دة. زينب عبد العزيز تعدُّ ترجمة جديدة لمعاني آيات القرآن الكريم باللغة الفرنسية
إعداد: نبيل غزال
هوية بريس – الإثنين 09 فبراير 2015
أصدرت «مؤسسة الإدريسي الفكرية للدراسات والأبحاث» ترجمة جديدة لمعاني آيات القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؛ وقد سهر على إنجاز هذا العمل الكبير؛ الذي استغرق 15 سنة؛ الدكتورة زينب عبد العزيز، أستاذة الحضارة والأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، ومشرفة سابقة على قسم اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وعضوة عاملة في لجنة العلوم الاجتماعية بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ولجان مجمع البحوث الإسلامية.
وأعربت الدكتورة زينب وهي من مواليد 19 يناير 1935م أن عملها هذا يفرضه واجب الوقت، لأن كل الترجمات الموجودة حالياً بها العديد من المآخذ.. وأن مدى الانحرافات يتسع من السهو غير المقصود إلى التحريف المتعمد، مرورا بكل الصعوبات التي تضعها اللغة الغربية أمام المترجم.
كما أكدت الدكتور زينب في مقدمة الترجمة أنه بالنظر إلى الجانب القدسي للقرآن الكريم وإعجازه أثارت مسألة ترجمة القرآن إلى لغات أخرى مجادلات في البلدان الإسلامية، لذلك لم يتول القيام بالترجمات إلا المستشرقين، الذين يمتلكون ناصية لغتهم الأم، ولكنهم أبعد ما يكونون عن امتلاك معرفة باللغة العربية تكون على نفس المستوى. الأمر الذي أدى إلى نتائج مؤسفة..
وهذا الرفض لترجمة القرآن، والذي بدأ بصورة عامة في البلدان الإسلامية، ظل قائماً حتى مطلع القرن العشرين. لكن، نظراً للعدد المتزايد للمسلمين في العالم والذين لا يوجد بين أيديهم سوى ترجمات خاطئة، ونظراً لأن نفس هذه النصوص المحرفة كانت المورد الوحيد الذي ينهل منه القارئ غير المسلم معلوماته عن الإسلام، وبذلك يحتفظ بأفكار خاطئة وعلى غير أساس من الصحة، فقد غير المسلمون موقفهم ليتولوا قضية الدفاع عن الإسلام وينهضوا بمهمة ترجمة معاني القرآن.
موقف علماء الأزهر من هذه الترجمة
بقيت قضية معرفة ما إذا كانت ترجمة القرآن مباحة شرعاً، من الناحية الدينية أم ممنوعة؟
والسؤال الذي وجه إلى العلماء جاء كالتالي:
«هل الإقدام على محاولة جديدة يعد جائزاً من الناحية الدينية أو غير جائز؟».
«مع مراعاة أنه سيقال أن هذه الترجمة ليست القرآن، ولا تتضمن خصائص القرآن، وليست هي ترجمة كل المعاني التي يتضمنها أو التي فهمها العلماء، وأن هذه الترجمة ستطبع وحدها بجوار النص العربي للقرآن».
جواب العلماء عن الفتوى:
«الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، رداً على سؤالكم الذي طالعناه بكل تفاصيله، نحيطكم علماً بأن الإقدام على الترجمة على الوجه المذكور تفصيلا في سؤالكم جائز شرعاً، والله سبحانه وتعالى أعلم».
ويلي ذلك توقيع العلماء الذين أصدروا هذه الفتوى، وهم جميعاً أعضاء بجماعة كبار العلماء:
– محمد الديناري: عضو جماعة كبار العلماء وشيخ معهد طنطا.
– عبد المجيد اللبان: شيخ كلية أصول الدين وعضو جماعة كبار العلماء.
– إبراهيم حمروش: شيخ كلية اللغة العربية وعضو جماعة كبار العلماء.
– محمد مأمون الشناوي: شيخ كلية الشريعة وعضو جماعة كبار العلماء.
