الكنبوري: بعد نتائج التحقيقات الأمنية تبين أن من أطلقوا الاتهامات الحاقدة لم يحترموا الدين ولا الدولة
هوية بريس – نبيل غزال
بعد كشف الجهات الأمنية عمن قام بتدنيس نصب عبد الرحمن اليوسفي بطنجة، وتبيّن أن الأمر يتعلق بامرأة مختلة عقليا، توجهت “هوية بريس” بسؤال للدكتور إدريس الكنوري، الروائي والكاتب المغربي المعروف، حول رأيه فيمن سبق واتهمه بالمسؤولية المعنوية لجريمة تدنيس النصب، ورأيه أيضا فيمن ادعى بأن الثقافة الإسلامية، ومنها المذهب الحنبلي، هي من تبيئ لمثل هاته الأفعال الجُرمية، فكان جوابه كالتالي:
في الحقيقة ما كشفه تحقيق السلطات المحلية بطنجة يشكل خيبة عظمى لبعض المهووسين والاسئصاليين الذين يبحثون عن أي ذريعة للطعن في الإسلام والمسلمين في المغرب.
التراكمات التي حصلت في الآونة الأخيرة كشفت المستور وعرت المسكوت عنه. واليوم أقولها صراحة: هؤلاء يحاربون الإسلام، فإن لم يكونوا يحاربونه كما يزعمون فلا أقل من أنهم يحاربون الإسلام الذي عاشه المسلمون المغاربة منذ قرون، ولاة ورعية، ويريدون نوعا من الدين الميت الذي لا رأي له، وإنما دين تابع خانع مائع، مفرق غير جامع.
فقد تسرع هؤلاء ووزعوا الأدوار بينهم، بعضهم أصدر بيانا يتهمني فيه شخصيا وبالإسم بأنني وراء التحريض على تدنيس نصب اليوسفي لأنني عبرت عن رأي في رجل تولى المسؤولية في بلادي لم يعجبهم، وبعضهم بدأ يشهر بي في مواقع التواصل الاجتماعي بالاسم ويتهمني بالتطرف، وبعضهم وجه الاتهام إلى الإسلام والحنابلة مما عكس جهله وحقده الدفين على المغاربة المسلمين ومؤسساتهم الدينية بل على عائلته نفسها، لأن من لا يحترم دينه يهين حتى أقرب المقربين إليه وأصوله، فهو مثل المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ولكن أخطر ما عرت عليه هذه الواقعة هو نزعة الكراهية تجاه الدولة والمؤسسات، لأن الهجوم على الإسلام هجوم على المؤسسة الدينية ومؤسسة إمارة المؤمنين لأنها الجامع للمغاربة، وكل تبرير سيكون مضحكا.
والأمر الثاني أن هؤلاء لم يعطوا الاحترام الواجب للدولة وأطلقوا الاتهامات الحاقدة وكان عليهم المطالبة بفتح تحقيق والاكتفاء بالانتظار حتى تظهر النتيجة. ولكن هؤلاء كانوا يريدون التأثير على سير التحقيق وتحريض جهات معينة في الدولة علينا، لكن الدولة فيها عقلاء وحكماء وهم يعرفون أصحاب الدسيسة من أصحاب النوايا الصادقة.
نحن نرجو صادقين أن يراجع هؤلاء أوراقهم وأن يدركوا بأنهم يعبثون بمصلحة البلد، وأن يميزوا بين الصراع السياسي وبين الدين الذي هو دين المغاربة، وإلا سيحكمون على أنفسهم بالعزلة وتعريض أنفسهم للسخرية والكراهية من طرف الشعب المغربي الذي بدأ يدرك اللعبة جيدا.