الفصل بين الجنسين…”عصيد” والبهيمية والتنوير
نبيل غزال – هوية بريس
يبدو أن مناقشة جدوى الاختلاط في التعليم قد تسببت لدى البعض بإزعاج كبير، وأثارت حفيظة من يعتبرونه “طابو” لا يحق الاقتراب منه.
وفي هذا الصدد نشر أحد المواقع الإلكترونية أمس الأربعاء 11 شتنبر 2019 موضوعا بعنوان “سلفيون ينادون بمنع الاختلاط في الأقسام ..عصيد: مستوى بهيمي“، معدُّ هذه المادة يبدو أنه يفتقد لكثير من المعرفة حول هذا الموضوع، والحنق الأيديولوجي كان طاغيا عليه على طول الخط، حيث كرر كلمات “سلفية.. سلفيين.. سلفيون” ثمان مرات، وادعى أن هذه الحملة يتقدمها الشيخ الحسن الكتاني، وربط بشكل مضحك مطلبَ منع الاختلاط برفض تعليم المرأة وعدم اعتبارها كيانا مستقلا في قراره، وليدعم طرحه هذا استقى تصريحا من “أحمد عصيد” الذي ما فتئ يكرر، وفي كل نقاش، الكلام نفسه، وفي الآونة الأخيرة انتقل إلى استعمال لغة السب والشتم بحق من يخالفه الرأي والفكر، حيث اعتبر مطلب فتح نقاش حول الاختلاط يندرج “ضمن المستوى البهيمي“،
وطبعا كل من يحترم عقله وقُراءه لن ينزل معه إلى هذا المستوى، ولن يجاريه في هذا السفه، فسلاح الضعيف السب والشتم، وحجة العاقل العلم والبيان والإقناع، أضف إلى ذلك أن هذا “الناشط” تُناقض أفعالُه أقوالَه، وهو متهم بالاعتداء جسديا على عشيقته السابقة “مليكة مزان”، وفق ما صرحت به هي شخصيا في مقاطع مرئية متعددة؛ وتثبت وثيقة كتبها بخط يده ووقعها بإمضائه ورقم بطاقته الوطنية علاقاتهما الجنسية باسم ما سماه الإله “ياكوش”.
لذا فإذا كان نقاش مطلب مراجعة الاختلاط في التعليم، هو نقاش بهيمي ونظرة دونية للمرأة، فكيف يمكن التعليق على استنزاف جسد امرأة وممارسة الاعتداء عليها جسديا؟؟
هذا مع العلم أن مطلب الفصل بين الجنسين في التعليم ليس بدعة في المغرب، بل هو الأصل الذي كان يُعمل به، ولم يتم الخلط بين الجنسين إلا في الأمس القريب، وقد قام علماء المغرب عبر مؤسستهم المعترف بها باستنكار ذلك.
ولتنوير صحفي الموقع الذي أعد ورقة في الموضوع، والذي لم يشتد عوده بعد، نخبره أن “رابطة علماء المغرب” قد أوصت في ثلاث مؤتمرات بمنع الاختلاط في التعليم، وراسلت الملك بهذا المطلب. وشددت على “منع الاختلاط بين الجنسين في مراحل التعليم وخاصة في التعليم الثانوي والأحياء الجامعية”، و”عدم الاختلاط سواء في الابتدائي أو الثانوي أو الجامعي”. (توصيات المؤتمر الخامس والعاشر 1975-1987).
أما في مؤتمرها الثالث الذي عقدته سنة 1968 فشددت على أن “الإسلام يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولذا يجب أن تتاح للفتاة المغربية جميع فرص التعليم حتى تتمكن من أداء وظيفتها الاجتماعية والدينية، وتساهم كعضو عامل في المجتمع في النهوض بمستوى بلادنا، فيجب تهذيب الفتاة المسلمة وتعليمها تعليما إسلاميا صحيحا وإقامة نظام تعليمي نسوي خاص منفصل عن الذكور في جميع مراحله. يستهدف إعداد الفتاة المسلمة إعداداً يتناسب ووظيفتها الاجتماعية ويحفظ لها دينها وعاداتها الإسلامية ويحول دون الانسياق في مفاسد الحياة الغربية الحديثة”.
لو قال هذا الكلام اليوم أي شخص، سواء انتمى إلى الهيئة العُلمائية الرسمية أو غيرها، لصار سلفيا متطرفا، وداعشيا يعيش خارج الواقع والسياق!
فمشكلة من يخوض في مثل هذه الأمور بجهل علمي وتاريخي، واندفاع أيديولوجي، أنه يضع نفسه في موقف حرج، ويسيء للمنبر الذي يشتغل فيه، فليس الملتحون من أثاروا هذا الموضوع، ولا وحدهم من جدد رفع مطلبه، بل هو مطلب عالمي، يرفع داخل بلاد المسلمين وخارجها، ويرفع في أوروبا وأمريكا وأستراليا والصين.. وغيرها.
وحتى في الدول التي تولي عناية كبيرة للتربية الجنسية في المدارس فإنها تعاني كثيرا بسبب الاختلاط في الفصول الدراسية، من ضعف للتحصيل وانتشار الاغتصاب والحمل في سن مبكر وغير ذلك.
وفي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل اللاتي تقل أعمارهن عن ستة عشر سنة، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
“الوكالة التربوية الأميركية” أجرت بدورها دراسة خلصت إلى أن الأميركيات في الفصول المختلطة أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والتفكير بالانتحار بل الإقدام عليه.
“منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية” ومن خلال دراسة قام بها “ميشل فيز”، الباحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية والمستشار السابق لوزير الشباب والرياضة في فرنسا، تؤكد أن المراهقين في الفصول المختلطة يقرؤون النصوص بصعوبة، وأن الفصل بين الذكور والإناث في التعليم يسمح بفرص أكبر للطلبة للتعبير عن إمكاناتهم الذاتية. ولهذا تطالب الدراسة بتطبيق النظام غير المختلط من أجل الحصول على نتائج دراسية أفضل.
وهناك العديد من الدراسات المطبوعة والمنشورة على الأنترنت بلغات متعددة حول هذا الموضوع، أكيد أن هؤلاء ليسوا “سلفيين” بل ليسوا مسلمين أصلا، وأكيد ليسوا “متخلفين”، وليسوا أصحاب عقلية ماضوية لم تستسغ تمدرس المرأة، إنهم المثال والقدوة في المساواة بمفهومها الغربي بين الجنسين، ويقدمهم عصيد ومن معه من مدعي التنوير كمثال يجب أن يحتذى، لكن يبدو ألا تنوير لديهم فلا نرى منهم سوى من يتعصب ولا يعمل عقله وفكره في دراسة الموضوعات التي تثير نقاشا مجتمعا مثل الاختلاط في التعليم.
لذلك فنحن ندعو بإلحاح إلى دراسة هذا الموضوع من زوايا متعددة، وفتح نقاش مجتمعي دون احتراب، فنحن في الأخير ننتمي جميعا لهذا الوطن ومن الواجب العمل من أجل الحفاظ عليه وتطويره وتنميته وفق مقومات هويتنا وثوابتنا دون صمود أو استصنام لمفهوم لا يأخذ صِدقيته إلا من كونه انبثق في بلاد “الأنوار” التي باتت باهتة على المستوى الأسري والاجتماعي مع توالي ارتفاع معدلات الاغتصاب والعنف والقتل الذي يمارس ضد المرأة، والذي لم تنجح كل القوانين والمبادرات في علاجه.
وهذا ما على “عصيد” وأمثاله فعله، من الذين يكثرون التسبيح باسم التنوير والحداثة بشكل ببغاوي مغرق في التقليد، ويرفعون شعارات جوفاء، ما هي إلا أصنام من عجوة، إذا مُسّت مصالحهم وتضررت مكاسبهم التهموها بنهم وشَرَه.
عصيد حالة مرضية لا يؤخذ برايه.
بعض المناطق في امريكا و كندا و انجلترا جربوا هذا النوع من التدريس و قد وصلوا الى نتائج اكثر ايجابية و الان يطالبون بالتطبيق على صعيد الدولة كاملة
كلما تقدم العلم، أثبت أن المرجعية الإسلامية في تدبير أمور الحياة هي الحل، و هذا يزعج بعض مرضى القلوب.
البعض من يحسبون أنفسهم علمانيون ومتنورون يحبون الظهور بمظهر التطور والتقدم ولكن هم أكثر بلادة وتخلف فالمجتمعات التي لها عقول تفكر حينما ترى أن مشكلة حلت بالمجتمع تلجأ للحلول الحميدة التي تخدم المجتمع وتحصنه سواء اسلامية أو غيرها اما عندنا فمن يعدون انفسهم مثقفين فهم ينعقون كالغربان ….. والفاهم يفهم
allah ychafi wlidat franssa
هوية بريس اعتنقت الإسلام مبروك