بيان التنسيقية الوطنية للغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
هوية بريس – متابعة
أصدرت التنسيقية الوطنية للغة العربية بيانا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، هذا نصه:
“في تاريخ 18 دجنبر من كل سنة، تحتفي هيئة الأمم المتحدة والعالم كله، باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق تاريخ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190، الصادر في 18 دجنبر عام 1973، الذي جعل اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في هذه الجمعية العامة.
وقد تعزز هذا القرار التاريخي بقرار لاحق للجمعية العامة للأمم المتحدة يحمل رقم 219/35، وتاريخ 17 دجنبر 1980، يجعل من اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في جميع محافل هيئة الأمم المتحدة، إلى جانب اللغات الخمس الأخرى: الإنجليزية، والإسبانية، والصينية، والروسية، والفرنسية.
هذا، وإن التنسيقية الوطنية للغة العربية، إذ تشارك العالم كله هذا الاحتفاء بلغة الضاد، لتسجل المفارقة الغريبة بين الوضعية العالمية للغة العربية وتلك التي تعيشها هذه اللغة على المستوى الوطني. فبينما يتزايد عدد متعلمي العربية والناطقين بها عالميا، وتزداد مكانة هذه اللغة رفعة في جميع المجالات، بما في ذلك الجامعات والمعاهد الدولية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والشابكة (الإنترنت)، فإنها تعيش كابوسا حقيقيا داخل الوطن، سلطته عليها إدارة تجتهد في تهميشها وتبخيسها وإقصائها والنيل منها، بهدف فرض أحادية لغوية تتفرد فيهالغة أجنبية هي لغة المستعمر القديم بالمشهد اللغوي بالمغرب، بالرغم من أن دستور البلاد، في مادته الخامسة، قد حسم في جعل اللغة العربية، إلى جانب اللغة الأمازيغية، لغة رسمية للبلاد، بما ينتج عن هذه الرسمية من وجوب استعمالها في جميع المجالات الرسمية وغير الرسمية، ومن وجوب حمايتها وتنميتها.
وقد بلغ هذا الكابوس ذروته، هذه السنة، عندما مرر البرلمان المغربي بغرفتيه القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي يجعل من اللغة الفرنسية لغة تدريس للمواد العلمية في أسلاك التعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي، بحجة الانفتاح على اللغات الأجنبية، مخلا بدستور المملكة وبالرؤية الاستراتيجية التي وضعها المجلس الوطني للتربية والتكوين والبحث العلمي، علما بأن الفرنسية ليست لغة علم ولا هي لغة تواصل على المستوى الدولي.
نظرا لكل ما سبق، واعتبارا لكون اللغة العربية هي وعاء ثقافتنا وتراثنا الحضاري ومكون أساسي لهويتنا الوطنية، وحرصا من التنسيقية الوطنية للغة العربية على المشروعية وسيادة القانون في أعلى درجاته الذي هو الدستور، فإنها تهيب بكافة المؤسسات السيادية الوطنية، والسلطات الإدارية والترابية، والأوساط والهيئات والمنظمات، إلى التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة بما يلزم من الحزم والصمود، وبذل الجهود الكفيلة بإعمال مقتضيات دستور المملكة المغربية المتعلقة بالقضية اللغوية وضمان استمرارية الالتزام بها.
حرر بالرباط، في 18 دجنبر 2019
التنسيقية الوطنية للغة العربية
جمعية المسار
الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية
الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي
الجمعية المغربية لخريجي جامعات ومعاهد مصر العربية
الجمعية المغربية لقدماء طلبة سورية
جمعية خريجي مدارس محمد الخامس
الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي”.