د. البشير عصام: «الحجاب واجب شرعي» و«الإفطار في رمضان حرام في الإسلام»
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 07 يوليوز 2015
كتب الدكتور البشير عصام في صفحته الرسمية في “فايسبوك” منبها على خطر الوقوع في خطر تغلغل القيم العلمانية في خطابنا الإسلامي، ممثلا لذلك بحملة ”الحجاب حرية والتعليم حق”، وتصريح الوزير الرميد الذي استدل باستحالة تقنين الإفطار في رمضان برفض المواطنين أن يتعايشوا مع “وكالين رمضان”.
وجاء في تدوينة الدكتور البشير: “في هذه الأيام، لفت نظري أمران يدلان على تغلغل القيم العلمانية في خطابنا الإسلامي، من حيث لا ندري!
الأمر الأول: حملة لبعض الفضلاء عنوانها: “الحجاب حرية والتعليم حق”.
وقد كان المتعين أن يقولوا: ”الحجاب واجب شرعي”، فإن الحجاب عندنا معشر المسلمين لا يدخل في باب الحرية الشخصية المكفولة، بل هو من قبيل الواجبات الشرعية التي يحاسب الفردُ على التفريط فيها، والدولةُ على عدم أخذ الناس بها.
وأنا أفهم أن يكون هذا استغلالا لأصول العلمانية في باب الحرية الفردية، لا تُقصد حقيقته عند رافعي الشعار؛ ولكنني أجزم أن مثل هذه الشعارات تؤدي إلى التباس المفاهيم عند عوام المسلمين.
وليس كل أحد يفهم هذه الدقائق، ويميز بين الشعارات والحقائق!
والأمر الثاني: كلام منقول عن الأستاذ مصطفى الرميد وزير العدل، يحيل فيه على الشعب في قضية الإفطار العلني في رمضان، ومنه قوله: “واش المواطنين غادي يقبلو يشوفو شي واحد كايفطر علانية في مكان عام؟ لا أعتقد، لذلك إذا لم نجرّم الإفطار العلني في الفضاءات العمومية سنصبح في فتن، لذلك فما نسعى إليه هو حماية المجتمع من الانفلاتات، حتى لا يتكرر مثل ما حدث في فاس، وعندما يقبل المجتمع بذلك فإنّ الفصل المُجرّم للإفطار العلني في رمضان لن يبقى له مكان بيْن فصول القانون الجنائي”.
وهذه الجملة الأخيرة خطيرة، وتدلّ على تفتت المرجعية الإسلامية عند قيادات الحركة الإسلامية الداخلة إلى أتون اللعبة السياسية الديمقراطية. والقاعدة هي: (إذا قبِل الشعب الحرام، فسننحني لرغبة الشعب ولو خالفت حكم الله تعالى).
وهذا شيء حذرت منه في كتابي “العلمنة من الداخل“.
وأما صاحب المرجعية الإسلامية، المتمسكُ بها فيقول: “الإفطار في رمضان حرام في الإسلام الذي هو دين البلد باعتراف الجميع”.
واتقاء ألفاظ الحلال والحرام في الخطاب السياسي: علمنة صريحة!
وإن كان الأستاذ الرميد يخشى اتهام المعارضة له بالرجعية والتطرف، فليعلم أنهم سيتهمونه على كل حال، ولو فعل ما فعل وقال ما قال!!
وفوق كون هذا تنكرا للمرجعية التي من أجلها أُنشئت الجماعات الإسلامية، فإنه طريق مسدود لا خير يرجى من ورائه، لأن المغفول عنه في هذا الباب: أن الشعب لا يثبت على مواقفه، بل هو دائم التغير والتقلب بحسب المؤثرات الإعلامية والتعليمية. والمفسدون يغيرون الرأي العام بالتدريج البطيء الخفي.
واعتبِر في هذا بما يلي: هل كان الشعب قبل مائة عام يقبل خروج امرأة بغير نقاب؟ وهل كان قبل عقود يقبل خروج النساء بالملابس الفاضحة التي نراها اليوم؟ إلى غير ذلك من الأمثلة التي لا تخفى على متتبع.
والتجارب المتلاحقة تدل على أن التعويل على الشعب رهانٌ فاسد خاسر.
والله الهادي إلى الحق بإذنه”.