على هامش فيلم عيوش.. التطبيع مع فاحش الكلام!
هوية بريس – د. البشير عصام
السبت 23 ماي 2015
حين ذهبت إلى فرنسا للدراسة منذ أكثر من عشرين سنة، كان من أول ما صدمت منه، استسهال الناس ”المحترمين” الكلام الفاحش، الذي لم أعتد على سماعه بلغتي الأصلية، ولا على قراءته فيما كنت أقرأ من الروايات الأدبية الراقية باللغة الفرنسية.
وجدت طلبة معهد الهندسة ينطقون كلمات، إذا ترجمت إلى العربية أو الدارجة المغربية، لم ينطق بها عندنا غير المجرمين والحشاشين وأهل الفساد! بل فوجئت يوما ما حين سمعت أحد أساتذتي بالمعهد ينطق في حال غضب يسير، تلك الكلمة المعروفة لديهم والتي تبدأ بحرف (p)! وتخيلت الذي كان سيحدث عندنا لو أن أحد أساتذتي بالمغرب قال نظيرَها بمجمع من طلبته!!
من ينشأ في بيئة فرنسية، يرتضع لبانها، ويتغذى بثقافتها، ويرتوي بأصول حضارتها منذ صغره، دون أن يكون له وازع من دين، ولا حصانة من ثقافة عربية صالحة، لا يُستغرب منه أن يروّج للكلام الفاحش، في أشرطته السينمائية، وأن يسوّغ ذلك بوجود نظيره في السينما العالمية.
ومن علم تأثير السينما على المجتمعات، أيقن بخطورة ما يريده هؤلاء، من تطبيع للمجتمع مع هذا الكلام. وهو تطبيع سيبدأ في قاعات السينما وعلى الشبكة، ثم سينتقل إلى التلفاز والإذاعة، ليغزو بيوتنا من داخلها، شئنا أم أبينا!
وهذا كله في مجال الكلام الساقط فقط. ولا تسل عن المجالات الأخرى، التي لا تقل خطرا بل هي أخطر!
فهل نحن واعون بما يحاك لنا من المؤامرات والدسائس؟!