رد الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم على خطاب السيسي لعلماء الأزهر
هوية بريس – متابعة
الجمعة 09 يناير 2015
علق الشيخ الدكتور سعيد عبدالعظيم على خطاب قائد الانقلاب العسكري الذي ألقاه بالاحتفال بالمولد النبوي عبر صفحته على الفيس بوك قائلا: “عندما يُذكر الاحتياج إلى ثورة دينية في معرض الحديث والاعتراض على الفكر والنصوص المقدسة التي تعيش بها الأمة منذ مئات السنين، ويريد أن يقتل بها مليار وستمائة مليون مسلم السبعة مليار الآخرين على حدّ زعمه، ثم زاد الطين بلة فأردف وقال: هذا الفكر الذى تدمر به الأمة نفسها لا بد من التوقف عنده طويلا والثورة عليه…”!!
هذا الكلام غاية في الخطورة وقلب للحقائق وانقلاب على الدين حتى وإن طالب قائله بثورة دينية، ولا بد من رد هذا الكلام وتخطئته، لا التصفيق له أو السكوت عليه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصفق للباطل شيطان ناطق،.. كنت أفهم أن نصرة الحق والغيرة على الدين ستجعلنا نتوب عن الجرائم والجنايات التي ارتكبناها في حق الله وحق المخلوقين، والتي تعدت هذا الشعب إلى غيره، ونسارع برد الحق لنصابه فنرجع للكتاب والسنة ونطبق الشريعة، ونوقر أهل العلم والصلاح، وننهج منهج الأنبياء والمرسلين، ونعود بالأمة إلى مثل ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، ونجاهد أنفسنا في ذلك جهاداً كبيراً.
كنت أفهم أن نساند المسلمين المستضعفين والمشردين هنا وهناك، لا أن نكون حرباً على الإسلام وأهله في الداخل والخارج. لو وُجد من يوصف بالتطرف والغلو من المسلمين، فبماذا يوصف الأمريكان واليهود والغرب؟
هل انتهت الحروب الصليبية؟ وهل انتهى الروس عن حروب الإبادة للمسلمين… ناهيك عما يحدث للمسلمين في الصين والهند، وفي كثير من بقاع الأرض، فلا يُقبل من حاكم أو محكوم مثل هذا الخلط وهذا التعميم، وأن مليار مسلم يريدون قتل سبعة مليارات من غير المسلمين!!!
سبحانك هذا بهتان عظيم.. هذا تنفير واستعداء، وفي أحسن الأحوال جهل بالشرع وبالواقع، يتطلب من قائله مراجعة نفسه والخروج من عالمه الذي يعيش فيه بتوبة نصوح، وإلا فيخشى من عاقبة ذلك في الدنيا قبل أن يثور هو على الدين، ولعذاب الآخرة أشد.
نحن نريد لأنفسنا وللدنيا بأسرها أن نحيا حياة إسلامية صحيحة نتشبه فيها بمن مضى بإحسان، حياة العزة والكرامة والحرية الحقيقية التي هي عبارة عن العبودية لخالق الأرض والسماء، نريد الأمن والأمان لنا ولغيرنا في الدنيا والآخرة، ولا سبيل لذلك إلا بإسلام الوجه لله تعالى.
خوفنا و شفقتنا على أنفسنا والآخرين تجعلنا نردد:
– “قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ“.
– رضينا بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد -صلى الله عليه و سلم- نبياً.
لقد تعلمنا من ديننا أن الله كتب الإحسان في كل شيء، وأن في كل ذي كبد رطبة أجر، وأن المرأة دخلت النار في هرة (قطة) حبستها لا هي أطعمتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وأن البغيّ دخلت الجنة في كلب سقته.
فلا تتلاعبوا بدينكم، بل انصبغوا بصبغة الإسلام تفلحوا، فهذا الدين هو دين الكمال والجلال والجمال، مغلوب من حاربه ومن عادى أهله، فليأذن بحرب من الله لا طاقة له بها، فالله غالب على أمره ومتم نوره ولو كره الكافرون.
د/ سعيد عبدالعظيم.