تَحِيَّةُ حُبٍّ لإِخْوانِي المَغَاربَة المُقِيمِينَ بإيطَالْيا…!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
تتهادى على خمائِل النور كلماتُهم.. وتنسكِبُ من سحائبِ اللطفِ عباراتُهم..ويستشعرُ المرءُ بينهُم دفئَ المشاعِر.. هكذا وجدتُهم.. وفي رياض ضيافتِهم ألِفتُهم.. دخلتُ بيوتَهم.. وتكلمتُ في مساجدِهم.. فرأيتُ أناسا صاغهمُ الحب.. وشكَّل تضاريسَ مشاعرهم الشوق.. تحدوهم نحو بلادهم نسمات الصَّبابة.. وتصْدُر عنهم كلماتٌ عِذابٌ كلما ذُكرَ بلدهم..
أمَّا تَسابقُهم نحو تعليمِ أبنائِهم كتابَ الله، فشيءٌ يبعثُ على الفرحِ والانشراح.. ويبشِّر بغَدِ النور المشرقِ المأمُول.. ويسُرُّ أهل الصَّلاح.. ويؤكِّد بما لا يدعُ مجالا للشكِّ أنَّ نورَ الله متمثِّلا في كتابه الكريم.. لا يمكنُ أن يخبو ولو تداعى عليه مَن في الأرضِ جميعا.. حضرتُ مسابقة قرءانية هناك.. كانتْ على صعيدِ إيطاليا.. فانشرح فُؤادي.. واعترتْنِي نشوةٌ عظيمة وأنا أرى الشباب والأطفال والبناتِ يتسابقون في تلاوة الآيْ.. وكلٌّ يقدِّم أفضل مالديه.. والدُّموع تتناثرُ هنا وهُناك.. في مشهدٍ بديعٍ يمحو بعضًا من هذا القَتامِ المُستحكِم الذي غطَّى عالمَ اليوم.. ويطاردُ هذه التفاهاتِ التي أصبحت السِّمة الغالبة والمتحكِّمة في المشهد.. ويؤكِّد أمامَ أفئدة المُوقنين.. قول رب العالمين (فأمَّا الزَّبدُ فيذهبُ جُفاء وأمَّا ماينفعُ النَّاسَ فيمكُث في الأرض).
تلقيتُ دعوةً كريمةً من الكنفدرالية الإسلامية بإيطاليا.. وبالتَّحديد من رئيسها.. السيد: مصطفى الحجراوي.. هذا الرجل الرقيق القلب.. الخصبُ المشاعر.. القريبُ الدمعة.. الذي استقبلني بقلبه.. ورأيتُ منه لطفا وظُرفا ووطنيةً وحُسنَ ضِيافة.. مع حِرصٍ على خدمة القرءان وأهلِه.. ومعه مجموعة مُشَرِّفة.. مِن أطيبِ مَن عرفت.. مع شبابٍ غاية في الأدب.. قِمَّةٍ في النُّبل..
هذا وماذكرتُ إلا بعضًا مما هم له أهل.. وفي القلبِ أكثر ممّا ذكرت.. ولكني لما قَصَّرتْ.. اقتصَرَتْ.. ولما عَجزْت.. أَوْجَزْت..
فشكرًا جزيلا إخواني المغاربة المقِيمين في إيطاليا.. وشُكرًا جزيلا للكنفدرالية الإسلامية.. وشكرا جزيلًا لجاليتنا الحبيبة في كل بقاعِ الأرض.. والله يرعاكم ويتولَّاكمْ…
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري..