الشيخ عمر القزابري يكتب: في ظلال النفحات
الشيخ عمر القزابري
هوية بريس – الثلاثاء 23 يونيو 2015
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين، أحبابي الكرام:
يستمر توسمنا بالاقتراب، من مولانا عظيم الجناب، وذلك عبر التعرض للنفحات النازلة من ربنا، والتي ينالها كل متعرض بصدق.. نحن أيها الاحباب في موسم الزرع، موسم بورك أولا بتنزل الوحي فيه، وحي الختام، ثم بورك بتفتح أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وبذلك النداء الباعث للروح من رقدتها، والمنقذ لها من هلكتها (يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).
ما ظنكم أيها الأحباب بزمن لله فيه عتقاء كل ليلة، ومن أعتق فقد أعتق، فإن الكريم لا يعود في عطيته، إننا في زمن هو عند الله بمكان، وتحت ظلال عبادة ليس لها عدل ولا شبه.. يؤكد ذلك قول ربنا في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
هل تأملتم رعاكم الله في سر الاضافة.. فإنه لي.. يا الله ما أجملها، وما أبردها على قلب المحب المخبت.. إن صومك أيها الماجد، هو العبادة التي ترقيك إلى مقام الإخلاص، ومن ثم الخلاص، فصم صونا، وصن صوما، وتلذذ بالكاف من قوله تعالى (إياك نعبد)، واستمسك بالكاف الأخرى (وإياك نستعين) فعندها تأتيك منح الهداية والعناية والرعاية.. أيها الكريم، أيتها الكريمة، أيها الكرام، مدوا أيديكم بغاية الطواعية لعطايا ربكم، فإنها أيام العطاء المتدفق، والرفد المتحقق، وتذكروا وأنتم في غمرة النفحات، إخوانا لكم يصومون تحت اللفحات..
أدعوا لأهل الشام، فإنهم أيتام في مأدبة اللئام، ادعوا لإخوانكم في العراق أن ينصرهم الله على الشيعة، ادعوا لإخوانكم في اليمن.. ادعوا لإخوانكم في كل مكان تستباح فيه حرماتهم وتنتهك فيه كرامتهم، ادعوا لإخوانكم في بورما فإنهم والله في قلب المجازر المروعة.. ادعوا لإخوانكم في غزة.. في ليبيا، في مصر، في كل مكان.. ادعوا لمغربنا الحبيب أن يحفظه الله من الفتن والفتانين.. وأن يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار، في طاعة وانقياد للعزيز الغفار.. فإن الأسباب إذا انقطعت، كان الدعاء بنفسه سببا..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.