عندما يتهرب المسؤول من مسؤوليته.. حتى صارت استقالة وزير ضرب من الخيال
مايسة سلامة الناجي
هوية بريس – الأربعاء 17 دجنبر 2014
“أوزين” يتهرب من المساءلة البرلمانية، ويلقي اللوم على الجميع إلا نفسه.. بعد أن رمى بتهمة الغش على الشركة المكلفة بتهيئة الملعب، اليوم سحب تفويضه بالتوقيع من الكاتب العام ومن مدير الرياضة لوزارته وكأنهما المسؤولان عن نهب المال العام في هذا الملف، وحصن نفسه من الإقالة بأن تمت إقالة مدير المركب الرياضي “مولاي عبد الله”!!! هو “يفرّط والشعب يكّرط”…
في بلدنا ويا للغرابة لا وجود لشيء اسمه إقالة أو استقالة مسؤول، حتى عند أشد الغضبات الملكية حيث يرفع أحد مدراء الأمن أو الولاة أو العمال من على كراسيهم باللعنة العليا بعد فضائح فسادهم، يوضعون مجددا بإحدى الإدارات “الغاملة” في العاصمة ربما براتب أقل، وكأن العقوبة هي عدم تركهم يستمتعون بالحصانة والامتيازات!! أما الراتب فهو دائما مضمون بما أنك منهم فإن راتبك عليهم!!
حتى حين يغضب الشعب ويتأجج من غش مسؤول وريعه.. يُنتظر حتى تنتهي ولايته بكل هدوء ليُنحّى عن ولاية أخرى فيصير مستشارا أو عاملا بديوان أو “سخّار” كيتسخر فالدولة العميقة.. كيجيب الشيبة لرجالات الدولة العميقة.. ويأخذ نفس راتبه من أحد الصناديق السوداء المحرم على البرلمان مناقشة ميزانياتها.. حتى أصبح ذاك المحيط الضيق الخفي من “سخارة” الدولة العميقة عبارة عن مجموعة المفسدين الذين تم إخفاؤهم عن أعين المواطنين بعد أن انكشفوا.. تخيلوا المنظر! فإن وفرت للمفسدين أجواء لإخفائهم وحمايتهم برواتبهم لا تتعجب أن يتحولوا إلى عصابات تسير البلد!
ذكروني مرة بوزير استقال أو أقيل بسبب فضيحة!! أبدا.. بل كلما وقعت كارثة تعامل معها المسؤولون بمنطق: “انحني حتى تمر العاصفة”! لأنهم يعلمون أن ذاكرة الرأي العام قصيرة وأن سهرة السبت تنسي المغاربة حصاد الأسبوع وأن شطيح “موازين” ينسي المواطنين فيضانات الشتاء.. وأن فضائح غشهم كثرت لدرجة فضيحة تنسيك فختها! اهربوا من المساءلة البرلمانية وألقوا اللوم على بعضكم وتمسكوا بحقائبكم فين غتهربوا من الله..
