الكنبوري: عيوش مجرد سائق لحافلة يجلس وراءه كثيرون
هوية بريس – عابد عبد المنعم
خلص الدكتور إدريس الكنبوري إلى أن “السيد نور الدين عيوش ليس الوحيد الذي يطالب بإدماج الدارجة في التعليم، هذا مجرد سائق لحافلة يجلس وراءه كثيرون وجدوها فرصة للقبض على اللغة العربية والتعريب”.
وأضاف “أنا شخصيا قلت من قبل إن هذا النقاش حول الدارجة والفصحى مفتعل. اليوم أعتذر عن كلامي وأؤكد بأن هذا النقاش ليس مفتعلا بل هو نقاش في غاية الجدية، مخطط ومبرمج وله خطابه الذي يتم تنزيله”.
ليعقِّب بعد ذلك الباحث في قضايا العنف والتطرف “من عناصر هذا الخطاب أن فشل سياسة التعريب في المغرب دليل على فشل الفصحى. استنتاج لا أستطيع أن أصفه بأي عبارة قادحة. أصحاب هذا الكلام طبعا يعرفون الحقائق ثم ينكرونها، وإلا ما هو التعريف الرسمي للديماغوجية؟
نحن نقول إن سياسة التعريب ليست وحدها من فشلت. فشلت سياسات كثيرة منها سياسة التصنيع وسياسة التقويم الاقتصادي وغيرها من السياسات. فشل سياسة التعريب سببه “السياسة” لا التعريب. بكل بساطة مثل كوب ماء”.
ليختتم بعد ذلك الكنبوري تدوينته على الفيسبوك بقوله “من عناصر هذا الخطاب -المضحك لكن ضحكا كالبكاء- أننا يمكن أن نضع قواعد للدارجة وأن نطورها، لنرقى بالتعليم. فكرة لا أستطيع أن أصفها بأي عبارة قادحة. وهذا ورب الكعبة تناقض ما رأيت أقبح منه. سياسة التعريب فشلت، رغم أن العربية الفصحى موجودة من قديم، ولنقل فقط منذ 1956 عندما خرجت فرنسا حتى نحدد إطارا زمنيا. كيف فشلت سياسة تعليمية لغتها قائمة من زمان وتنجح سياسة لغتها مجرد مشروع؟ إذا كانت سياسة التعريب فشلت ما الضامن لعدم فشل سياسة التدريج؟ أنت لديك تراكم في العربية الفصحى من زمان طويل لم تنجح في أن تصنع منه شيئا ذا بال، وتريد أن تضيع عصرا كاملا وثلاثة أجيال من أجل بناء لغة بديلة وإنجاز تراكم جديد لكي تأتي في الأخير وتكب الجيل الرابع والخامس على وجهه كما انكبت الأجيال السابقة على وجهها بالعربية.
بكل صراحة، وبالفصحى لا الدارجة: هناك عداء دفين للعربية”اهـ.