يحتفي اليوم الأربعاء 8 غشت 2018 حزب الأصالة والمعاصرة بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وقد اختارت شبيبة البام لهذا الحدث شعار “عقد من الزمن في خدمة الوطن والمواطن”، من أجل تسليط الضوء على ما أسمته بـ”المكتسبات والإنجازات التي حققها الحزب على مدار 10 سنوات، والتي جعلت منه أول قوة سياسية معارضة وثاني قوة برلمانية في المغرب في ظرف وجيز”، ومن أجل إعطاء “انطلاقة جديدة للحزب للمضي قدما في العمل الجاد والمسؤول، الذي ينبني على جعل حماية الوطن والمواطن أولوية وواجبا أخلاقيا” (وفق موقع الحزب).
قبل عشرة أعوام
البام؛ اتخذ في بداية أمره من (حركة لكل الديمقراطيين) نواة له، وأعلن عن تأسيس الحزب الجديد في 9 غشت 2008، بعد أن أذاب خمسة أحزاب صغيرة وضمها إليه لتقوي وجوده وتعزز موقفه، وهي الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، وحزب البيئة والتنمية، ورابطة الحريات، وحزب مبادرة المواطنة والتنمية..
ولم يكن الحزب الجديد لينجح في اكتساح المجال السياسي ويطيح بديناصورات الأحزاب الكبرى المتزعمة؛ ويحقق بعد 10 أشهر فقط على تأسيسه انتصارا كبيرا في الانتخابات الجماعية في 2009، ويشكل رفقة حزب التجمع الوطني للأحرار أكبر فريق في مجلس النواب بـ80 عضوا من أصل 325، ويزاحم ندا لند حزب العدالة والتنمية، لولا الدعم الكبير للمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة؛ وجو الفساد الذي كان يخيم على المجال السياسي والحقوقي والإعلامي.
فبموازاة استعمال السلطة والأعيان واستغلال والنفوذ، عمل الحزب الجديد على حشد الإعلام لتسويق مشروعه وإثبات وجوده والنيل من خصومه، وتوظيف بعض الجمعيات الحقوقية للدفاع عن مبادئه وفق أيديولوجيته، فكانت جمعية (بيت الحكمة) الجناح الحقوقي الذي يخدم أجندة الحزب بامتياز.
وحسب مؤسسيه فإن هذا الحزب الجديد كان يطمح “للتموقع داخل المشهد الحزبي انطلاقا من مبادئ وأهداف واضحة، ويطمح بروح إيجابية بناءة إلى المساهمة في رص صف كل القوى الديمقراطية قصد كسب رهانات التحديث والتنمية البشرية والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية”.
استقالة العماري واتهامات متبادلة بين باميين بالفساد:
خلال مشاركته في برنامج قفص الاتهام علق عبد اللطيف وهبي على استقالة إلياس العمري من الأمانة العامة لحزب الجرار مباشرة بعد الخطاب الملكي في 29 يوليوز الذي وبخ فيه الأحزاب بسبب تراجعها “عن القيام بدورها، عن قصد وسبق إصرار أحيانا، وبسبب انعدام المصداقية والغيرة الوطنية أحيانا أخرى”، (علق وهبي) بأن إلياس وجد نفسه معنيا بخطاب العرش الذي تحدث فيه الملك عن الفاسدين، واعترف إلياس بعدم صلاحيته لقيادة الحزب، وسيد الأدلة الاعتراف.
بعد وهبي خرجت فاطمة الزهراء المنصوري بدورها لتتهم قياديَين من حزبها بالفساد المالي والإثراء غير المشروع مطالبة بإخضاعهما للتحقيق، ويتعلق الأمر بكل من القيادي البامي المثير للجدل عزيز بنعزوز وحكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين الذي اقتنى قبل سنة فيلا فخمة بحي الرياض بالعاصمة الرباط قدرت بعض المنابر سومتها بمليار ونصف سنتيم.
بدوره كشف حسن بنعدي أن حزب الأصالة والمعاصرة “نبت داخله قراصنة فاسدون”، وأضاف “مثل هؤلاء أتحداهم أن يكشفوا عن ممتلكاتهم وثرواتهم التي لم يكوّنوا منها شيئا خلال تأسيس حركة لكل الديمقراطيين في 2008”.
