أفيقوا يا مسلمين..
سناء أزنود
هوية بريس – الثلاثاء 10 شتنبر 2013م
لقد كنا أقوى أمة فيما مضى، عندما كنا نحكم شرع الله في أنفسنا وفي بيوتنا وفي جميع أمورنا الصغيرة منها والكبيرة، عندما كنا نخاف الله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فلم يتجرأ علينا أحد يومها، وكان الكل يضرب لنا ألف حساب، وأما اليوم عندما فرطنا في شرع الله، وبدأنا نرتكب الذنوب والمعاصي سرا وعلانية، ونتجرأ على الله عز وجل بالقول والفعل، ونبتعد كل البعد عن المنهج النبوي الشريف..
وعندما أصبحنا في جهل، وفي غفلة وإيثار للدنيا واتباع للشهوات وحب للمال، سلط الله علينا بذنوبنا من لا يخاف الله فينا ولا يرحمنا، فأصبحنا أضحوكة عند أعدائنا من اليهود والنصارى والشيعة، وأصبحنا في نظرهم صراصير يجب إبادتها..
لقد توالت المصائب والخسائر علينا، فما يكاد جرح يلتئم في جسد الأمة الإسلامية حتى يصيبها جرح آخر من جهة أخرى، فها هم البوذيون الأنجاس في بورما يحاولون إبادة شعب مسلم بكامله، يرتكبون أبشع الجرائم في حق المسلمين العزل، حيث يتم قتلهم وحرقهم وهم أحياء؛ وحرق أحيائهم ومساكنهم وتشريدهم تحت مرأى ومسمع العالم كله، وأمام صمت الحكومات الإسلامية التي اكتفت ببعض النداءات والتنديدات لتهدئة الأوضاع!!
وهل تجدي الشعارات وقد تمت عملية إبادة شعب مسلم لطالما خططوا لإبادته، وثم قتل الدعاة والعلماء وعامة الناس فيه بدون وجه حق، فقط لأنهم مسلمون..
وها هو بشار الحقير، ذاك الوحش الذي هو في هيئة إنسان، يقوم هو وأعوانه بإبادة الشعب السوري؛ ينفذ عمليات القتل بصورة وحشية لم نر لها مثيلا من قبل، حيث استخدم الغازات السامة والأسلحة الكيماوية لقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ دون رأفة ولا رحمة بهم، ولم تتدخل أحد من الدول فالكل يشاهد ويسمع ويصمت.. كأنهم يشاهدون فلم بوليسي اكشن..
من جهة أخرى خرج لنا هذا المسمى بالسيسي، الذي لم أسمع باسمه قط من قبل؛ ولم أر وجهه قبل المجازر التي اقترف، خرج من جحره ليرتكب هو وجنوده جرائم يندى لها الجبين في حق الشعب المصري، فيخلد بذلك أكبر مجزرة في تاريخ مصر، مجزرة رابعة العدوية والنهضة وما تبعهما..
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: “أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل”..
لقد تفطرت قلوبنا على الأطفال الأبرياء والنساء الضعيفات والشيوخ، وأصبحنا نستيقظ كل يوم على مجزرة جديدة، لم نعد نستطيع فتح التلفاز لأنه أصبح ملطخا بالدماء، لقد تعبنا من مشاهدة عمليات القتل بشتى الطرق منها الحرق وقطع الرؤوس والرمي بالرصاص ضد إخواننا المسلمين المستضعفين، ولقد تعبنا من التحسر والبكاء على الأمر والجلوس مكتوفي الأيدي بلا حول لنا ولا قوة.
أفيقوا يامسلمين يرحمكمالله، فما يقع الآن في الشعوب الإسلامية سببه ذنوبنا ومعاصينا وتجرؤنا على الله عز وجل، فما نزل بلاء على أمتنا إلا بذنوبنا وما رفع إلا بتوبة منا؛ فلنتب جميعا إلى الله عز وجل ولنحكم شرع الله في أنفسنا أولا، قال عز وجل: “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”، وفي واقعنا وأنظمتنا كما أمرنا الله عز وجل.
اللهم لا تحجب إحسانك عنا بتقصيرنا ولا تمنع عنا فضلك بغفلتنا..
اللهم كن معينا ونصيرا لإخواننا في بورما، اللهم عليك بالبوذيين الكفرة..
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية..
اللهم كن مع أخواننا المسلمين المستضعفين في مصر وسوريا وفلسطين والصومال وفي كل مكان..
اللهم انصر الإسلام والمسلمين..
اللهم وحد كلمتنا واجمع شملنا وانصرنا على من عادانا يا رب العالمين..
اللهم امنن على سائر الدول العربية الإسلامية بالحاكم الذي يقيم فيهم شرع الله وحدوده، فلن يكون النصر إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية.