رحيل “أيقونة المرأة المسلمة” في تركيا.. التي سُجنت وناضلت من أجل الحجاب وكانت وراء زواج أردوغان بأمينة
هوية بريس – متابعات
وُوري في مدينة إسطنبول التركية، الخميس 29 غشت 2019، جثمان الكاتبة والناشطة التركية “شعلة يوكسال شينلار” بعد أن أقيمت عليها صلاة الجنازة على في مسجد السلطان أيوب بإسطنبول، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزوجته أمينة.
ووفق عربي بوست تعتبر الراحلة، شعلة يوكسال شينلار، أيقونة النضال من أجل الحجاب في تركيا، وأحد أعمدة الفكر ونشر الوعي والتي تركت بصمتها الفريدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
واشتهرت الراحلة بمقالاتها في الصحف التركية ومشاركاتها الواسعة في المؤتمرات والندوات على امتداد بلاد الأناضول، وشجاعتها في تحدي التعسف العلماني الذي أظهرته السلطة لمظاهر التدين في المجتمع التركي المسلم.
صحيفة «ديلي صباح» التركية أشارت إلى أن الراحلة كانت هي من قدَّمت أمينة أردوغان إلى زوجها المستقبلي، الرئيس رجب طيب أردوغان. وأضافت الصحيفة أنها «تركت بصماتها بتاريخ النساء المسلمات في تركيا الحديثة، بكتاباتها ونشاطها الثابت الذي وضعها في السجن».
ووفق عربي بوست فقد وُلدت شعلة يوكسال شينلار في عام 1938 بمدينة قيصري وسط تركيا، لعائلة علمانية نسبياً، استقرت في وقت لاحق في إسطنبول. تركت شينلار المدرسة واضطررت إلى العمل عندما أفلست عائلتها وأُصيبت والدتها بالمرض.
عملت مساعدة لخياط أرمني بعد ترك المدرسة المتوسطة، وهي تجربة قادت فيما بعد إلى تصميمها نوعاً جديداً من الحجاب للنساء المحافظات.
كانت في الرابعة عشرة من عمرها فقط عندما نُشرت قصصها في مجلة Yelpaze. كانت الكتابة أيضاً هي التي دفعتها إلى تبني كلمة «Şule» كاسمها الأول، لأن Yüksel كان اسماً للجنسين، وأرادت تسليط الضوء على جنسها.
كانت في العشرينيات من عمرها عندما بدأت تنشر مقالات بجريدة «Kadin» (امرأة). على الرغم من كونها امرأة محافظة، فإنها لم تكن مسلمة تمارس شعائرها حتى العشرينيات من عمرها، وستنسب لاحقاً إلى شقيقها الأكبر، لتعريفها بأسلوب حياتها الجديد.
غيَّرت نصيحة شقيقها بقراءة كتاب «ريسال»، وهو كتاب شهير لسعيد النورسي، حياتها وبدأت تغطية رأسها وأداء الصلاة في الستينيات. ستتخذ حياتها اتجاهاً آخر، أيضاً، في تلك السنوات عندما التحقت بجريدة Yeni İstiklal، حيث واجهت مجموعة من الدعاوى القضائية لمقالاتها.
من وحي خبرتها كخيّاطة، صممت شينلار شكلاً (موديلاً) خاصاً للحجاب عُرفت به، وانتشر بين فتيات المدارس اللواتي تأثرن بها وقلَّدنها في طريقة ارتدائه ولفّه على الرأس، حتى باتت طريقتها الموضة التي صبغت لباس نساء تركيا المحجبات، وما زال ذلك «الموديل» يمثل شكل حجاب التركيات حتى اليوم.
بل بدأ يتسلل إلى النساء المسلمات في العالم؛ تقليداً للحجاب التركي الذي صممته وارتدته “شينلار” قبل أكثر من نصف قرن، وذلك بعد أن ارتدت الحجاب في عمر السابعة والعشرين، حين تحولت من الحياة المتأثرة بالنمط الغربي إلى حياة أكثر تديناً عام 1965.
قد يكون عملها مع أخيها أوزور بتحرير قسم المرأة في مجلة Seher Vakit 1969، باكورة نشاطها في زيادة الوعي بأهمية الحجاب بين النساء المسلمات بالقصائد والمقالات، وحاكت متطلبات الفتيات الصغيرات في اختيارهن ملابسهن، حيث كانت ترسم وتصمم أنماطاً حديثة وأنيقة للحجاب والأزياء الإسلامية.
رُفعت دعاوى قضائية ضدها واتُّهمت بإهانة الرئيس، بعد أن نشرت عدة مقالات، أحدها كان بعنوان «ابكوا يا إخواني المسلمين» في مجلة Bugün، حيث عبَّرت عن مشاعر الحزن التي انتابتها بسبب الاحتفاء الذي استُقبل به بابا الفاتيكان بولس السادس في زياراته غير الرسمية لتركيا، وعن استياء الشعب التركي من التنازلات التي أظهرتها السلطة التركية حينذاك، واعتبرت ذلك استهانة بمشاعر الأتراك المسلمين، وحكمت المحكمة بسجنها عام 1971 وبقيت ثمانية أشهر في سجنها.
بالإضافة إلى المحاضرات والندوات والدروس القيّمة التي أثرت بها يوكسال حياة كثيرين من أبناء تركيا وبناتها، وعلاوة على ما كان يجود به قلمها الواعي في مختلف الصحف والمجلات، تركت شعلة شينلار مجموعة من الكتب القيّمة والروايات المؤثرة، حيث تحولت روايتها (زقاق السلام) 1970 إلى فيلم سينمائي بعنوان Birleşen Yollar، ومن ثم لمسلسل تلفزيوني يحمل اسم الرواية نفسها، وتم بيع آلاف النسخ من الرواية المكتوبة.
ومِن كتبها المنشورة أيضاً: «الهداية»، و«ماذا حدث لنا؟»، و«المرأة في الإسلام»، و«المرأة اليوم»، و«كل شيء من أجل الإسلام»، و«دموع الحضارة»، و«فتاة وزهرة»، و«اليد اليمنى»، و«مدرس واعٍ».