قراءة في الشخصية المستغربة والمنهزمة
هوية بريس – د. عبد الله الشارف
لا تستغرب من ظلم أمريكا للمسلمين، وقتلها لعشرات الآلاف من الأبرياء في العراق وسوريا… لأن المسلمين غثاء كغثاء السيل، أصابهم الوهن بعدما ركنوا إلى الدنيا ونسوا الآخرة، ولأن أمريكا دولة كافرة، ومشركة، وظالمة، وإرهابية. وعداوة الكافر والمشرك للمسلم ثابتة وقائمة إلى يوم القيامة؛ قال تعالى: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 217).
ولا تستغرب من اعتداء أمريكا، وطغيانها، وإفسادها في الأرض مع تشدقها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لكونها كاذبة، ومنافقة، وعلمانية تحارب الله ورسوله.
لكن الذي يدعو للاستغراب والعجب والحيرة، هو إعجاب كثير من المسلمين الجهلة، البله، المغفلين، أو الدنيويين الماديين، بأمريكا وسياستها، وحربها للإسلام تحت إسم الإرهاب، والتأثر بدعايتها، وأباطيلها، وافتراءاتها، لدرجة أن بعض النفوس الضعيفة والمنهزمة، بدأت تعيد النظر في دينها وتراثها، وتنسلخ تدريجيا عن قيمها ومقومات عقيدتها، لا سيما إذا كانت مصالحها المادية أو المعنوية تدور في فلك الغرب، وثقافته المادية.
وهذا ما يتجلى بوضوح في حياة وسلوك الأسر المغربية الفرنكفونية، والأسر البورجوازية والرأسمالية، التي تعيش بروحها وعقلها في أوربا وأمريكا، وتنتقل بجسدها في أرض المغرب وفضائه، شأنها في ذلك شأن السياح الأجانب.
يا لها من شخصية مستغربة، مريضة، منهزمة، ولاهثة وراء الغرب بإرادتها، كأنها شجرة “اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار”!!