د. رشيد نافع: هل أصابتنا غيبوبة بسبب مشروع عيوش المغشوش؟ أم سنرى مستقبلا: مجموعة مدارس البغرير والبريوات وتسخان العظيمات؟
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تساءل الدكتور رشيد نافع الصنهاجي: “هل أصابتنا فعلا غيبوبة بسبب مشروع عيوش المغشوش؟ أم هل سنرى مستقبلا: مجموعة مدارس البغرير والبريوات وتسخان العظيمات؟”.
وأجاب الخطيب المغربي في هولندا عن ذالكم السؤالين في تدوينة مطولة نشرها في صفحته على فيسبوك، تفاعلا مع الجدل الدائر في الساحة الوطنية المغربية، من استنكار لإدخال ألفاظ عامية لمقرر دراسي تربوي للمستوى الثاني ابتدائي، ومن انتقاد لتصريحات نور الدين عيوش أحد أعمدة الدعوة إلى العامية وصاحب مشروع تدريج التعليم المغربي، حيث كتب:
“بداية أدعو كل غيور أن يجابه هذه الدعوات الهدامة وهذا الهراء بردود علمية رصينة ومعارك كتابية غاية في الجمال كجمال لغتنا العربية الفصحى حتى ترجع دعواتهم خائبة بائرة، وكلنا لاحظنا وتابعنا إعراض عامة الناس في وطننا عنها من خلال ردود ساخرة عبر وسائل التواصل ولم يعيروها آذاناً صاغية، وإن شاء الله سنرى تطبيق دعواتهم حِكرا على الناعقين بها!.. وأيضا وبفضل من الله وحده ساهمت تلك الدعوات في بث الروح والحياة في نفوس أهل العربية فردوا فجادوا وأفادوا.
كما يجب علينا أن نستوعب حقيقة هذه الحرب الشرسة المعلنة ضد اللغة العربية الفصحى لغة القرآن، وأن نحافظ عليها من خلال تعلمها والنطق بها، وأن تكون لغة رسمية سواء نص عليها أم لا، وأن نواجه الدعوات التي يتبناها أقوام مستأجرون من بني جلدتنا والتي الغاية منها استبدال العربية الفصحى بالدارجة أو العامية أو اللهجات المنتشرة في كل بلد ووطن، والتركيز البالغ على اللغات الأجنبية وإهمال لغة القرآن العزيز، وعلى كل واحد منا أن يعي أن اللغة العربية الفصحى هي جزء من الحضارة التي يواجه بها العالم، وأنها قبل ذلك لغة القرآن وبها يفهم مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلما زاد التعمق فيها زاد الفهم والإدراك للأمر الإلهي الذي خلقنا الله من أجله.
لقد كنا وما زلنا نكرر مقولة: “أن العدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي” لتمكنه من نسف البناء من الداخل وهي مقولة أثبتت الوقائع والأحداث والنوازل صحتها.
فأنصار اللغة العربية الفصحى عبر القرون خلفوا ميراثاً نزيها يميزه الإخلاص والصدق والأمانة، أما خصوم اللغة عبر التاريخ فما تركوا وراءهم سوى روائح فواحة من التدليس والخيانة والمراوغة، والمستهدف طبعا بعد هذه الهجمات هي اللغة العربية الفصحى فصرنا نعيش عصر الغيبوبة والتخدير وتبع ذلك انقلاب للمفاهيم فحلَّ الهجينُ محلَّ الأصيل والعميل محل الوطني والخائن محل المخلص والجاهل محل العالم والغبي محل الذكي والأصاغر محل الأكابر ونطق الرويبضة وزَوَّر الأسماء والصفات وتلاعب بالمصطلحات فأطلق على الأوضاع الشاذة مصطلح “عصر النهضة والحداثة” ولو على حساب الثوابت!!
أرى والله أعلم وحسب المعطيات واستقراء الأحداث أن سبب هذه الضجة إعلان الحروب على اللغة العربية الفصحى ونحن مسبوقون بدول أخرى حلت فيها العامية “الدارجة”محل الفصحى: هي كون اللغة الفصحى لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية ولغة التراث الإسلامي بشكل عام فإذا ما هُزِمت سهل بعد ذلك هزيمة ما تحتويه من تراث مُشرِّف، فاللغة كالإناء إذا كسر ضاع محتواه وما فيه.
مع الأسف كل هذه المحاولات التي تبناها أعداء اللغة العربية كان لها الأثر الواضح في زعزعة العربية الفصحى من ألسنة الناس، وأدى ذلك إلى فشو العاميات وانحسار التحدث بالفصحى إلا في مجالات معينة، وبهذه المناسبة أوجه رسالة لأئمة المساجد وعلماء الشريعة الإسلامية والأدباء والشعراء وغيرهم في كثير من الدول حتى غير الناطقة بالعربية أن يتواصلوا مع الناس ويتحدثوا معهم باللغة العربية الفصحى، وهذا مما يزيد لغتنا الفصحى قوة وشيوعاً وفهما وإقبالا.
وفي الختام: لا نستهين بدور المساجد وأماكن العلم الشرعي ودور القرآن حيث أن لهم الأثر البالغ في ترسيخ اللغة العربية الفصحى نطقاً وكتابة..
والله أسأل أن يحفظ لغة القرآن من تحريف السفهاء والمتلاعبين ومن كيد المتربصين الحاقدين إنه ولي ذلك والقادر عليه”.