أين اختفى “أصحاب الحنابلة” الذين دنسوا “نصب اليوسفي” ظلما وعدوانا؟ لماذا ابتلعوا ألسنتهم وأكلوها أكلا؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
حتى لا ننسى، فمباشرة بعد تدنيس “نصب اليوسفي” بمدينة طنجة خرج المتطرف “عصيد” ليصرح بأن هذا الفعل دليل على وجود غلّ وحقد كبيرين في نفوس البعض.
وحتى قبل أن تصدر نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية، شدد المتطرف المعروف بمواقفه وتصريحاته العدائية ضد الدين والمتدينين، أنه “يخطئ من يعتقد بأن هذا مجرد تطرف وتهور لا علاقة له بالثقافة الإسلامية عموما، فالموضوع يثير مشكل ذهنية سائدة في المجتمع المغربي.. وهو تقليد وجد منذ القرن الأول الهجري، واستمر إلى حدود إنشاء الدولة الحديثة التي بفضلها توقفت الكثير من الأعمال الهمجية.. وذكر المؤرخون المسلمون بأن الكثير من فقهاء الفرق المختلفة وأتباعهم من الغوغاء لم يكونوا يكتفون بتدنيس القبور أو النصب وتخريبها، بل كانوا يعمدون إلى نبشها وإخراج جثث أصحابها وجلدها وإحراقها، وكان هذا من تقاليد الحنابلة على وجه الخصوص”.
ولأن حبل الكذب قصير، فلم تمض سوى 20 يوما، حتى كشفت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة أن المتورط في هذا الفعل سيدة تبلغ من العمر 48 سنة، تعيش حالة تشرد وتعاني من خلل عقلي، ليتبين أن الأمر لا صلة له من قريب أو بعيد، لا بالحنابلة ولا بمتطرفين ولا إسلاميين.. ولا غيرهم.
وبعد أن كشفت الحقيقة أمام الجميع، تساءل كثير من المتابعين عمن أثاروا لغطا واتهموا العلماء والمذاهب والجماعات الإسلامية بالوقوف وراء هذا الفعل، هل لديهم الشجاعة للاعتذار أو على الأقل لمراجعة بعض الأفكار التي يتعصبون لها ويوالون ويعادون عليها؟
وفي هذا الصدد تساءل أيضا الدكتور إدريس الكنبوري “أين اختفى أصحاب الحنابلة الذين دنسوا نصب اليوسفي ظلما وعدوانا؟ لماذا ابتلعوا ألسنتهم وأكلوها أكلا؟”.
ليعقب بعد ذلك بقوله “مهلا. الحنابلة لا يدنسون أحجارا لا تتكلم. الحنابلة كانوا رجالا حملوا على أكتافهم أعباء أمتهم فما وهنوا ولا استكانوا. الحنابلة كانوا ضحايا القمع والتنكيل دفاعا عن الرأي الحر وتحملوا سياط فئة انتهازية من أدعياء الاعتزال الذين باعوا ضميرهم للمأمون لقاء صرة من دنانير، مثلما يفعل اليوم بعض الصراصير. وصبر أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وتحمل وبكى ولكن ما تآمر على وطنه انتقاما لنفسه، رغم الإغراءات، كما يفعل بعض الحاقدين الذين يشمتون في الوطنيين، ويضعون أنفسهم الهابطة في كفة والوطن كله في كفة، لا يهمهم إن قتل أو عاش”.
ووجه الباحث في المجال الديني إلى أن “من عنده خلط بين أتباع ابن حنبل العظيم الشامخ الطود العلم وبين المتشددين الذين هم هم لا غيرهم فعليه مراجعة التاريخ.
كان ابن حنبل رحمه الله أول من تبنى الدفاع عن حقوق الإنسان في الرأي والتعبير في وجه سلطة يخشاها كل أحد، سلطة استولى عليها جماعة من المتمسحين بالعقل والحوار، فما أشبه الليلة بالبارحة، لولا أن دعاة العقل بالأمس غير أدعياء “العقل” اليوم”.
وختم الكنبوري تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بقوله “أيها السادة، لقد سقطتم في أعين الناس سقوطا مريعا ومرغتم شرف الكلمات النبيلة في التراب. تلك الكلمات التي تتبرأ منكم لأنها خلقت في اللغة لتوضع على ألسنة الأمناء، لا على ألسنة شهود الزور. المغرب بلد الحكمة والعقل وبلد الصلحاء، ولن يرضخ لابتزاز الانتهازيين السحرة الذين يموهون الناس بتحويل الزبالة إلى زئبق”.
لكع يجب ان يتابع قضائيا خاصة بعدما تبين الخيط الابيض من الاسود وان الفاعل امرأة حمقاء متشردة فلكع تجاوز الحدود وتطاول على كل شيئ فهو لم ينتظر نتائج التحقيقات حيث كال التهم وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على الحقد والكراهية وعقلية الاقصاء والاستئصال .
الملاحدة والعلمانيين هناك تجد عندهم الكثير من الإنصاف والتسامح والأنفة والعزة والصدع بالحق أما مدّعيها المهلهلين هنا ألا فارمِ وانثر لهم ولو حبات من الأرزالأزرق فيسحلون ويشمشرون لك كل مقدس بلا أي برهان ومايسحلون ويشمشرون إلا أنفسهم بغباوتهم وعتههم وتتناح منطقهم الذي هو نشاغب ونشمشر لنأكل ونأكل لنشاغب ونشمشر.
لا تعطوا أهمية لهذا الزنديق المرتزق لمنظمات دولية همها الوحيد ضرب عقيدة المسلمين في المغرب و في كل مكان تحت غطاء الدفاع عن الأقليات و حرية التعبير. بالمناسبة الأئمة الأربعة لهم عقيدة واحدة لا يختلفون إلا في بعض الجزئيات فلا نكترت لأقوال هذا المتطرف لكي لا يزداد انتفاخا، تكون المناظرة بين العلماء الجهابدة و الرد بينهم يكون بالاستدلال و الدليل أما هذا المتكبر لا يفرق بين الدليل و الاستدلال بالأحرى أن يرد على الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.