التطرف
هوية بريس – فريد الخمال
يعود إلى الواجهة موضوع التطاول على الدين وأنبيائه بعد هدوء لفترة قصيرة، رجع مذ أطلق شرارته، قبل شهر من الآن، من يدّعي الحرية والتفكير، حيث دعا إلى الإفطار في رمضان في تحد سافر لتوابث الدولة وتطاول واضح على المؤسسات العلمية. ما إن عاد إلى جحره ومرّ شهر رمضان في أحسن الأحوال، وبتضامن وتآزر المغاربة بعضهم البعض. جاءت “أستاذة معزولة” لتتهجم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأقدح الأوصاف والنعوت.
كلما اقتربت شعيرة من الشعائر أو مناسبة من المناسبات الدينية يَخرجُ من همه تعكير صفو الأجواء بأسلوب يندى له الجبين. قصد زعزعة الاستقرار والتطاول على ثوابت الدولة، ضاربين بكل القوانين عُرض الحائط ومتجاهلين أدوار المؤسسات، في مواجهة تامة للقوانين التشريعية، وخصوصية المملكة المغربية.
إن التطرف لم يُعنَ يوما بطائفة دون غيرها، والدليل على هذا ما يجري اليوم، فالتطرف واضح في تدويناتهم جميعا؛ سواء في تدوينة من سمَّت نفسها مدونة رأي، أو من يدعو نفسه “فنانا” وذلك إما بسب الأنبياء واستهداف الشعائر، وإما بازدراء الدين عموما. تحت مسمى “الحرية” وبأفعال بغيضة وسلوك مريض تُستفزخصوصية المغاربة.
إن ضابط الحرية إذا ما غاب فالمصير لا محالة سيكون التسيُّب الذي هو قرين الإرهاب. فينتشر التهجم على ثوابت الأمة وخصوصية الدولة. الناظر للتدوينات يلقاها بعيدة كل البعد عن أي نقاش علمي. كما أن المواضيع المثارة أكل عليها الدهر وشرب، ويكفي جولة في محرك البحث “جوجل” للاطلاع عليها. هذه الخرجات المتكررة يظهر منها الهدف الذي يخرجون من أجله؛ إثارة فتيل الفتنة في مجتمع آمن، متآخ ومتضامن.
إن مدعي الأخلاق العامة يتطاولون على الدين، كلما كسدت تجارتهم وطالهم النسيان عملا بـ”خالف تعرف” فيطلون علينا بفزاعاتهم وبكلام سوقي نابع من كراهيتهم وازدواجية نفوسهم، بعيدين كل البعد عن الكلام العلمي الذي يستحق الرد. دونما اعتبار للمبدأ الديني ولا اعتبار للمبدأ الإنساني.
هذا التطرف يشكل خطراً كبيراً على المجتمع المغربي حيث يدعو إلى التجرؤ على كل ما له علاقة بالدين والنيل منه، بعنوان ظاهره “الحرية” وباطنه كراهية مقيتة وازدراء للدين، الأمر الذي قد ينقلب بالسوء على استقرار المغاربة والدولة عموما.