الدكتور عبد الله الشارف يكتب: موازين.. المُستغربيــن
د. عبد الله الشارف
هوية بريس – السبت 06 يونيو 2015
يا ربـاط الفتـح و”الموحدين”، ورباط العز والمجـد والتمكين، ألم يأتك نبأُ “موازين: المستغربين”؟ ونبأ بني علمان، والحداثيين والمفسدين؛ تلامذة الغرب والمستشرقين، ومن حذا حذوهم من الفرنكفونيين المقلدين؟
يا ربـاط الفتح، يا لؤلؤة الأطلسي: لقد تمادى القوم في غيّهـم، وانهمكوا في غوايتهم، وتاهوا في ضلالتهم، وتردّوا في جهالتهم، وأصروا على باطلهم، وأمعنوا في إساءتهم، وتعمّهوا في سكرتهم.
يا ربـاط الفتح، يا جوهرة الغرب: إن القوم استباحوا فنائك، وانتهكوا حريمك، وجاسوا ديارك، إنهم يستهدفون نخوتك، وعزتك، وشهامتك ؛ شهامة الموحدين والمرينيين والسعديين والعلوييـن.
إنهم يستقدمون الراقصات كي يعرضن أجسادهن على أولادك وفلذات كبدك، ويُسمعن باسم “موازين”، غناء تعجز الشياطين عن إبداعه والإتيان بمثله.
إنهم يريدون أسر قلوب أبنائك وشبابك، والزج بهم في أودية الغواية والضلالة، إنهم يريدون “أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا” (النور:19).
لك الله يا رباط الفتح، ورباط حسان، ورباط الأفـذاذ والآحاد، الغُرّ الميامين.
يا رباط الفتح: لقد انقلبت الموازين في زمن “موازين”، وجهل أصحاب “موازين” أن الله يقول: “ونضع الموازين القسط ليوم القيامة” (الأنبياء:47)، هنالك حَصحص الحق، وتلاشى الباطل؛ “والوزن يومئذ الحق” (الأعراف:8)، وتبين للقوم أنهم كانوا يلعبون، ومع الشياطين كانوا يُزّمرون ؛ “لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد” (ق:22).
يا رباط الفتح: إن هؤلاء يجسدون الجبهة الرابعة في الجبهات الأربع التي أنزلت الهزيمة بثقافتنا وأصالتنا، وأسست ظاهرة الاستغراب.
وأولـى تلك الجبهات؛ تتمثل في المنصرين الذين عملوا على غزونا بواسطة المدارس والمؤسسات التعليمية والخيرية، وشتى الإعانات.
ثم جبهة المستشرقين؛ طلائع الاستعمار، وذلك بما يبثونه في كتبهم من سموم تستهدف الأمة الإسلامية وتراثها، بالإضافة إلى خدماتهم الجليلة للمستعمر.
وثالثـا؛ جبهة المستعمرين المكشوفة خلال الاستعمار، والمتسترة أو غير المباشرة بعد مجيء الاستقلال.
والجبهة الرابعـة؛ هي الجبهة الداخلية، جبهة منا وإلينا، إنها جبهة المستغربين التي عملت من حيث تدري أو لا تدري، على تسهيل مهمة الغزو الاستعماري والغزو الفكري. بل منها من شارك المستعمر القديم، ويشارك الغزاة المعاصرين، في صرفنا عن أصولنا وجذورنا وهويتنا، وفي غسل أدمغتنا من كل ماله علاقة بماضينا وتوجيه قبلتنا نحو الغـرب.