ليالي الملحد ماريو الجنسية تتحول إلى “آلو ماريو” على أثير إذاعة “شدى إف إم”
هوية بريس – عبد الله المصمودي
يظهر أن استثمار التفاهة والسفاهة من لدن بعض المنابر الإعلامية، طلبا للـ”البوز”، وتكثير القراء والمشاهدين، واستقطاب جمهور غفير، سيصبح أمرا متجاوزا، مع النمط الجديد الذي اختارته أحد الإذاعات المغربية الخاصة، من خلال توظيف أحد أشهر الملاحدة الشباب في المغرب، لتنشيط برنامج مسائي، على غرار برنامجه الذي اشتهر به في مواقع التواصل الاجتماعي عن “العلاقات الجنسية”.
فقد شرعت إذاعة “شدى إف إم” منذ أسابيع في بث برنامج مسائي جديد، يبث بين الحادية عشرة والثانية عشرة ليلا من الإثنين إلى يوم الجمعة، تحت اسم “آلو ماريو”، ينشطه الشاب الملحد حسن بن يحيى المشهور بلقب “ماريو”، والمعروف في أوساط الشباب بدعوته للإلحاد والعبثية وإلى التطبيع مع العلاقات الجنسية المحرمة وغير المشروعة، والتي تمارس خارج إطار مؤسسة الزواج.
نعم، الشاب الملحد الذي يفتخر بإلحاده، ويدعو له دون تستر أو مواربة، والمقاطع والفيديوهات التي توضح ذلك كثيرة جدا في قنواته على اليوتيوب أو صفحاته على “فيسبوك”، بل يظهر دائما وهو يسب الله ويجاهر بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين، خصوصا بعض الوجوه التي اشتهرت بتوجهها الإسلامي في الساحة الوطنية.
ففي مقطع قصير جدا، وخطير جدا جدا، صرح ماريو لمتابعيه في أحد “لايفاته”، أنه ملحد داعشي، وبأنه غير متسامح، ردا على من أسماهم “ملاحدة حقوق الإنسان”، ضاربا المثال بإلياس الخريسي (الذي كان ملقبا بالشيخ سار)، وهو يقول ويكرر القول: “الشيخ سار خصو يموت”!!
ومما اشتهر به “ماريو”، برنامجه على مواقع التواصل الاجتماعي “ليالي ماريو”، والتي كان يتصل ويستقبل فيها اتصالات كثيرة لشباب وفتيات ونساء ورجال، يحكون فيها تجاربهم الجنسية، ويروون قصصهم ومغامراتهم في إقامة الجنس المحرم، بطريقة فجة وبذيئة، وكل ذلك في إطار التطبيع مع الجنس المتسيب.
نعم، هذا الشاب بهذه المواصفات، قامت إذاعة مشهورة في المغرب في باقة الإذاعات المغربية الخاصة (شدى إف إم)، لتخصص أثيرها لبرنامج له، يستقبل فيها اتصالات لحالات اجتماعية، يغلب عليها أو يسيطر عليها لما عرفت به هذه الشخصية المثيرة للجدل، الحالات والمواضيع الجنسية..
ومن خلال إطلالة على قناة على موقع يوتيوب تحمل اسم البرنامج (allo mario)، تضم العديد من المقاطع، بعناوين مثيرة، كلها جنسية، سواء كان جنسا سويا أو شاذا، لكن كلها علاقات جنسية محرمة وغير مشروعة وخارج إطار القانون المغربي.
مقاطع تشجع على الزنا، وتدعو للتطبيع مع الخيانة الزوجية، ومع الشذوذ، والعلاقات السادية المريضة، بالإضافة إلى زنا المحارم وإلى التسيب والعبثية والممارسات المنحرفة.
مقاطع تتنوعت بين ممارسة جنسية محرمة بين أصدقاء، إلى خيانة فتاة لابنة عمها بممارسة الزنا مع زوجها، إلى استمتاع زوجة بأحضان والد زوجها، إلى حمل متزوجة من خليلها أو من صبي صغير.. وغير ذلك من العلاقات التي لا يزيد حكيها سوى التطبيع معها، وإظهار أنها علاقات موجودة بكثرة في المجتمع، وهو ما يولد انطباعا خطيرا لدى المستمع، ويبرر له الإقدام والمغامرة بممارسة الجنس المحرم، خصوصا وأن فئات واسعة من المجتمع متأثرة بما تبثه وسائل الإعلام والقنوات، من التطبيع مع العلاقات المحرمة، ما يشجع على الانتقال من المتخيل السينمائي أو التلفزيوني إلى الواقع المعاش.