رحيل إلياس وتولي بنشماش
27 ماي 2018 تولى حكيم بنشماس منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلفا لإلياس العماري، متعهدا بترميم الحزب وإعادة الحيوية إلى أجهزته.
وفاز بنشماس برئاسة البام بعد حصوله على 439 صوتا، وقد هنأ إلياس العماري بنشماس بفوزه برئاسة الحزب متمنيا له مسيرة موفقة.
مواقف متشنجة من الدين
مباشرة بعد توليه منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في يناير 2016، أثار إلياس العماري الرأي العام بتصريحه “جئنا لمحاربة الإسلاميين”، وهو التصريح الذي ألقى به في موجة من الانتقادات، بكونه فاعلا سياسيا من المفترض فيه أن يقدم حلولا لمعضلات الصحة والتعليم والاقتصاد وغير ذلك لا أن يعبر عن كرهه لمن يخارفه في الفكر والمجعية.
حكيم بنشماس استضاف بدوره في يوليوز 2015 بالمكتبة الوطنية بالرباط المتطرف المصري “محمود سيد القمني” الذي لا يعادي أو يحارب الإسلام المغربي والمذهب المالكي السمح فحسب؛ بل يحارب كل الشرائع السماوية الإسلام واليهودية والنصرانية، ويسب الأنبياء والمرسلين، ويطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتهم الصحابة ونقلة الوحي باللهث وراء الدنيا والمال والاقتتال من أجل السلطة.
أضف إلى ذلك اتهام أحمد التهامي عن فريق الأصالة والمعاصرة فكر رواد دور القرآن الكريم بـ(الفكر المتطرف والمتخلف)، متهما وضع دور القرآن بالوضع الشاذ غير مقبول لا أخلاقيا ولا قانونيا!!!
موقف “البام” العدائي ضد الإسلاميين لم يؤت أكله؛ بل على العكس من ذلك ساهم في استثارة غضب المتابعين والحد من امتداد الحزب حديث النشأة شعبيا؛ رغم الدعم الإعلامي الكبير الذي كان يحظى به داخليا وخاجيا.
عضو من البيجيدي يعلق على مسيرة البام خلال عقد من الزمن:
في ذكراه العاشرة انتقد عزيز هناوي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية مسار البام، وكتب على حائطه بالفيسبوك: “الأصل الفاسد لا يمكن أن يخرج منه إلا النبات الفاسد. التأسيس من رحم الدولة..ومسار استمرار الدعم عبر الحبل السري للإدارة الترابية وغيرها.. كلها أمور تجعل من حزب الجرار يجر لعنة التأسيس وراءه إلى الأبد.
وأية لعنة تلك أكبر من أن يتحطم الجرار في قلب عقر دار من قدم نفسه عرابا للحرب على حزب العدالة والتنمية..!!؟؟
الحسيمة وكل الريف رفض ولفظ نبتة “الكيف السياسي” المصحوبة ب”الضوباج” المخزني الطافح وسقطت كل مساحيق البهتان تحت أقدام حراك الشعب الذي لا يقبل أبدا أن يتم احتقار كرامته الوطنية وذكائه السياسي.
كل ملايير “آخر ساعة”.. وكل الرحلات إلى أمريكا اللاتينية والصين ورام الله والنيجر وحتى كردستان.. لم تفلح في منح “اللقيط السياسي” صك شرعية نضالية لا تُنال إلا برضى الشعب وليس بملاعق الذهب الممخزن..
كل الرقصات والشطحات على متن طائرة المنتخب الوطني لكرة القدم وعلى متن سيارات البلاط..
وكل الصور و”التسريبات الممنهجة”.. وكل عمليات التهجير القسري والطوعي للأعيان باتجاه ركوب عجلة الجرار عشية كل محطة إنتخابية..
كل ذلك وغيره مما خفي أعظم… لم يفلح في تنميط وتطبيع صورة ما سمي “حزب صديق الملك” لدى جماهير الشعب.اهـ