ذ. نبيل غزال: في سوريا.. لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان
هوية بريس – إبراهيم بيدون
الجمعة 23 غشت 2013م
بعد أقل من عشرة أيام عن المجازر التي ابتدأها النظام العسكري المتسلط في مصر، وما أعمله من قتل وتعذيب واعتقال طال كل فئات المجتمع المصري الذي اعتصم في الميادين مستنكرا الانقلاب العسكري ومطالبا بإرجاع الشرعية وإعادة الرئيس المنتخب إلى رئاسته، حتى أفجعت الأمة الإسلامية بمجزرة هي أكثر وحشية وفظاعة، طالت مناطق بريف دمشق خصوصا الغوطة الشرقية، حيث استخدم فيها السلاح الكيماوي المجرم دوليا، وراح ضحيتها أكثر من ألفين أكثرهم من الأطفال والنساء على مرأى ومسمع من العالم أجمع..
وحول هذه المجزرة البعثية الصفوية الجديدة صرح الأستاذ نبيل غزال الكاتب والصحفي في أسبوعية “السبيل” لـ”هوية بريس” بأن هذه: “الأحداث المأساوية والمؤلمة توالت على الأمة الإسلامية بشكل متسارع؛ فلم يكد يمرُّ أسبوع على مجزرة فض ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي راح ضحيتها 2600 شهيدا -بإذن الله تعالى- وعشرات الآلاف من الجرحى؛ وقتل مئات المتظاهرين ضد الانقلاب، وإعدام 52 من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في سجن “أبو زعبل”، حتى فجعنا بخبر الإبادة الجماعية في ريف دمشق.
تلك الإبادة الوحشية التي استعملت فيها أسلحة كيماوية، وراح ضحيتها أكثر من 2300 شهيد إضافة إلى 5.000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء؛ ولازالت هذه الأرقام مرشحة للارتفاع”.
وأكد غزال أن: “هذه الإبادة غير مستبعد إطلاقا أن يرتكبها النظام الصفوي الطائفي الذي خلفه الاحتلال الفرنسي بعد خروجه مدحورا من سوريا؛ وهو لا يزال إلى اليوم يقتل الكبار والصغار؛ والرجال والنساء، ويستعمل كل سلاح، ويهدم الصوامع ويحرق المساجد، ويسمم المياه والآبار؛ ويرغم الخلق على السجود لأرذل الخلق بشار.
إنه يرتكب كل تلك الجرائم على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ وأكثر من هذا فهو يدعم بقوة من محور الشر إيران و”حزب اللات” وروسيا والصين، وتوفر له باقي الدول الغربية الأخرى تغطية سياسية وحقوقية بالسكوت عن جرائمه الوحشية وإباداته الجماعية التي يجرمها “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”!!!“.
وعند سؤال الأستاذ غزال حول مدى اعتراف الغرب بحقوق المسلمينقال: “لكن “حقوق الإنسان” التي يؤمن بها هؤلاء ومن تشرب فكرهم هي حقوق قاصرة على إنسان دون آخر، فكل من يوحد الله ويعلن اتباعه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا لا يدخل إطلاقا في زمرة الإنسان الذي يجب أن تكفل حقوقه ويتدخل المجتمع الدولي لصونها والمحافظة عليها؛ لذى فلا مجال للمزايدة بالمطالبة بتقديم بشار وشبيحته إلى المحكمة الدولية؛ ولا بتدخل دولي لإيقاف النزيف في سوريا.
فحين يتعلق الأمر بالإنسان المسلم تتغير المعادلات؛ وتغيب الحقوق؛ فلا يكاد المتتبع يسمع عن حقوق المرأة السورية التي تغتصب وتقتل ويمثل بجسدها، ولا عن حق الطفل السوري في الحياة والأبوة والرعاية والحنان، ولا عن حقوق المدنيين العزل الذين يبادون فرادى وجماعات دون سبب يذكر”.
وختم غزال تصريحه مستبشرا فقال: “صحيح أن أحداث سوريا ومصر وبورما والعراق وغيرها من بلاد المسلمين هي أحداث مأساوية ومؤلمة؛ لكن الأمر الأكيد أن العالم الإسلامي يتغير؛ وأن الأمة حبلى وهي في حالة مخاض؛ ومولودها الجديد سيرى النور قريبا بإذن الله تعالى؛ إلا أن هذا المولود سيكون مغايرا والحق فيه واضحا، خاصة بعد أن سقط القناع عن محور الشر والممانعة، والقوى العلمانية العميلة المنتشرة في كل بلاد المسلمين؛ والتي لا تهمها إلا مصالحها الضيقة ومصالح الدول التي تدين لها بالولاء”.