ومع أنه يظهر أن القائمين على القناة حاولوا تهذيب وتأطير نجمهم “ماريو”، حتى لا يوقعهم في مخالفات قانونية واضحة أو حتى يجدوا متكأ وحجة للرد على المتابعة القانونية التي قد تطالهم، فإن “ماريو” يحاول مرة مرة أن يذكر من يبوحون له بمحرماتهم ومخالفاتهم القانونية، بأن القانون المغربي يعاقب على ذلك، وبالرغم من ذلك، فإن الطبع يغلب التطبع، ولذلك توجد مقاطع تشجع على ما يخالف القانون المغربي من العلاقات الجنسية المحرمة بكل صراحة ووضوح.
“ماريو” يحاول أيضا أن يلجم لسانه حتى لا يتلفظ بالكلام البذيء الذي اعتاده في لياليه، لكن مع ذلك فإن كلاما سافلا يمر بين الفينة والأخرى من المتصلين، وهم يحكون مغامراتهم الجنسية أو العهرية، وهو ما يشجع على متابعة جمهوره للبرنامج، إذ أن استقطاب هذا الشاب المثير للجدل والمشهور بإلحاده ودعوته للعبثية والتسيب الجنسي لتنشيط برنامج إذاعي، ما المقصود من ورائه سوى استقطاب جمهوره الذي للأسف يزداد اتساعا مع موجة الانحراف الأخلاقي والسلوكي لدى الشباب، وأيضا مع تضخم وتغول الخطاب الإلحادي في الكثير من غياهب المجموعات الافتراضية لأتباع داروين في عالم الشابكة.
ولتبرير تلكم الممارسات المحرمة والمنحرفة، وأيضا الاختيارات العقدية الضالة (الإلحاد على رأسها)، فإن “ماريو” يرى أن ذلك يدخل ضمن الحريات الشخصية للأفراد، ولذلك اختار أن يكون شعار برنامجه الإذاعي: “ماشي مشكل نكونو مختالفين.. الأهم هو اننا نعيشو مجموعين”!!
الخطير أيضا في البرنامج الذي يبث على أثير إذاعة مرخص لها، وتطالها مراقبة الهاكا (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري)، أنه بالإضافة إلى نشر الفضائح وترويج سوقها، والتطبيع مع الزنا والممارسات المنحرفة والمتسيبة، فإن القائم عليه يدعو لتشتيت الأسر ويشجع على ذلك، فمثلا بالنسبة للفتاة التي زنت مع زوج ابنة عمها، قام “ماريو” بالاتصال بالزوجة ليخبرها بفضيحة زوجها، وهو ما سيتسبب في الغالب في افتراق الزوجين!!
اقرأ أيضا: حملات المجون وانتكاسة الفطر في مواقع التواصل.. “كيلوطي فوق راسي” نموذجا
وهنا لابد أن نتساءل: ألم تسمع الهاكا بعد بهذا البرنامج؟!
أليست مسؤولة عن ردع من ينشر الانحلال والانحراف في صفوف المجتمع، خصوصا في أهم فئة من فئاته وهم الشباب والفتيان؟!
أليس استقطاب مثل “ماريو” الشخص المثير للجدل، والذي لطالما اشتكت الأمهات والآباء من تسببه في انحراف أبنائهم أخلاقيا وعقديا، يعد تكسيرا للضوابط والحدود في تقديم برنامج يحاول أن يعالج المشاكل الاجتماعية، ويكون نافذة للبوح؟!
يظهر أن عقوبات الهاكا لمخالفات هذه الإذاعات فيما يخص التشجيع على البذاءة والانحراف والتسيب لم تعد كافية، ووجب اتخاذ إجراءات وتدابير أكثر صرامة.
في الأخير، ليس لي سوى القول: يبدو أنه بعد الانتقال من ترويج التفاهة والسفاهة إلى ترويج السفالة والقذارة، سننتقل قريبا إلى الانحراف الأخطر، وهو الترويج لخطاب الإلحاد والزندقة مباشرة وبالصوت والصورة على أثير الإذاعات وشاشات القنوات.
فاللهم سلم سلم، واحم هذا البلد من التسيب الأخلاقي واللادينية.
قال الله تعالى :《إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الأخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون 》. اللهم أعنا على تربية أبنائنا تربية حسنة .