الدخول المدرسي والهجوم على الأسرة التعليمية
هوية بريس – منير الحردول
أمام توالي الهجمات المبهمة في الكثير من الأحيان، والتي غالبا ما تكون منسقة، وتتقن تبادل الادوار، لهدف واحد وهو الإساءة للأسرة التعليمية ونعتها بأقدح الصفات، بل والتمادي في الاتهامات المجانبة لمنطق العقل السليم ، لحد دعوة من بعض النفوس الحاقدة لقطع مصادر رزق من يسهرون على تعليم أبنائهم ومن علموهم! وكل ذلك بهدف ترهيبها بغية إغلاق أصواتها وابعادها ما أمكن عن الوقوف أو اغناء النقاش المجتمعي الدائر حول طبيعة الدخول المدرسي وطبيعته وأبعاده المختلفة!
ولعل فكرة التنبيه التي تدعو لعدم مقارنة الإجراءات المتخذة في المغرب مع دول تتفوق علينا بمنظومة صحية صلبة، وتعليم عمومي عدو للاكتظاظ، كألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولاندا من الأمور التي لا يقبلها من يقدس الفكر الأحادي الصلب!
فالمثل الشعبي الموروث القائل:” لبس قدك يوتيك” حكمة بالغة.
أما من له عقدة نفسية أو عضوية مع الأسرة التعليمية ويتمنى في مخيلته المحدودة الأفق، تجويعها وحتى تشريدها، فنقول له باختصار أنت حقود حسود، وهذا قد يتطور لديك ليتحول إلى مرض نفسي مزمن، قد يعكر لك حياتك للأبد! كلما سمعت بكلمة أستاذة أو أستاذ!
فكل الاجتهادات والقرارات والنقاشات المجتمعية حول الدخول المدرسي، تبقي صحية، ومحمودة، ما دامت بعيدة عن ثلة من “المرايقية” الذين يصرفون تراجع الاهتمام بتفاهة منتوجاتهم، بالهجوم على أسرة التعليم التي تتلقى التقدير والاحترام من الجميع، وهذا ما يعبر عليه السيد الوزير دائما.
القول المأثور الذي هو:” إذا عمت هنت” قول عميق وحكيم، ففي قطاع الترية والتعليم الاختيار المتعدد الأبعاد بين الأسر، من تعليم حضوري أو عن بعد أو بالتناوب، وترك الحرية للمناطق والمؤسسات وأولياء الأمور في ذلك، لن يؤدي إلى الهناء والاستقرار للجميع، ما دام النظام التربوي عندنا مركزيا، وموحدا في كل شيء تقريبا.
وهذه مناسبة للتفكير في تفعيل الجهوية المتقدمة من خلال استقلالية البرامج والمناهج وتدبير الزمن المدرسي، مع جعل هيئة التدريس تابعة للوزارة في نظام أساسي واحد، يوحد مسار الترقي للجميع، وينصف ضحايا النظامين، ويعيد المكانة الاعتبارية والمالية للأطر التربوية والإدارية.
ولعل فترة الطوارئ الصحية وصعوبة التكهن بمسار الوباء، يقتضي وضع خطط والاستعداد لكل الاحتمالات في حالة تفشى الفيروس وسط العائلة المدرسية!
لذا النظام الصحي المغربي، يسائل من يقارن المغرب بدول لها نظام صحي صلب، وقادر على محاصرة الصدمة في حالة وقعت!
فأستراليا مثلا التي يوجد بها بعض الأصدقاء في ميدان الفكر والإعلام، البلد الذي له إمكانيات كبيرة ونظام صحي مشهود له، اختار التعليم عن بعد! وهي قارة تعلم علم اليقين المغامرة التي قد تنعكس على الجميع، في حالة اللجوء للتعليم الحضوري وفي غياب معطيات دقيقة، ومفصلة، عن احتمال تفشي الفيروس في الوسط المدرسي والجامعي.
أما من يربط هذا الكلام بالهروب من الواجب المقدس! فأظن أن هيئة التدريس، تشتاق كثيرا للعودة لفصولها الدراسية، وتتمنى السلامة للجميع، وكما نقول ويقال، فإن الحياة المدرسية مستمرة، لكن الحياة الوجودية تحتاج للاحتراز في كل شيء!
ومن الأمور التي أصبحت ربما تزعج الكثيرين، أن هيأة التدريس تناقش، وتقترح، وقد تختلف في ما بينها، لكن عند الحسم و الدخول إلى العمل، تبدع وتعلم، وتربي، وتصبر، ويصبح همها الوحيد نجاح الناشئة! أما بعض صحافيي
“المرقة” وأهل الحقد، الله يهديهم!
فالدخول المدرسي والاحترازية تسائلنا جميعا في نهاية المطاف عن درجة الوعي، والكل يعرف طبيعة فترة المراهقة والطفولة، والأسر والعامة ككل، والخطاب الملكي كان واضحا، والمدى الذي وصل إليه الاستهتار واقع لا غبار عنه! ناهيك عن اشكالية الخصاص في الأطر الإدارية، والتربوية، وعاملات وعمال النظافة، والاكتظاظ وكثرة المواد والنقل والمشاكل المرتبطة به، والقائمة طويلة.
وعندما نؤكد أن المقارنة بيننا وبعض الدول في الشمال، كإسبانيا، أو فرنسا او ألمانيا مقارنة لا تستقيم، لأن منظومتينا الصحية و المدرسية يعرف إكراهاتها الجميع!
لذا عندما نطرح الأفكار عليها أن تواجه بالأفكار، لا بالتملق والسب، والشتم، وفي نهاية المطاف في حالة قدر شيء ما، نبدأ من جديد في توزيع الاتهامات والتهرب من المسؤوليات.
الوطن يحتاج للوعي في المراحل الحرجة، وأقصى درجة الوعي هو عندما يشترك ويساهم الجميع في أخذ القرارات المهمة للدخول المدرسي، والجامعي، بغية بلورة فكرة جامعة، بعيدة عن الذاتية والحسابات السياسية!
المدسة تربية، وأغلى تربية هي الاطمئنان. لذا هل الأسر المغربية مطمئنة في ظل المستجدات المتعلقة بالدخول المدرسي! الواقع يجيب!