جمعية الإصلاح للأخوة والتربية تستنكر اقتحام شرطة نواكشوط مقرها وتعتبر أمر إخلائه “مجرد استيلاء على مبنى بالقوة”
هوية بريس – عبد الله المصمودي
اقتحمت شرطة مقاطعة لكصر بنواكشوط (عاصمة موريتانيا) بقيادة حاكمها، أمس الأربعاء مقر جمعية الإصلاح للأخوة والتربية التي تنشط في مجال الدعوة والثقافة، مصحوبين بمفوض قضائي، وأمروا بإخلائه دون تقديم حكم قضائي ولا مقرر معلل من وزير الداخلية، بل تنفيذا لما وصفوه بأوامر عليا.
وأصدرت الجمعية اليوم الخميس بيانا يستنكر قرار التوقيف وعملية الإخلاء، معتبرة ما وقع مجرد استيلاء على مبنى بالقوة.
وأكد أعضاء الجمعية على مواصلة عملهم “على تحقيق رسالتهم وأهدافهم بالوسائل المسطرة في النصوص التي على أساسها منحت الجمعية الترخيص”.
كما دعا البيان “كافة الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين إلى الوقوف صفا واحدا”، أمام ما أسماه “العبث الفج بالقانون”، بالإضافة إلى دعوة “كافة المرشحين للرئاسيات المقبلة إلى اتخاذ مواقف شجاعة وواضحة من هذا الدوس على الحريات الدستورية”.
وفي الأخير أهاب البيان “بالجميع إلى تجنيب البلاد الصراعات بالوكالة وتصفية حسابات لا منتصر فيها”، مؤكدا “أن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتربية الصالحة.. فكرة واقتناع وخبرة واستعداد، وسيظل القائمون على الجمعية بإذن الله مصابيح إرشاد وهدى ومؤاخاة في كل الظروف وبشتى الأشكال؛ لا تمنعهم الاقتحامات ولا الإجراءات التعسفية”.
وهذا نص البيان كاملا:
“جمعية الإصلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للرأي العام
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله تعالى:
{إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}
فوجئنا في جمعية الإصلاح للأخوة والتربية مساء أمس بحاكم مقاطعة لكصر مصحوبا بالمفوض وبعض عناصر الشرطة، وهم يقتحمون الجمعية ويأمرون بإخلائها، من غير حكم قضائي ولا مقرر معلل من وزير الداخلية، بل تنفيذا لما وصفوه بأوامر عليا.
إن “جمعية الإصلاح للأخوة والتربية هي جمعية تعمل في مجال الدعوة والثقافة؛
تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتسعى إلى تجسيد الأخوة الإيمانية بين أفراد المجتمع.
تتشكل من مجلس شورى برئاسة الشيخ العلامة محمد عبد الرحمن بن أحمد (الملقب ول فتى)،
ومن مكتب تنفيذي برئاسة الأستاذ أحمدجدو ولد احمد باهي.
تهدف الجمعية إلى:
– الدعوة إلى الإصلاح والأخوة والمحبة بين مكونات الشعب الموريتاني.
– تعزيز الثقافة الإسلامية والوطنية وتربية ناشئة البلد عليها.
– تربية الشباب وحمايته من الانحراف الفكري والخلقي
– الإسهام في النهوض بدور المرأة في الإصلاح وتربية الأجيال.
– نشر قيم الوسطية والتسامح ومحاربة الغلو والتطرف والظلم.
– ترسيخ معاني الحرية والكرامة والعدل ومحاربة الاسترقاق والعنصرية.
– الدفاع عن ثوابت البلد، ونصرة قضايا الأمة
تنتهج الجمعية وسائل من أهمها:
– المحاضرات والندوات
– الأمسيات الثقافية
– المواسم الثقافية والدعوية
– الحملات التطوعية
– القوافل والرحلات
– توظيف مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة.
ولقد أنجزت الجمعية رغم حداثة نشأتها أنشطة نوعية شملت: ندوات ومحاضرات دعوية، وأماسي ثقافية وأدبية، وبرامج تلفزيونية مميزة..
إننا في قيادة الجمعية نعلن للرأي العام ما يلي:
1- نعتبر ما حصل مجرد استيلاء على مبنى بالقوة فما زلنا نحتفظ بوصل اعتراف بجمعيتنا، ولم يصدر قرار بحلها.
2- سنواصل العمل على تحقيق رسالتنا وأهدافنا بالوسائل المسطرة في النصوص التي على أساسها منحت جمعيتنا الترخيص.
3- وستظل نشاطاتنا منسجمة مع القانون غير مستسلمة للأمر الواقع.
4- ندعو كافة الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين إلى الوقوف صفا واحدا أمام هذا العبث الفج بالقانون.
5- ندعو كافة المرشحين للرئاسيات المقبلة إلى اتخاذ مواقف شجاعة وواضحة من هذا الدوس على الحريات الدستورية.
6- نهيب بالجميع إلى تجنيب بلادنا الصراعات بالوكالة وتصفية حسابات لا منتصر فيها.
7- ونؤكد أن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتربية الصالحة.. فكرة واقتناع وخبرة واستعداد، وسيظل القائمون على الجمعية بإذن الله مصابيح إرشاد وهدى ومؤاخاة في كل الظروف وبشتى الأشكال؛ لا تمنعهم الاقتحامات ولا الإجراءات التعسفية.
المكتب التنفيذي
نواكشوط 04/04/2019”.
وحسب موقع صحراء ميديا الموريتاني، فقد أغلقت الشرطة الموريتانية، أمس الأربعاء، أيضا جمعية «يداً بيد للثقافة والعمل الاجتماعي»، من دون أن يتم الكشف عن أسباب هذا القرار الذي يأتي بعد إغلاق جمعيات خيرية ومعاهد يقال إنها مرتبطة بالتيار الإسلامي في موريتانيا.