لوموند: أين بوتفليقة؟
هوية بريس – وكالات
في الوقت الذي يتظاهر فيه آلاف الجزائريين ضد رئيسهم عبد العزيز بوتفليقة رافضين ترشحه “المهين” لفترة خامسة، لا يظهر للرئيس أي وجود في المشهد العام، وتتساءل صحيفة لوموند “أين الرئيس؟”.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن معلومات حصل عليها البرنامج التلفزيوني الفرنسي “كوتيديان” تفيد بأن بوتفليقة (82 عاما) يرقد الآن بغرفة في قسم خاص في الطابق الثامن بمستشفى جامعة جنيف في سويسرا.
وقد أدخل المستشفى منذ يوم 24 فبراير/شباط الماضي لإجراء فحوص طبية دورية تستغرق بضعة أيام فقط -حسب المعلومات الرسمية التي قدمتها الرئاسة والتي تضرب ستارا من السرية حول صحة رئيس الدولة منذ ست سنوات- حسب لوموند.
“اذهب لرؤية أخيه”
وفي شريط بثته قناة “تي أم سي” أول أمس وتم تصويره بكاميرا خفية، تمكن الصحفي الفرنسي من أصل جزائري عز الدين أحمد الشاوش من الوصول إلى جناح كبار الشخصيات بالمستشفى السويسري دون أي صعوبة.
وأمام الغرفة التي يفترض أن يكون فيها بوتفليقة، وجد شرطيا واحدا مكلفا بالحراسة، وعندما سأل ممرضة لدى خروجها من إحدى الغرف قائلا “أود أن أعرف هل السيد بوتفليقة هنا؟” ردت عليه “اذهب لرؤية أخيه ثم أسأله”.
وبعد فترة وجيزة، يلتقي الشاوش وجها لوجه مع ناصر بوتفليقة أحد إخوة الرئيس ومستشاري الظل لديه، ولكن الأخير يرفض الرد ويهرع إلى إحدى الغرف، كما أوردت لوموند التي تضيف بأن هذه الواقعة تؤكد أن بوتفليقة ما يزال بسويسرا، خاصة وأن حكومته لم تعلن عودته بعد لأرض الوطن فاتحة الباب أمام التكهنات بشأن صحته.
وقبل يوم مما وقع للشاوش بالمستشفى وعلى بعد آلاف الكيلومترات، يقدم عبد الغني زعلان مدير حملة بوتفليقة ملف ترشح الأخير للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان المقبل رغم الاحتجاجات العارمة الرافضة.
وقد أثار ما فعله زعلان جدلا، خصوصا وأن رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال صرح بأنه يجب على أي مرشح للرئاسيات أن يقدم ملف ترشحه بنفسه، إلا أن بيان المجلس الدستوري الذي ينص على هذا الشرط اختفى بشكل غامض منذ الأحد الماضي.
وقالت لوموند إن من الصعب على المرء أن تخيل أن يتقدم بوتفليقة بنفسه بملف ترشحه في ظل تقدمه في السن، وحالته الإعاقة الشديدة التي أصيب بها منذ 2013 جراء جلطة دماغية ألمت به، مما جعله يتنقل على كرسي متحرك، ولا يخاطب الجزائريين إلا بواسطة رسائل يقرأها المقربون منه، وقد كان آخر خطاب له مباشرة أمام الناس عام 2012.
الخطأ 404
وتورد الصحيفة الفرنسية بأن الرئيس الجزائري عندما لا يكون في مقر إقامته بمنطقة زرالدة بضواحي العاصمة الجزائر، فإنه يكون قد أدخل مستشفى في جنيف أو غرونوبل الفرنسية أو باريس، مشيرة بسخرية إلى لافتة رفعت بالاحتجاجات التي خرجت بباريس دعما لمظاهرات الجزائر.
وتسخر اللافتة من غياب بوتفليقة بعبارة “الخطأ 404”. علما بأن هذا الرقم يرمز في الإنترنت لعبارة “غير موجود” أي أن الرئيس الجزائري غير موجود.
وقالت لوموند إن المقربين من بوتفليقة يتحملون مسؤولية غيابه عن وسائل الإعلام الجزائرية، حيث نظمت احتفالات لدعم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة رفعت فيها صورته وغاب جسده، مما أثار الكثير من الغضب والسخرية، وقال رئيس الحكومة أحمد أويحيى الشهر الماضي “من الواضح أن بوتفليقة لن يثرثر في حملته الانتخابية”.
ونبهت الصحيفة إلى أن من بين الوثائق المطلوبة للترشح لانتخابات الرئاسة تلك شهادة صحية، مضيفة أن حملة بوتفليقة تقدمت بشهادة تحمل توقيع طبيب معتمد يفيد بأن الرئيس يتمتع بصحة جيدة، في حين أنه لا يزال طريح المستشفى السويسري، حسب الجزيرة.