك، ويطعنونك في ظهرك على حين غرة..
وما أقسى أن تصيبك سهام الغدر والخيانة من الصفوة والأحبة والأقرباء، فتنفذ إلى أعماق قلبك، وتحطم قواعد شموخك، وتكسر صلابتك، وتغرس مخالبها في صدرك وأضلاعك، وتنهش لحمك، وتكسر عظمك، وتهزم قوتك، وتسقطك من قمتك إلى قاع اندحارك..
لتشعر بضعفك وفشلك، وعجزك عن الصمود والنجاح..
ولتتلاشى وتتحلل، وتذوب في بحور غدرهم ومكرهم، وهدرهم لكرامتك، وإراقة ماء وجهك ودمك..
فتشيخ وسط عذاباتك، وإذلالك وقهرك، ووسط أوحال الحقد والعداء الموسوم باسم الحب والإخاء والسلم، والمرسوم على صفحات وجوههم المظلمة، والملوثة بسواد الزيف والمكر والخداع، الساكن في مواقد قلوبهم السقيمة، بأمراض لا تعرف للحب دينا أو عرفا أو عقيدة، أو لسانا ترجمانا، أو رسولا مبلغا..
ولا تعرف للحب موقفا جريئا صريحا، صادقا مخلصا، تترجمه الأقوال والأفعال..
موضوع الساعة من الحياة اليومية بأسلوب فيه عتاب ودواء للجروح كما إعتدناك فالخيانة كيف مت كانت صربة قاضية في القلب الحساس فإن يطعننا أحد في ظهرنا أمر طبيعي لكن أن نلتفت ونجده أقرب الناس إلينا فهذه هي الكارثة وخاصة الخيانة الزوجية