نشر الكاتب البريطاني، دافيد هيرست، مقالا في “ميدل إيست آي”، تحدث فيها عن الليلة التي تغيرت فيها أحوال السعودية نحو سلسلة عمليات تطهيرية متوحشة.
وقال هيرست في المقال الذي ترجمته “عربي21“، إن هذه الأيام تصادف الذكرى الثالثة لإزاحة محمد بن سلمان ابن عمّه محمد بن نايف عن ولاية العهد، قبل أن يشرع في عمليات تطهير غير مسبوقة طالت أبناء عمومته.
وقال هيرست إن “العالم بأسره طعم التوهم بأن مصلحا قد أتى ليغير ويبدل، وليجلب الحداثة، ليس فقط إلى هذا البلد المتخلف “بل وإلى المنطقة بأسرها”.
وتحدث هيرست في مقاله عن تدهور أوضاع الاقتصاد والمعيشة في عهد ابن سلمان، مشيرا إلى أقرب مثال في أحياء مكة الفقيرة، التي باتت تعج بفيروس كورونا، وهي التي تقع خلف الفنادق الضخمة بمحيط الحرم.
وأضاف أن “ما مكة إلا نموذج لما آلت إليه الأوضاع في بقية البلد. فخلال خمسة أعوام فقط، ارتفع دين المملكة الخارجي بشكل هائل ومتسارع من 12 مليار دولار في 2014 إلى 183 مليار دولار بنهاية 2019. وخلال تلك الفترة ذاتها، انخفض احتياطي النقد من 732 مليار دولار إلى 499 مليار دولار –بخسارة قدرها 233 مليار دولار”.
وتابع بأن “في أكتوبر 2018، أعلن محمد بن سلمان أن صندوق الثروة الرئيسي للمملكة، الذي يعرف باسم صندوق الاستثمار العام، كانت موجوداته تقترب من 400 مليار دولار، وأنه سيتجاوز 600 مليار دولار بحلول عام 2020. ولكن قيمته اليوم لا تتجاوز 320 مليار دولار”.
وبحسب هيرست، فإنه ومنذ جريمة اغتيال جمال خاشقجي، فإن محمد بن سلمان بات شخصا غير مرغوب فيه على المستوى الدولي وفي الولايات المتحدة أيضا، ومن غير الممكن أن يعاود نشاطاته الخارجية كما السابق.
وتحدث هيرست عن تفاصيل انقضاض ابن سلمان على ولاية العهد، عبر “هيئة البيعة” التي سيطر عليها، علما أنها “ولدت ميتة” في عهد الملك عبد الله، بحسب قوله.
إلا أن هيرست أوضح أن وجود الأميرين محمد بن نايف، وأحمد بن عبد العزيز (شقيق الملك)، وبرغم إقصائهما، إلا أن ذلك يشكل خطرا على محمد بن سلمان.
وتابع: “كان القصد من البيعة أن تكون آلية لنقل ولاء آل سعود من ملك إلى آخر، لكن ذلك لم يحدث. ونظرا لأنه لم يحدث، فقد نجم عن ذلك انطلاق سلسلة من عمليات التطهير، ما عمق الأزمة السياسية التي يواجهها ولي العهد بينما يستعد لقطف الثمرة التي يراها قد أينعت”. وكالات