أكذوبة «جهاد النكاح» بعيون الصحافة الغربية
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2013م
أوردت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن «جهاد النكاح» الذي يجري الحديث عنه في سورية غير موجود، مشيرة إلى أن الآلة الإعلامية لنظام بشار هي التي اخترعت هذا المفهوم الجديد في إطار حربها على الثوار بعد أن كانت وصفتهم بأنهم من المتسللين من الخارج لنزع صفة الانتماء للوطن عنهم؛ وأنهم عصابات مسلحة لتبرير استخدامهما القوة ضد المتظاهرين.
وذكرت الصحيفة إلى أن هذا المفهوم ظهر إلى العلن للمرة الأولى عبر قناة «الجديد» الموالية لدمشق، وعلى الفور تم استنساخه من قبل وسائل إعلامية موالية للنظام.
وواصلت أنه بهدف إعطاء مصداقية لهذا الأمر، تم نسبه إلى الداعية السعودي المعروف الشيخ محمد العريفي من خلال قرصنة حسابه على «تويتر» ونشر “فتوى” بهذا المعنى، وهو ما نفاه العريفي مرارا، خصوصا أن «الفتوى» المنسوبة إليه تبيح للفتيات ممارسة الجنس بصورة متكررة في اليوم الواحد لإشباع «رغبات المجاهدين»، وتستحق الفتيات مقابل ذلك لقب «المجاهدات» وبالتالي دخول الجنة.
وكان الشيخ العريفي في حينه قد أكد أن الأمر كله مزور كون الزواج في الإسلام يحتاج إلى شروط منها حضور ولي الأمر والشهود وفي حالة إعادة الزواج، إتمام العدة.
وقالت “لوموند” إنه رغم كل ذلك، استمر الأمر في إحداث ضجة كبرى، ولكن لم يعد يتم نسب «الفتوى» إلى الشيخ العريفي، بل أصبحت الصحف العربية التي استمرت في إثارة القضية تقول إنها «فتوى مجهولة المصدر»، ولم تقبل هذه الوسائل حقيقة أن الأمر كله ببساطة غير موجود، ربما لأن الموضوع يساهم في زيادة المبيعات.
وأشارت «لوموند» إلى أن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو الذي تحدث أمام أعضاء الجمعية الوطنية عن أن تونسيات يذهبن إلى سورية للقيام بـ«جهاد النكاح» لم يعط أي أرقام، ما ترك لوسائل الإعلام التقدير؛ فتحدث بعضها عن عشرات وبعضها الآخر عن مئات، لكن لم تظهر لا قبل كلام الوزير ولا بعده شهادة يعتد بها لتأكيد كلامه.
وقالت الصحيفة انه يتعين أيضا شرح لماذا تونس هي الدولة الوحيدة التي ضربها هذا «الوباء»؟
وفي سورية نفسها، كان «جهاد النكاح» موضوعا تناولته وسائل الإعلام الرسمية بانتظام، وهي قامت أيضا ببث «شهادات» لإثبات وجود هذه الظاهرة، بما في ذلك «لإرهابيين» أسرى قالوا إنهم أجبروا زوجاتهم على القيام بمثل هذا الأمر، ونساء «من ضحايا» هذا “الاستعباد الجنسي”.
ولكن بسبب فقدان المصداقية وضعف الشهادات، لم تتمكن هذه الوسائل من إقناع جمهور كبير بالمسألة، بما في ذلك بين مؤيدي النظام.
وقالت الصحيفة إنه في محاولة لإحداث «انقلاب»، أعدت قناة «الإخبارية» السورية في 22 سبتمبر الماضي بعناية ظهور فتاة تبلغ من العمر 16 عاما على شاشتها والتي تحدثت تحت اسم روان قداح.
وأوضحت أن القناة كانت تأمل بأن تؤدي شهادة قداح التي حفظتها عن ظهر قلب إلى إقناع المتشككين، ولكنها حصدت هذه المرة أيضا نتيجة عكسية بين محازبي النظام كما بين معارضيه الذين صدموا من إظهار فتاة بهذا العمر تتحدث بطلاقة عن «جهاد النكاح» من دون إخفاء أو تظليل وجهها، كما صدموا من تفاصيل مثل أن والدها أجبرها على فعل ذلك، مع أحد الجهاديين ثم مع عدد من الجهاديين قبل أن يفعل معها بنفسه الشيء نفسه باسم «جهاد الزواج»، كما اندهشوا من رؤيتها بثياب شتوية، في حين أن الحرارة في دمشق تتراوح بين 25 و30 درجة مئوية.
وقال ناشطون إن ليس لديهم أي مشكلة في إثبات أن الفتاة ما هي إلا «نجمة» عرض إجباري هدفه تشويه الثورة، مؤكدين أن الفتاة من مواليد بلدة نوى في درعا وأنها ظهرت على الشاشة في الثياب الشتوية لأنها خطفت من قبل عناصر النظام على طريق مدرستها قبل أشهر عديدة وهي ابنة قائد إحدى الكتائب في الجيش السوري الحر.