– عبد المجيد سليم: مفتي الديار المصرية وعضو جماعة كبار العلماء.
– محمد عبد اللطيف الفحام: وكيل الجامع الأزهر وعضو جماعة كبار العلماء.
– دسوقي عبد الله البدوي: عضو جماعة كبار العلماء.
– أحمد الدلبشاني: عضو جماعة كبار العلماء.
– يوسف الدجوي: عضو جماعة كبار العلماء.
– محمد سبيع الذهبي: شيخ الحنابلة وعضو جماعة كبار العلماء.
– عبد المعطي الشرشيمي: عضو جماعة كبار العلماء.
– عبد الرحمن قراعة: عضو جماعة كبار العلماء.
– أحمد نصر: عضو جماعة كبار العلماء.
– محمد الشافعي الظواهري: عضو جماعة كبار العلماء.
«حيث أن الترجمة المرادة هي ترجمة لمعاني التفسير الذي يضعه العلماء فهي جائزة شرعاً، بشرط طبع التفسير المذكور بجوار الترجمة».
رأي إمام الأزهر الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهت هذا السؤال الى جماعة كبار العلماء، وإني أوافقهم على ما رأوه.
ولا أرى داعياً للتحفظ الذي أبداه الشيخ عبد الرحمن عليش وهو «طبع التفسير مع الترجمة لعدم الحاجة إلى ذلك بعد مراعاة الشروط المدونة في السؤال».
رئيس جماعة كبار العلماء
محمد مصطفى المراغي
لماذا هذه الترجمة الجديدة؟
هل هناك حاجة إلى ترجمة جديدة باللغة الفرنسية؟
إن الرد بالإيجاب يكاد يفرض نفسه في النطاق الذي يمكن فيه القول، بلا خطأ يذكر، أن كل الترجمات الموجودة حالياً بها العديد من المآخذ..
فليس المقصود هنا إلقاء لوم لا جدوى منه، حتى وإن كان مبنياً على أسس علمية، أو من قبيل المناقشات العقيمة، لكنها ملاحظات موضوعية يمكن لكل شخص أن يلاحظها في خطوطها العريضة:
* عدم احترام القرآن وخاصيته كنص منزّل لدى البعض؛
* غياب الأمانة العلمية لدى البعض الآخر، والتي قد تصل إلى تحريف النص واللجوء إلى اختيار ألفاظ مهينة، خاصة عندما يسمح اختيار العبارات بذلك، مثلما ورد بترجمة أندريه شوراكي؛
* عدم القدرة لدى بعضهم على إدراك معنى القرآن أو رهافة معانيه وتنوعها.
* لجوء أغلبية المترجمين إلى نوع من التعليق أو الإضافات التي تجاوز الترجمة، الأمر الذي يغرق النص بتطويل لا علاقة له أحياناً بالنص القرآني.
* الفرق الشاسع القائم بين اختلاف وعاء اللغتين، إذ أن مميزات اللغة العربية تسمح لها بأن تكون أكثر أتساعاً بعشرات المرات من اللغة الفرنسية. وهو ما سوف نراه فيما بعد.
وتبقى ملاحظة لابد من قولها وهي: الفرق الواضح بين الترجمات التي قام بها المستشرقون، وتلك التي قام بها المسلمون. وهو فرق يفرض نفسه بحكم الواقع ويقسم هذه الترجمات إلى مجموعتين متميزتين على الأقل من حيث الهدف الذي تمت من أجله. وهذا يعني الإفصاح عن كل شيء ضمناُ، بما أن أهداف المسار يتضمن في حد ذاته كل الخطوات التي ستتبع..
فلم يعد هناك من يجهل أن الهجوم على الإسلام قد بدأ منذ بدايات انتشاره ولم يتوقف. إذ تصدى له الغرب على أنه هرطقة مسيحية وانشقاق من أمثال ما قام به مارسيون، وماني، وأريوس، وكثيرون غيرهم، من الذين عارضوا تأليه المسيح عليه السلام.
