ما علة تشريع الحجاب؟ أليست: الستر ودرء الفتنة؟!
هوية بريس – د. البشير عصام
الأربعاء 15 أبريل 2015
من عجائب التناقض التي يتخبط فيها بعض التنويريين، أنهم ينكرون الفهم الحرفي الظاهري للنصوص، وينادون بضرورة مراعاة العلل، والنظر في المصالح والمقاصد.
ثم إذا أتوا إلى لباس المرأة المسلمة، قالوا: ينبغي أن يكون حجابها جميلا أنيقا، وينكرون على من لبست حجابا ساترا، وينبزونها بالرجعية والتنفير!
سبحان الله!
فما علة تشريع الحجاب؟ أليست: الستر ودرء الفتنة؟!
وما غرضك من أن تَظهر أمامك مَن لا تحل لك من النساء بلباس جميل أنيق؟
أليس الموافق لمقاصد الشرع: أن تحتفظ المرأة بجمالها لمن يحل له أن يراه، ولا تجعله مشاعا في الناس؟
فإن قلت:
الفتنة قد تحصل بالحجاب السابغ الساتر أيضا، فما قولك؟
فالجواب:
نعم هذا وارد. ولذلك شرعت أحكام أخرى مثل غض البصر، ومنع الخلوة وما أشبه ذلك، بعد تحقيق حكم الحجاب الساتر.
لكن ليس الكلام في هذا، وإنما الكلام في حجابٍ تقول أنت عنه إنه جميل أنيق. فهذا الجمال -الذي حكمت بأنه جميل لأنك لم تغض بصرك عنه- أيحلّ لك أن تبيحه في المجتمع وأنت تعلم أن المفسدة الحاصلة بذلك كبيرة، وأن إباحته نقض لعلة تشريع الحجاب؟
والإصرار على مفهوم ”الذوق والجمال” في الحجاب، بدلا من مفهوم ”الستر ودرء الفتنة”، هو الذي أدى إلى تنظيم عروض الأزياء للمحجبات، يمررن به أمام صفين من الحاضرين، وينقل في وسائل الإعلام المختلفة!
وهو الذي أدى إلى أن صارت المحجبة العصرية -إلا من حافظت على فهمها الصحيح لمعنى الحجاب- أكثر فتنة من المتبرجة. عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله!
وهو الذي أدى إلى الجمع بين غطاء الرأس والتطرية في الوجه (الماكياج) وتطويل الأظافر وتطويلها والبناطيل الضيقة: كل ذلك تحت شعار ”الحجاب”. أليس المقصود الجمال والذوق الرفيع، وعدم تنفير الناس؟