وتعد الصفحات التي خصها يوحنا الدمشقي (حوالي 650-750 تقريباً) في كتابه المعنون «نبع المعرفة» فصل الهرطقات، المستودع الذي لا ينضب للأفكار الملغوطة والصور المشوهة التي راح ينهل منها الغرب ليفرضها عبر قرون طويلة وحتى يومنا هذا بشراسة متزايدة.
ومن ناحية أخرى، فإن نفس الصورة المشوهة للإسلام وللرسول صلوات الله وسلامه عليه، وللمسلمين، والتي أضيف إليها تّعنت الحروب الصليبية، تمثل الخلفية التي نُسجت عليها بدهاء أول ترجمة للقرآن في مطلع القرآن الثاني عشر.
وذلك ما يوضحه الخطاب الذي أرسله بطرس المبجل إلى القديس برنار، مع نسخة من الترجمة التي قام بها روبير دي رتين بمعاونة رهبان دير سيتو. وذلك «للحاجة إلى مسح أية آثار لديانتهم الأولى من عقلية الذين تم تنصيرهم حديثاً»، وهو ما أورده رجيس بلاشير في الصفحة رقم 9 من كتابة المعنون: «القرآن» الصادر في عام 1969. وبقول آخر، لقد تضافرت جهود التعصب الكنسي للبعض، والتعمد العنيد للبعض الآخر لحبك عملية تزييف أرادوها أزلية!
ومن هنا نرى أن ترجمة القرآن التي قام بها المستشرقون أو رجال الكنيسة لن تحيد أبداً عن هذه القاعدة بل إنها قد استقرت منذ ذلك الوقت في موقف عدائي ضد الإسلام. والأدهى من ذلك أن معيارها هو: تفنيد الإسلام بالاستعانة بتعاليم القرآن! الأمر الذي يكشف إلى أي مدى ستصل عمليات التحريف والتبديل وكل ما يمكن لعقلية الهجوم والكراهية المبنية على غير أساس أن تتمخض عنه لتفرضها بألاعيبها..
وبالتالي، فقد استسقى عصر التنوير كل معارفه وكل عدائه من هذه الكتابات المعادية للإسلام وخاصة المعادية للقرآن، الذى راحت المسيحية تهاجمه بمنهجية ودأب عبر القرون ولا تزال. وهذه المعارف وهذا العداء لن يقوم بتغذية الأجيال التالية فحسب، لكنه سينتهى به الأمر إلى تكوين طابع تلقائي وشبه فطري للطبيعة الغربية، وموقف من الرفض الأعمى لكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.
وإن كانت هذه هي الأهداف والعواقب الناجمة عن الترجمات التي قام بها المستشرقون، وهو ما يمثل المجموعة الأولى، فإن تلك التي قام بها المسلمون تنطلق بالطبع من وجهة نظر مغايرة، تهدف إلى تصويب تلك الصورة المشوهة تقليدياً والتي توارثوها -إن أمكن القول- أباً عن جد..
ومن هنا فإن التحفظات التي تتعلق بالمجموعة الثانية من الترجمات تنصب على مجال آخر هو مجال اللغة الفرنسية.
ولعلمهم بأن الفرنسية ليست لغتهم الأم، حتى وأن كان البعض منهم يعيشون في فرنسا أو أنهم قد تلقوا تعليمهم بها، فإن هؤلاء المترجمين قد استعانوا بأعمال زملائهم المستشرقين، بما أنهم أصحاب هذه اللغة، ليستدلوا بها في ترجماتهم. وهو الأمر الطبيعي لأي عمل أكاديمي، غير أنه بخلاف عمليات النقل، فقد انزلق البعض سهواً واستخدموا نفس الصيغ المدسوسة بدهاء لينقلوها إلى ترجماتهم، ولا نذكر هنا على سبيل المثال إلا ذلك الذي نقل عبارة چاك بيرك التي ترجم بها (أن الله يتوب) بمعنى أنه يتوب عن خطأه هو (والعياذ بالله) بدلا من أنه يتوب عن أخطاء البشر!
وهناك مثال أخر أقل فداحة من الناحية الدينية، وقد انتقل تقريباً إلى كل الترجمات ألا وهو اختيار ألفاظ بعينها تتضمن إهانةٍ ما للإسلام، مثال كلمة Répudiation كمقابل لكلمة الطلاق؛ في حين أن المقابل الفرنسي موجود هو Divorce. والفرق بين الكلمتين في اللغة المترجم إليها أن الطلاق يمثل واقعة محدودة، انفصال بين شخصين، في حين أن Répudiation تتضمن بالنسبة للمرأة، معنى إهانة الطرد. الأمر الذي يسيء إلى حقيقة الإسلام وموقفه من المرأة.
ولم يكن ذلك إلا مثالاً بسيطاً للتلاعب بالألفاظ الذي يقوم به المستشرقون، والذي لا تكاد تخلو منه صفحة من صفحات ترجماتهم.
وتبقى مشكلة أساسية: نظراً لاختلاف وعاء اللغتين فإنه لا يمكن القيام بترجمة مرضية حقاً لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية دون اللجوء إلى اشتقاق كلمات جديدة. إنها ضرورة قد لامسها كل اللذين تعرضوا لهذا المجال. إلا أن هذه الضرورة الموضوعية، من ذا الذي سيقوم بها؟
أولئك الذين أمضوا أربعة عشر قرناً في الحفاظ على فرض تلاعب متعمد بالقرآن؟
هل سيشغلون بالهم بصياغة اشتقاقات جديدة حتى يعطوا صورة أقرب ما تكون من النص الذي يحاولون استبعاده من الوجود؟!
ومن ناحية أخرى، فإن المسلمين نادراً ما يجرؤون على اقتحام هذا المجال، لمعرفتهم عن حق إلى أي مدى سيغضب البعض من مجرد الفكرة!
تلك كانت الخطوط العريضة للسبب الذي من أجله تمت هذه الترجمة. وذلك لا يقلل أبداً من قدر المجهود الذي قام به من سبقونا على هذا الطريق.
من الذي قام بالترجمات السابقة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؟
تذكر الدكتورة زينب عبد العزيز أن الترجمات الكاملة لمعاني القرآن الكريم التي استطعت الحصول عليها والرجوع إليها هي الترجمات التالية مرتّبة وفقا لتاريخ صدورها وبالهجاء الفرنسي لكلمة قرآن:
• دي رييه: لو قراّن دي ما أوميه، 1647.
• سافاري: الكرآنْ، 1783.
• كازيمرسكي: الكرآنْ، 1840.
• مونتيه: الكرآنْ، 1929.
• لايمسن: الكرآنْ، 1931.
• پيل وتيجاني: الكرآنْ، 1954.
• بلاشير: الكرآنْ، 1966.
• ماسون: الكرآنْ المتعذر تقليده 1967.
• محمود بن نابي: الكرآنْ، 1976.
• جروچان: الكرآنْ، 1979.
• كشريد: الكرآنْ الكريم 1984.
• بوبكر: الكرآنْ، 1985.
• أحمد م.ت. : الكرآّنْ المقدس، 1985.
• حميد الله : الكرآنْ المقدس، 1986.
• خوام: الكرآنْ، 1990.
• بيرك: الكرآنْ، 1990.
• شوراكي: الكرآنْ، 1990.
• مجمع الملك فهد: الكرآنْ المقدس، 1994.
• مازيغ: الكرآنْ (بدون تاريخ).
وكما هو واضح، فإن عشرة من هذه الترجمات قد قام بها مستشرقون، وواحدة منها تمت بالاشتراك بين مستشرق ومسلم، وثمانية منها قام بها مسلمون أو مؤسسات إسلامية.
ومن هنا يمكن القول إجمالاً أن كل ترجماتهم، وبلا استثناء، تنطلق من نفس النقطة: رفض حقيقة أن القرآن منّزل من عند الله، ومحاولة تأكيد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلفه، وإنكار أميته، ومحاولة إثبات أنه نقل عن القدامى أو قلدهم، وبرهنة أن هذا القرآن لا يتضمن أي تشريع يذكر وأنه في الواقع ليس سوى كمّ من العبارات المثيرة للسخرية أو المليئة بالغموض، ليصلوا جميعاً بصورة أو بأخرى إلى نفس النهاية: أنه عمل مليء بالخزعبلات جدير بأن يلقى..
وإن لم يكن القرآن يسهل لهم هذه «المهمة» عن طريق اختيار عبارات معينة، فإن الهوامش والتعليقات في أخر الصفحات إضافة إلى المقدمات التي يكتبونها تعطي لهم المساحة الكافية لتزييف المعنى وتحريفه كما يبغون..
وجميعهم تتضافر جهودهم ليلجؤوا إلى نفس التقنية: إخفاء أو التلاعب بالآيات التي تدين عقيدة الثالوث؛ وكل تلك التي تثبت عمليات التحريف التي تعرض لها الإنجيل الأصلي، إنجيل يسوع، بكل الصور، من قبيل: تغيير أماكن الكلمات، تبديل المعنى، تحريف، الخ… وخاصةً تلك الآيات التي تدين تأليه المسيح عليه السلام.
كما أن كل هؤلاء المترجمين يتفقون لاستبعاد أيّة تشابه بين المعطيات الأساسية، بما أن رسالة التوحيد واحدة وهي: وحدانية الله عزّ وجلّ.
وكذلك فإن اختيار الكلمات يخضع لنفس الدهاء.. فكلمة الجنة Paradis مثلاً لن تظهر تقريباً في هذه المجموعة من الترجمات، لكنهم سيضعون بدلا منها كلمة حديقة Jardinوهو نفس الأسلوب المستخدم للتلاعب بفعل (يتوب) الذي ذكر فيما سبق. فأن كلمة جنة باللغة العربية تعني الاثنين: المعنى الأخروي؛ والحديقة أو البستان، والمعنى العام للسياق هو الذي يحدد الاختيار.
تلك كانت، في خطوطها العريضة، التوجهات المسبقة التي يتبعها المستشرقون، والفرق الموجود بين كل ترجمة من ترجماتهم ليس، في الواقع، سوى اختلاف في الأسلوب وفي التحايل، لكن القاسم المشترك بينها يظل واحداً.
والتقرير الذي قدمته اللجنة المكلفة بمراجعة «ترجمة القرآن» التي قام بها چاك بيرك يوضح ما فيه الكفاية ويكشف إلى أي مدى يمكن القول بأن القرآن لم يُقدم بأمانة أبداً من قبل المستشرقين، في أي لغة أجنبية، ولا بأي صورة تجعله مفهوماً حقاً.
كما أن المطلع على التقرير يشعر بالكدر عندما يعرف أن «چاك بيرك» كان عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأستاذاً فخرياً بالكوليج دي فرانس! وهي الإجازة الوحيدة التي توج بها عمله لينشره!
تلك هي الأسباب التي أدت إلى ما أثارته ترجمة «چاك بيرك» من ردود أفعال لا مثيل لها، في مصر وفى العالم الإسلامي، منذ ظهورها وأدت إلى إدانتها.
ولا يتسع المجال هنا للرد على كل هذه المعطيات التي تناولها المستشرقون بصور متفاوتة، لكننا لا نستطيع إغفال ذلك المطلب المتكرر من «چاك بيرك» وشركائه، ألا وهو إخضاع القرآن للنقد التاريخي وتطبيق أساليب اللغويات الحديثة عليه، وإخضاعه إلى النقل في الحاضر. هذا؛ وقد خصصت الدكتورة زينب عبد العزيز مؤلفا خاصا للرد على شبهات وافتراءات «چاك بيرك» عنونته بـ: «وجهان لچاك بيرك».